ثمة الكثير من أصحاب الهمم ممن لم تمنعهم الإعاقة من النبوغ والتفوق، وتحدي واقعهم، والتربع على قمم المجد، ولم تمنعهم ظروفهم الخاصة من أن يكونوا نداً لغيرهم في التعليم والعمل وتحقيق أعلى الطموحات، فرفضوا الاستسلام، واستطاعوا بإرادتهم القوية أن يهزموا المستحيل، ومن هؤلاء عروب حسام رشيد، التي تحدت الإعاقة الحركية، وأكملت دراستها بالالتحاق بتخصص الترجمة، الذي حصلت فيه على درجة الماجستير بامتياز من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الشارقة هذا العام، طامحة إلى مواصلة الدراسة لنيل الدكتوراه في مجال تخصصها.
عروب التي كرمتها جامعة الشارقة لتميزها، أكدت من جديد أن ذوي الهمم لديهم من العزيمة والإصرار ما يحققون به أحلامهم، بعيداً عن بكاء الحال، فهم لا يقفون عند هذا الحد، وإنما يسعون ويعملون، والأهم من هذا كله يبدعون بشكل رائع، وينتجون بطريقة تجعلك تبتسم وتفرح.
صعاب
وتروي عروب لـ«البيان» أنها تحدت الصعاب التي واجهتها في الدراسة بالصبر والجلد، فالتحقت بجامعة الشارقة، ونالت البكالوريوس، ثم الماجستير بدرجة امتياز، واختارت تخصصها؛ لأنها تجد نفسها فيه، مبينة أن المترجم لا ينقل كلمات أو نصوصاً، بل رسائل وثقافات الشعوب الأخرى.
توفير
وبفضل ما وفرته الجامعة لأصحاب الهمم من معينات شاملة، فقد تمكنت عروب من التغلب على تحديات الإعاقة الحركية، ومواصلة دراستها، موضحة أن أسرتها هي الداعم الأول لها، ودائماً ما تشجعها وتحثها على التميز، ما مكنها من التفوق والتميز في تخصصها، مبينة أن قيادة الإمارات تعمل على تعزيز وتأمين حقوق أصحاب الهمم، وإمكانية حصولهم على الفرص التعليمية نفسها المتوفرة للطلبة الآخرين، وتوفير معلمين متخصصين في غاية المهارات السلوكية، التي تمنحهم الكفاءة لتدريسهم والعناية بهم، كما أن الثقة التي منحتها لهم القيادة الرشيدة للدولة وضعوها نصب أعينهم، وجعلتهم يشعرون بأنهم أهل لتلك الثقة والمسؤولية، كما أنها تضعهم أمام تحدٍ للوصول إلى أعالي القمم التي تسطح كنجوم في سماء الفخر والاعتزاز.
عادات
وقالت: «تؤدي الترجمة دوراً مهماً في التعريف بعادات وثقافات الشعوب، ونقل المعرفة فيما بينها، وتساعد في الحفاظ على التراث الثقافي، «فمن خلال ترجمة الأعمال الأدبية والتاريخية والدينية، يمكننا الحفاظ على التراث الثقافي للشعوب وإتاحته للأجيال القادمة، وتمكن الناس من الوصول إلى الأعمال الكلاسيكية والمهمة التي قد تكون مكتوبة بلغات لا يتقنها الجميع، ما يحافظ على التراث الثقافي ويعزز الوعي به».