في خضم الكارثة التي أوقعت آلافا بساعات قليلة شرق ليبيا، خرجت الأمم المتحدة عن صمتها منتقدة.
انتقاد لاذع
فقد أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، الخميس، أنه كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا جراء الفيضانات المدمرة التي خلفت آلاف القتلى والمفقودين شرق ليبيا.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إنه كان بالإمكان إصدار إنذارات، لو كانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكنت من إجلاء السكان.
كما أضاف أنه لو تم ذلك فعلاً لكانت البلاد تفادت معظم الخسائر البشرية، وفقا لـ”فرانس برس”، مشددا على أن ما جرى ما هو إلا نوع من الفوضى التي تعم البلاد منذ سنوات.
هيئة فرق الإنقاذ: فرقنا تأخذ عينات الحمض النووي من الجثث المجهولة في ليبيا
أتى هذا الإعلان وسط انتقادات كثيرة طالت المسؤولين، خصوصا وأن أبحاثاً علمية كثيرة كانت نُشرت العام الماضي، وشددت على أن درنة معرّضة لخطر السيول المتكررة، عبر الوديان الجافة.
ودعا باحثون كثر حينها إلى ضرورة اتخاذ خطوات فورية لضمان الصيانة المنتظمة للسدود في المنطقة، محذرين من مغبة وقوع سيول عارمة، ستكون كارثية على السكان في الوادي والمدينة.
إلا أن الأوضاع الأمنية التي تعيشها البلاد ومنها درنة، وحالة الانقسام السياسي، منذ أكثر من عقد، تحكمت بالأولويات فوقعت الكارثة.
آلاف وألوف
يشار إلى أن العديد من المسؤولين المحليين في ليبيا كانوا رجحوا ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 20 ألفا، وسط تعالي الأصوات المطالبة بمحاسبة المقصرين، لاسيما أن دراسات سابقة كانت أشارت إلى المخاطر التي يمثلها سد درنة المهمل والذي غابت عنه أعمال الصيانة لسنوات، جراء الحرب والاقتتال.
في هذا الإطار، قال مستشار رئيس البرلمان الليبي للعربية إن أعداد النازحين في درنة تجاوزت 30,000، بينما بلغ عدد الضحايا أكثر من سبعة آلاف قتيل في درنة فقط وسط بلاغات عن أكثر من 9 آلاف مفقود.