اعتقلت السلطات السنغالية المعلق التلفزيوني بادارا غاديغا، بعد تصريحات بثّها عبر قناة محلية اعتُبرت “انتهاكا للأخلاق العامة”، مما أعاد إلى الواجهة النقاش حول حدود حرية التعبير في البلاد.
وجاء توقيف غاديغا عقب مشاركته في حلقة نقاشية تناول فيها حزب “باستيف” وزعيمه عثمان سونكو -رئيس الوزراء الحالي- مشيرا إلى إدانته السابقة في قضية مرتبطة بـ”فساد أخلاقي”، وذلك ردا على اتهامات بتزوير شهادات وجهها إليه النائب أمادو با.
وانتشر مقطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي انتشارا واسعا، مما استدعى تدخل وحدة الأمن الإلكتروني وفتح تحقيق عاجل انتهى بوضعه رهن الحجز الاحتياطي مساء الأربعاء.
وتُمثل تصريحات غاديغا إحالة مباشرة إلى القضية المثيرة للجدل التي جمعت سونكو، في فترة قيادته للمعارضة، بالموظفة السابقة أدي سار، التي اتهمته بـ”اعتداء جنسي متكرر”، وهي قضية شغلت الرأي العام السنغالي لفترة طويلة.
من جهته، اعتبر محاميه أن الاتهامات الموجهة إليه “مبالغ فيها”، وتشكل “انتهاكا لحرية التعبير التي يكفلها الدستور السنغالي”.
وقد أثار اعتقال غاديغا موجة من التضامن والانتقادات من أطياف معارضة ومنظمات حقوقية، وسط اتهامات للسلطات بالسعي إلى “تكميم النقاش العام” وتحويل الأنظار عن ملفات اقتصادية واجتماعية ضاغطة، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور الأوضاع المالية.
ومن المقرر أن يمثُل غاديغا أمام القضاء مطلع الأسبوع المقبل، إذ سيُبت في مسألة إحالة قضيته إلى المحاكمة، في تطور بات يُنظر إليه على أنه اختبار جديد لحرية التعبير في السنغال.