في رسالة حملت علامات الذعر من قرب انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، وجه رامي مخلوف (قريبه وأكبر المنتفعين من نظام آل الأسد) رسالة مسجلة في 5 ديسمبر/كانون الأول 2024 -على صفحته على فيسبوك- إلى السوريين، حثهم فيها على “تنحية خلافاتهم” والتعاون مع “أخي وصديقي وحامل سري العميد سهيل الحسن.. هذا الشخص المغوار الذي كان له العديد من الانتصارات للجيش والقوات المسلحة بقيادته للقوات الرديفة” واختتم ابن خال بشار مناشدته بإعلان تخصيصه 50 مليار ليرة سورية (33 مليون دولار) للقوات العسكرية الموجودة في الأماكن التي تواجه المسلحين بمناطق ريف حماة، لتوزع بمعرفة “الضابط المتميز العميد سهيل الحسن”.
لم يتح تسارع الأحداث فرصة لاختبار قدرة الضابط المتمتع بثقة مخلوف على الوفاء بأماني الأخير. فنظام الأسدين انهار بسرعة قياسية، وفرّ بشار إلى موسكو فجر 8 ديسمبر/كانون الأول، مفسحا المجال لوصول هيئة تحرير الشام وحلفائها إلى دمشق بدون قتال.
وأضاعت جلبة الانتصار المدوي أصداء شهادة الوجه الاقتصادي والمالي الأقوى في سوريا (قبل تنحيته لصالح أسماء زوجة بشار) بالعميد الذي اقترن اسمه في ذاكرة السوريين، باجتراحه أكثر أدوات الحرب تدميرا وفتكا: البراميل المتفجرة.
غير أن الأحداث التي استجدت بعد 3 أشهر في الساحل السوري أعادت إلى الواجهة اسم هذا الضابط، مع أسماء ثلة من أشباهه. فمن مسقط رأسه في قرية بيت عانا بريف اللاذقية انطلقت شرارة المواجهات بين فلول النظام المنهار، وبين إدارة الأمن العام في 6 مارس/آذار. فبعد أن أوقع الكمين الذي نصبته الفلول 15 قتيلا من الجهة الأخيرة، اتسعت دائرة المواجهات، وشملت قتلا عشوائيا طال مدنيين، وتجري دمشق حاليا تحقيقا في ملابساته وحصيلته.