في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أنكوراج بولاية ألاسكا، مرتدياً سترة بيضاء تحمل حروف «CCCP»، وهي الأحرف السيريلية التي تُشير إلى الاتحاد السوفيتي (USSR)، وذلك قبيل القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وظهر لافروف وهو يخرج من سيارة سوداء أمام فندق في أنكوراج، حيث كان يرتدي سترة سوداء فوق القميص، لكن الأحرف «CC» كانت واضحة، ما أثار تفاعلاً فورياً على وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة الدولية.
يأتي هذا الظهور في سياق القمة المقررة اليوم (الجمعة) في قاعدة إلميندورف -ريتشاردسون العسكرية في أنكوراج، حيث سيناقش الزعيمان قضايا رئيسية، أبرزها الحرب في أوكرانيا والسعي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأشار لافروف، في تصريحات مقتضبة للصحفيين عند وصوله، إلى أن روسيا ستقدم «موقفاً واضحاً ومفهوماً» خلال المحادثات، مشدداً على أن موسكو لا تخطط مسبقاً لنتائج القمة، بل تعتمد على حججها القوية.
واعتُبر اختيار لافروف للقميص استفزازاً رمزياً، خصوصاً في ظل التوترات المستمرة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، التي كانت إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي قبل استقلالها في 1991، وقد رأى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس نوستالجيا سوفيتية تتماشى مع تصريحات الرئيس بوتين السابقة، الذي وصف انهيار الاتحاد السوفيتي بأنه «أكبر كارثة سياسية في القرن العشرين».
وتُعد قمة ألاسكا حدثاً بارزاً في العلاقات الروسية-الأمريكية، حيث يسعى الرئيس ترمب للتوصل إلى اتفاق سلام بشأن الحرب في أوكرانيا، التي بدأت بغزو روسيا الشامل في فبراير 2022، وقد أثار ترمب الجدل بتصريحاته عن إمكانية «تبادل الأراضي» كجزء من صفقة محتملة، ما أثار قلق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وحلفاء أوروبيين، الذين أكدوا ضرورة إشراك أوكرانيا في أي مفاوضات.
ويُنظر لارتداء لافروف قميصاً يحمل رمز «CCCP» على نطاق واسع على أنه رسالة سياسية، خصوصاً أن ألاسكا كانت تابعة للإمبراطورية الروسية قبل بيعها للولايات المتحدة في عام 1867، وهو ما استشهدت به موسكو في السابق لتبرير فكرة «تبادل الأراضي»، ويأتي هذا في وقت تستعد فيه روسيا لاختبار صاروخ كروز نووي في موقع اختبار نوفايا زيمليا، ما يزيد من حدة التوترات الدولية.
وتاريخياً، يُعرف لافروف بأسلوبه الدبلوماسي الحاد واستخدامه للرمزيات السياسية، مثل ارتداء قمصان تحمل رسائل سياسية في مناسبات سابقة، كما حدث في قمة مجموعة العشرين حيث ظهر إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ بقمصان متطابقة، ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لإثارة ردود فعل في الغرب، خصوصاً في ظل التوترات المستمرة حول أوكرانيا والاتهامات بأن روسيا تسعى لاستعادة نفوذ الاتحاد السوفيتي.
أخبار ذات صلة