دعاء خطاب
doua_khattab@
في خطوة لافتة تنقل العمل التطوعي من حيز التنفيذ الميداني إلى فضاء التوثيق التربوي، اختتم الناشط يوسف العمران، المعروف بلقب «بوجراح يغير» مشاركته في الدورة الثامنة والأربعين لمعرض الكويت الدولي للكتاب مشاركا بباكورة أعماله الأدبية للأطفال، «بطل التغيير».
يأتي هذا الإصدار ليتوج مسيرة من المبادرات المجتمعية التي اشتهر بها في صيانة وتجميل المرافق العامة، متخذا هذه المرة من «الكلمة» أداة للبناء بدلا من معدات الطلاء، خاصة بعدما أعلن عن عودة جزء من مبيعات الكتاب للميدان لاستخدامها في المبادرات التطوعية.
وفي تصريح خاص لـ«الأنباء»، كشف العمران أن الشرارة الأولى لهذا المشروع انطلقت من الميدان نفسه، حيث لاحظ خلال جولاته أن الفئة الأكثر تأثرا وتفاعلا مع مبادراته هم الأطفال. وقال العمران: «لقد لمست في عيون الصغار شغفا حقيقيا، وكثيرا ما يتردد على مسامعي جملة: نريد أن نصبح مثل بوجراح عندما نكتب».
وأوضح بوجراح أن فلسفة سلسلة «بطل التغيير» تقوم على إعادة تعريف مفهوم «البطولة» لدى النشء، بعيدا عن الخوارق الخيالية التي يشاهدونها خلف الشاشات.
وأضاف ان الطفل هو جيل المستقبل، وللأسف نراهم أسرى للأجهزة الإلكترونية ومنصات الألعاب.
موضحا «هدفي هو إخراجهم من هذا العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، ليصبحوا «سوبر هيرو» حقيقيين من خلال أفعال بسيطة لكنها عظيمة الأثر، كالمبادرة بالتنظيف، الزراعة، وتغيير المحيط للأفضل».
وشدد العمران على أن السلسلة لا تهدف للتسلية فحسب، بل تسعى لزرع «ثقافة التغيير» ونبذ «ثقافة التذمر»، وتعزيز قيم الولاء للوطن عبر العمل الجاد.
وأكد أن هذه القيم إذا غرست في الصغر، ستنمو معهم لتشكل وعي جيل كامل لا يكتفي بالشكوى، بل يبادر بالحل.
وحول محتوى الإصدارات، أشار العمران إلى أن «بطل التغيير» سلسلة قصصية متكاملة، كل قصة فيها توثق إحدى المبادرات الواقعية التي نفذها «بوجراح» في شوارع الكويت، ولكن بأسلوب مبسط يحاكي عقلية الطفل.
وتستعرض السلسلة قضايا حيوية مثل معالجة «التشخبط» والكتابة العشوائية على الجدران، ومشاكل تلوث البحر، محولة هذه التحديات البيئية إلى مغامرات قصصية تلهم الأطفال وأولياء أمورهم، وتقدم لهم دليلا عمليا ليكونوا شركاء في التغيير.













