تعكس قصة طالب الثانوية صالح فواز المطر إصراراً وتحدياً لافتاً، لتصبح نموذجاً ملهماً للشباب.
حيث ولد صالح في عائلة مؤلفة من تسعة أفراد، ويعمل والده معلماً لمادة الرياضيات، وتتولى والدته رعاية المنزل.
لم تكن بداية طفولة صالح سعيدة، حيث عانى من صعوبات في تأخر النطق وهو في سن السادسة، ما دفع والده إلى البحث عن حل طبي له، ورفض الاستسلام، وتمكن من تجاوز هذه الصعوبة بالعمل الجاد والمثابرة، وبعد مرحلة من التدريب والعلاج النطقي أصبح قادراً على التواصل بثقة ووضوح. تشمل عائلة صالح 9 أفراد، وتمكن الوالد بمساعدة الوالدة أن يؤسس أبناءه أكاديمياً بقدر عال من التميز، وتضم الأسرة حالياً 3 أخوة أطباء، وأخاً مهندس برمجة.
بداية
بدأت اهتمامات صالح بالروبوتات في سن مبكرة، حيث شارك في بطولة الروبوتات، التي نظمتها دائرة التعليم والمعرفة في عام 2017، وكانت فرصة له للتعلم والتطور في تصنيع الروبوتات.
وعندما ضربت جائحة كورونا العالم قرر صالح الاستفادة من وقته في المنزل بشكل إيجابي، وطور مهاراته في البرمجة والجرافيك والمجالات الأخرى المرتبطة بتقنية المعلومات، وأنشأ قناة على YouTube، يقدم من خلالها محتوى تعليمياً في مجالات الرياضيات والعلوم، ويستخدم موهبته ومعرفته، لإيصال المفاهيم الصعبة بطرق بسيطة وشائقة.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة وضيق الشقة، التي يعيش فيها مع عائلته فإن صالح يجد طرقاً مبتكرة للتعامل مع هذه التحديات، وكان يتوجه إلى مركز الشباب العربي المحلي على كورنيش أبوظبي، ويستغل وقته بفاعلية في الدراسة، والاستفادة من المبادرات، التي يقدمها المركز.
والذي يعتبر ملاذاً يجد فيه الهدوء والمساحة اللازمة لتحقيق أهدافه الأكاديمية. بجانب نشاط صالح على الإنترنت بتقديمه محتوى تعليمياً هادفاً فإنه دائماً موجود بين الطلبة الأوائل.
وهذه المسيرة الأكاديمية للتعليم الأساسي ترجمت بحصوله على العلامة الكاملة في الثانوية بمعدل 100 % للمنهاج المتقدم عن مدرسة «أبوظبي الثانوية»، ووجد بين أوائل الطلبة في الإمارة. ويحمل صالح أحلاماً كبيرة للمستقبل، حيث يطمح لمواصلة دراسته الجامعية في إحدى الجامعات الريادية في الدولة، مثل جامعة خليفة، ويفاضل في الاختصاص بين الطب البشري وعلوم الحاسوب.