درعا- تبرع عشرات من أطباء محافظة درعا جنوبي سوريا المقيمين في الخارج ورجال أعمال بمبلغ يقترب من مليون دولار لتحسين وضع مستشفى درعا الوطني.
وجاءت هذه التبرعات ضمن حملة نظمها عدد من أطباء المحافظة المهاجرين، بعد متابعتهم للواقع الطبي فيها الذي يحتاج إلى كثير من الدعم ليتمكن من تقديم الخدمات الطبية اللازمة للأهالي.
وقال الدكتور يعرب الزعبي، أحد الأطباء المشرفين على الحملة، للجزيرة نت، إنها جاءت نتيجة ما يعانيه مستشفى درعا الوطني من عجز كبير في المواد الطبية التي من شأنها تخفيف معاناة الأهالي، فضلا عن وجود أجزاء مدمرة فيه نتيجة القصف.
حملة واسعة
وأضاف الزعبي أن بداية الحملة كانت من بعض أطباء المحافظة الموجودين في فرنسا، ثم توسعت لتشمل عددا من رجال الأعمال.
وشُكلت لجنة لتنسيق الدعم والوقوف على احتياجات المستشفى والعمل على النهوض به، لكن اللجنة فضلت أن يكون العمل عبر وزارة الصحة بعد أن بدأ المبلغ يقترب من مليون دولار، بحسب المصدر نفسه.
وقد تم تسليم المبالغ التي جمعت إلى صندوق مديرية صحة درعا، وسيتم ترميم بعض أقسام المستشفى كخطوة أولى نحو إعادة تأهيله.

خطة كاملة
وأشار الزعبي إلى أنه سيتم أيضا تجهيز مستهلكات وأدوية إسعافية، وتطوير مخبر المستشفى الذي يحتاج إلى أجهزة جديدة تتناسب مع حاجة المرضى للتحاليل الطبية.
كذلك سترمم الأجهزة الأكثر ضرورة في هذه المرحلة، ومنها أجهزة غسيل الكلى، حيث يغطي المستشفى نحو 350 مريضا بحاجة إلى غسيل الكلى، بالإضافة إلى حواضن الأطفال والعناية المشددة.
وأكد الدكتور الزعبي أن هناك 3 غرف عمليات ستجهز بالكامل في أقرب وقت ممكن، وهي ضمن الخطة التي وُضعت بعد بدء وصول مبالغ المبادرة.

احتياجات المستشفى
يُعد مستشفى درعا الوطني الحكومي الوحيد في مدينة درعا والقرى المجاورة لها، ويغطي منطقة يقطنها أكثر من 100 ألف نسمة. وتقتصر الخدمات التي يقدمها على الإسعافات الأولية ومراقبة المرضى، وغرفة عناية مشددة تحتوي على 4 أسرّة فقط، بينما يتحمل المرضى تكاليف شراء الأدوية في ظل عدم توفر معظمها داخل صيدلية المستشفى.
كذلك يفتقر إلى كوادر طبية كافية، ولا يتوفر على أطباء مختصين في القلب والأعصاب، فقد غادر معظمهم مناطق سيطرة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد سابقا خوفا من الاعتقال.
وبعد سقوط النظام، عاد بعض منهم إلى المستشفى رغم عدم وجود رواتب شهرية، لكن هدفهم هو تقديم الخدمات للمرضى بشكل تطوعي.