على الرغم من محاولة مدينة درنة الليبية المنكوبة لملمة جراحها بعد الإعلان عن بدء عودة خدمات الإنترنت إليها، إلا أن فظاعة الكارثة ما زالت تمنعها.
فقد أكد جهاز الإسعاف والطوارئ الليبي اليوم الخميس، أن نحو 9000 شخص مازالوا في عداد المفقودين بفعل الإعصار.
3000 جثة
وأوضح وزير الصحة الليبي عثمان عبد الجليل، أن هناك 3000 جثة دفنت اليوم في مقابر جماعية، في حين أن هناك 2000 جثة لم تدفن بعد.
وتابع في مداخلة إعلامية، أنه تم دفن معظم وفيات الفيضانات في مقابر جماعية خارج درنة، بينما تحاول فرق الإنقاذ مواصلة البحث تحت أنقاض البيانات المدمرة وسط المدينة.
كما كشف عن وجود غواصين يمشطون مياه البحر قبالة سواحل درنة بحثاً عن جثث لفظها البحر.
تأتي هذه التطورات في وقت مازال فيه البحر في مدينة درنة المنكوبة يلفظ يوميا عشرات الجثث ويقذفها إلى شواطئ المدينة التي تحول أكثر من ثلثها إلى أثر بعد عين.
وفيما تتواصل أعمال الإنقاذ وانتشال الجثث الغارقة، أكد رئيس هيئة فرق الإنقاذ، كمال السيوي أن المزيد من الفرق ستصل إلى مدينتي درنة وسوسة.
كما أوضح في تصريحات لصفحة “حكومتنا” على فيسبوك، اليوم الخميس، أن الفرق ستأخذ عينات الحمض النووي من الجثث المجهولة.
أما الكارثة الكبرى، فتتجلى في الخوف من انتشار الأوبئة، خصوصا في درنة، بسبب الجثث المطمورة بأعداد كبيرة تحت الأنقاض وفي المياه أيضا.
مقابر جماعية للضحايا في درنة
مساعدات تتدفق
أمام هذه المأساة، أعلنت مصلحة الموانئ الليبية عن إمكانية دخول سفن تحمل مساعدات ميناء درنة.
في حين أفاد مراسل “العربية/الحدث” بأن المساعدات بدأت تصل فعلاً إلى درنة من عدة مناطق ليبية.
يذكر أن العديد من المسؤولين المحليين رجحوا ارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 20 ألفا، وسط تعالي الأصوات المطالبة بمحاسبة المقصرين، لاسيما أن دراسات سابقة كانت أشارت إلى المخاطر التي يمثلها سد درنة المهمل والذي غابت عنه أعمال الصيانة لسنوات، جراء الحرب والاقتتال.