أفاد عدد من الطلبة خريجي البعثات المقدمة من وزارة التربية والتعليم، بأن الابتعاث للدراسة في الخارج، يعد فرصة قيّمة للطلاب الإماراتيين للحصول على تعليم عالٍ في تخصصات مختلفة، والتعرف إلى ثقافات مختلفة، والتوسع في آفاقهم الأكاديمية والمهنية، ومن خلال الابتعاث، يمكن للطلاب الإماراتيين الحصول على الخبرة والمعرفة اللازمة في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في الإمارات، ما يجعلهم مؤهلين للعمل في المجالات الحيوية والمهمة في الدولة.
وأوضحوا أن للابتعاث 5 فوائد ذهبية، تتضمن توفير فرص التعليم العالي في المجالات التي لا تتوفر فيها الكفاءات المحلية، ما يساعد على تعزيز القدرات الأكاديمية والمهنية للطلاب، والتعرف إلى ثقافات مختلفة، وتوسعة آفاق الطلاب، والتعرف إلى أساليب العمل والتعليم في البلدان الأخرى، بالإضافة إلى تحسين مهارات التواصل واللغات، وتوفير فرص العمل الدولية، حيث يمكن للطلاب العمل في الخارج، بعد الحصول على الشهادة الأكاديمية.
تخصص نادر
الدكتور يوسف حبيب العبودي درس تخصصاً نادراً، وهو جراحة الإصابات والحوادث في جامعة ماكغيل في مونتريال كندا، وخلال فترة ابتعاثه، تعرف إلى الكثير من ثقافة سكان مونتريال ذوي الأصول الفرنسية، وكذلك ثقافات أخرى مختلفة، كون الجامعة تضم طلاب وأساتذة من مختلف أنحاء العالم.
ويقول العبودي: «اكتسبت العديد من خبرات وعلوم لا توجد إلا في جامعات عالمية، مثل جامعة ماكغيل، وفي فترة ابتعاثي، تعاملت مع حالات طبية جراحية نادرة خلال التدريب في مستشفى مونتريال للإصابات الرئيس». وأشار إلى أنه سينقل كافة الخبرات التي اكتسبها إلى وطنه، حتى يكون جزءاً من التنمية المجتمعية، داعياً جميع الشباب للابتعاث والدراسة في الجامعات العالمية لاكتساب الخبرات النادرة التي تفيد الدولة، منوهاً بأن عملية التقديم واضحة وسهلة، حيث تلقى دعماً مباشراً من موظفي وزارة التربية والتعليم لاستكمال الاجراءات.
مشوار
ومن جانبها، قالت عائشة محمد الزعابي، إنها بدأت مشوارها بعد التخرج من الجامعة، باستكمال مسيرتها العلمية في كوريا الجنوبية، حيث التحقت بجامعة يونسي، وكانت أول طالبة إماراتية تحصل على القبول من هذه الجامعة المرموقة، لتحصل على الماجستير في الإدارة الاستراتيجية والتجارة الدولية.
وأضافت أنها قبل التخرج تلقت اتصالاً من قبل عميد الجامعة، ليقترح عليها أن تمثل جامعة يونسي في برنامج ماجستير آخر في كينجز كوليدج لندن، لدراسة منهج الاقتصاد الناشئ، فالتحقت به لتمثل البلدين، الإمارات وكوريا الجنوبية.
وأوضحت أنها خلال تلك السنوات، تعلمت أن تكون مستقلة تماماً، وأن الخبرات تأتي مع التحديات، وقد تمكنت من القيام بذلك، من خلال الدعم اللامحدود المقدم لها من قبل والديها منذ الصغر. وذكرت أن دراستها كانت مميزة منذ الصغر، حيث تأهلت لدخول البرنامج الفرنسي المشترك لأبوظبي وباريس الخاص بثانوية (Lycée Louis le Grand) في العلوم المتقدمة، وبعدها أكملت دراسة البكالوريوس في الهندسة الصناعية في جامعه ولاية بنسيلفانيا، مع درجات ثانوية في اللغة الكورية، وتطوير القيادة الهندسية، كما أنها حاصلة على الحزام الأخضر في lean six sigma، الذي مكنّها من التعاون والعمل في العديد من المشاريع الخيرية الهندسية في السنغال وبريتوريا وبودابست، ومع شركات كبرى، مثل Philips and Elkay manufacturing، وكانت تحرص في خلال السنوات الأربع على جمع الخبرة من خلال التطوع في هندوراس ونيكاراغوا، والتدريب الصيفي في مبادلة وPWC.
إرشاد أكاديمي
وقال سعيد سلطان السماحي، إنه حصل على درجة البكالوريوس في تخصص المالية والاقتصاد من جامعة تورنتو الكندية، وكانت رحلته للابتعاث فرصة لتوسيع المدارك، والتعرف إلى ثقافات الدول الأخرى، والاطلاع على أحدث التطورات في مختلف المجالات.
وأوضح أن الحكومة الإماراتية تعمل على تشجيع الابتعاث، وتوفير الدعم اللازم للطلاب الذين يرغبون في الدراسة في الخارج، من خلال تقديم المنح الدراسية، والدعم المالي والإرشاد الأكاديمي والمهني، وتهدف هذه الجهود إلى تأهيل الطلاب الإماراتيين للمنافسة في سوق العمل العالمي، وتحسين جودة التعليم في الإمارات.
وأفاد بأنه عند عودته إلى الإمارات، عززت تجربته في الابتعاث، منافسته كخريج حديث، وساعدته كثيراً في الحصول على وظيفة في مجال تخصصه كمحلل مالي في شركة عالمية في القطاع الخاص.
تميز
وقالت الدكتورة سمية المنصوري إنها درست الدكتوراه في علم الوراثة في تخصص (أمراض السكر والسمنة)، من جامعة (أمبريل كولج) بالمملكة المتحدة، بهدف فهم وتوسيع فهمنا للعوامل الوراثية المتعلقة بالسمنة والسكري، وهدفت الدراسة إلى تحسين الوقاية والتشخيص والعلاج في هذين التحديين الصحيين الشائعين. ولفتت إلى أهمية الدراسة بالخارج، حيث توفر فرصاً مهمة وقيمة، ومزايا فريدة تثري الخبرة العلمية والشخصية للباحث، مع استفادته من مصادر معرفية متقدمة، وتقنيات حديثة في مجاله المختص.
وأضافت: تتيح بيئة الدراسة الأكاديمية الدولية المتميزة، تبادل المعرفة والأفكار بين الأساتذة والزملاء من خلفيات ثقافية متنوعة، كما توفر فرصاً هامة لبناء شبكات اتصال عالمية، حيث يتعرف الباحث إلى أساتذة وباحثين ومحترفين من جميع أنحاء العالم، ويتبادل معهم المعرفة والخبرات، وذلك يعزز فرص التعاون في مشاريع بحثية، وتبادل الأفكار والفرص المهنية في العلوم المتقدمة.