فيما تتجه الأنظار نحو واشنطن لمعرفة نتائج لقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترمب والأوكراني فلوديمير زيلينسكي، اليوم (الإثنين)، خصوصاً ما يتعلق بموقف كييف من
«الصفقة» التي عرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة ألاسكا، توقع مصدران مطلعان أن تتخلى روسيا عن جيوب صغيرة تسيطر عليها في أوكرانيا مقابل تنازل كييف عن مساحات من أراضيها في شرق البلاد.
ورغم أن القمة لم تتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما كان يرغب فيه ترمب، إلا أنه أفصح في مقابلة مع Fox News أنه ناقش مع بوتين نقل ملكية الأراضي والضمانات الأمنية لأوكرانيا، وقال: «اتفقنا إلى حد كبير، وأعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، على أوكرانيا أن توافق على ذلك. ربما سيقولون لا».
وبحسب مصدرين مطلعين تحدثا لوسائل إعلام غربية، فإنه لم يعرف بعد ما إذا كانت المقترحات التي قدمها بوتين مجرد «مناورة افتتاحية» لتكون نقطة انطلاق للمفاوضات، أو أنها عرض نهائي غير خاضع للنقاش. ويستبعد عرض بوتين وقف إطلاق النار حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل، ما يعرقل مطلباً رئيسياً لزيلينسكي الذي يتمسك بوقف القتال أولاً.
وأفاد المصدران بأنه بموجب الاتفاق الروسي المقترح، فإن أوكرانيا ستنسحب بالكامل من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقيتين، مقابل تعهد روسي بتجميد الجبهة في منطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين. وهو ما ترفضه كييف حتى الآن.
وذكر المصدران أن روسيا ستكون مستعدة لإعادة مساحات صغيرة نسبياً من الأراضي الأوكرانية التي احتلتها في منطقتي سومي الشمالية وشمال شرق خاركيف.
وتسيطر روسيا على جيوب في منطقتي سومي وخاركيف تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 440 كيلومتراً مربعاً، وفقاً لمشروع رسم خرائط ساحة المعركة في أوكرانيا. وتسيطر أوكرانيا على نحو 6 آلاف و600 كيلومتر مربع من دونباس، التي تضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وتطالب بها روسيا.
ويسعى بوتين، وفق رؤية المصادر، إلى اقتناص الاعتراف الرسمي بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو عام 2014. وترفض كييف وحلفاؤها الأوروبيون الاعتراف الرسمي بسيادة موسكو على شبه الجزيرة.
وقال المصدران إن بوتين يتوقع أيضاً رفع مجموعة من العقوبات المفروضة على روسيا على الأقل.
ولفتا إلى أن أوكرانيا ستُمنع أيضاً من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم أن بوتين بدا منفتحاً على حصول أوكرانيا على نوع من الضمانات الأمنية.
وقال الزعماء الأوروبيون إن ترمب ناقش الضمانات الأمنية لأوكرانيا خلال محادثتهم السبت، كما طرحوا فكرة ضمانات على غرار «البند الخامس» خارج حلف شمال الأطلسي. ويعتبر حلف شمال الأطلسي أي هجوم يشن على أحد أعضائه هجوماً على الجميع بموجب البند الخامس من اتفاق الناتو.
أخبار ذات صلة