لم يتوقف أثر الكارثة التي ضربت شرق ليبيا منذ أسبوعين، عند مدينة درنة فحسب، بل وصلت بمداها إلى الصحراء حتى.
فقد تحولت الصحراء الليبية من منطقة قاحلة إلى ما يشبه البحر، فوقفت فيها حركة المرور تماما بعد ارتفاع منسوب المياه، وهو ما دفع عددا من الليبيين إلى استخدام القوارب للعبور.
مشهد لا يوصف
وفي مشهد نادر، تحول طريق المخيلي الصحراوي الذي يربط بين منطقة التميمي ومدينة المرج إلى بحيرة عائمة، بعدما غمرته السيول وأخفت ملامحه وخطوطه.
كما أظهرت مقاطع فيديو وصور متداولة، المياه بعدما وصل ارتفاعها إلى أكثر من 3 أمتار، وقد أغرقت السيارات في قاع البحيرة، ما أدّى إلى عزل الأهالي.
أمام هذا الحال، أعلنت السلطات المحليّة، فتح مسار جديد للدخول إلى منطقة المخيلي، التي أغرقت المياه طريقها الرئيسي الواصل ببقية المناطق.
إلا أن البعض وجد حلاً آخر للتنقل، ولجأ إلى استخدام قوارب البحر للعبور إلى الجهة الأخرى، وذلك بعد أن تعذّر عليهم التنقل عبر السيارات.
وأدّت الفيضانات القويّة التي ضربت عدّة مناطق شرق ليبيا، خاصة مدينة درنة، إلى عزل عدد كبير من القرى الصغيرة والتجمعات، بعدما جرفت السيول الطرقات والجسور الرابطة بينها.
3845 قتيلا
يشار إلى أن الفيضانات التي تسبب بها الإعصار دانيال قبل أسبوعين في ليبيا حصدت ما لا يقل عن 3845 قتيلا، بحسب حصيلة جديدة غير نهائية أعلنها أمس السبت محمد الجرح المتحدث باسم لجنة الإشراف على عمليات الإغاثة.
إلا أن تلك الحصيلة التي تشمل فقط، الجثث المدفونة والمسجلة لدى وزارة الصحة، “مرشحة للارتفاع”.
لاسيما أن الجثث التي دفنها السكان على عجل في الأيام الأولى بعد الكارثة لم تحتسب في هذه الحصيلة، وفق المتحدث نفسه.
وتعمل السلطات على إحصاء الضحايا المدفونين بدون التعرف على هوياتهم، وكذلك المفقودين الذين يرتفع عددهم إلى أكثر من 10 آلاف، وفق تقديرات السلطات والمنظمات الإنسانية الدولية.
فيما تتواصل عمليات البحث للعثور على جثث تحت الأنقاض أو في البحر.
يذكر أن الإعصار دانيال كان وقعه كارثيا بشكل خاص على مدينة درنة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة والمطلة على البحر المتوسط، إذ أدى إلى انهيار سدين والتسبب بفيضانات جرفت كل شيء في طريقها، ما فاقم أعداد الضحايا.
كما تسبب في نزوح أكثر من 43 ألف شخص، بحسب آخر إحصاء للمنظمة الدولية للهجرة.