عشية وصول الوفد الأمريكي إلى بيروت برئاسة مورغان أورتاغوس، وبعد أن تسبب «الثنائي الشيعي» أمس (الخميس) في تعثّر إعلان ولادة الحكومة الجديدة، قال مسؤول في الإدارة الأمريكية ودبلوماسي غربي ومصادر حكومية إقليمية: إن نائبة أورتاغوس ستوجه رسالة إلى القادة اللبنانيين، تتضمن تحذيرات سياسية ما لم يتم تشكيل حكومة تلتزم بالإصلاحات، ومكافحة الفساد، وتقليص نفوذ «حزب الله».
وبعد لقائها اليوم (الجمعة) الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا، قالت المبعوثة الأمريكية إن «إسرائيل هزمت حزب الله ونحن ممتنون لها بسبب ذلك»، مشددة على مسألة عدم مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية الجديدة بأي شكل من الأشكال.
فيما أفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية بأن واشنطن لا تتدخل في اختيار الوزراء بشكل فردي، لكنها تشدد على استبعاد حزب الله من الحكومة. وقال: «إنه عهد جديد للبنان، ويجب أن تواكب الحكومة القادمة هذا الواقع الجديد».
من جهته، أبلغ الرئيس اللبناني المبعوثة الأمريكية أن مشاورات تشكيل الحكومة اقتربت من النهاية، مؤكداً أن الاستقرار الدائم في الجنوب مرهون بانسحاب إسرائيل. وقال عون إن الجيش جاهز للانتشار فور انسحاب إسرائيل، مشدداً على أنه يجب أن تنجز إسرائيل انسحابها في 18 فبراير.
ميدانياً، صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضي اللبنانية في الساعات القليلة الماضية، مبررة ذلك بضرورة الرد على أنشطة حزب الله، بما في ذلك نقل الأسلحة وإنشاء مواقع عسكرية جديدة، في انتهاك للقرار الدولي 1701.
ونفذت مقاتلات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت مناطق في البقاع الغربي والأوسط والجنوب اللبناني. وأفادت تقارير ميدانية بأن 4 غارات استهدفت مرتفعات السلسلة الشرقية قرب الحدود السورية، تحديداً في محيط الزبداني ووادي رومين. واستُهدفت مواقع في وادٍ يقع بين بلدتي بفروة وعزّة في إقليم التفاح، إلى جانب قصف معسكر سريج على السلسلة الشرقية.
وشملت الغارات مناطق في النبي شيت وجنتا ومرتفعات الخريبة في بعلبك، إضافة إلى ضربات جوية بين كفروة ووادي الزهراني. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر أمني قوله: إن العمليات تستهدف إحباط محاولات حزب الله نقل الأسلحة وإنشاء بنى تحتية عسكرية جديدة.
وبالتزامن مع الغارات، حلّقت الطائرات الحربية الإسرائيلية على علو منخفض فوق العاصمة بيروت، والبقاع، وبعلبك، في استعراض واضح للقوة.