أسامة دياب
أكد وزير خارجية جمهوريـــــة قبــــــرص د.كونستانتينوس كومبوس أن العلاقات الكويتية ـ القبرصية تقوم على أسس راسخة من الصداقة والاحترام المتبادل، مشيرا إلى أن البلدين يتشاركان تحديات مشتركة كونهما دولتين صغيرتين في منطقة مضطربة، تعرضتا لاحتلال أجنبي في الماضي. وأوضح الوزير، في لقاء جمعه مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، أن الجولة الأولى من المشاورات السياسية التي عقدت في الكويت عام 2022 شكلت محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية، مضيفا «نحن الآن نتطلع إلى البناء على هذا الزخم، ولقائي مع وزير الخارجية الكويتي على هامش الاجتماع الوزاري سيشكل خطوة مهمة في هذا الاتجاه».
وقال إن بلاده ملتزمة بتعزيز العلاقات مع الكويت سواء على المستوى الثنائي أو ضمن إطار التعاون الأوسع بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون، مشيرا إلى أن مبادرة «أمالثيا» الإنسانية الخاصة بتقديم المساعدات إلى المدنيين في غزة تعد نموذجا ناجحا للتعاون الإنساني، حيث شاركت فيها جهات كويتية فاعلة وقدمت نحو 700 طن من المساعدات، مضيفا أن هناك فرصا مستقبلية للتعاون في المبادرات الإنسانية الإقليمية.
وأضاف «قبرص ستتولى الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير 2026، وقد وضعنا الشرق الأوسط والخليج في صميم أولوياتنا، وأثق بأننا سنتمكن من ترسيخ أسس قوية للعلاقات القبرصية ـ الكويتية، وتعزيز علاقات الكويت مع الاتحاد الأوروبي، ودعم تعميق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون».
ووجه وزير الخارجية القبرصي رسالة إلى رجال الأعمال الكويتيين قائلا «إن قبرص ترحب بهم وتوفر بيئة استثمارية مميزة تجمع بين الموقع الاستراتيجي والنظام القانوني المستقر والنظام الضريبي المرن والخدمات عالية الجودة»، مشيرا إلى أن البلدين وقعا اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأوضح أن القطاعات المالية وصناديق الاستثمار وإدارة الأصول في قبرص يمكن أن تشكل مجالات واعدة أمام المستثمرين الكويتيين، مؤكدا أن بلاده تمثل «بيئة مثالية للنمو والتعاون وتحقيق المنفعة المتبادلة».
وفيما يخص الاستثمارات القبرصية في الكويت، قال كومبوس إنها ما تزال محدودة وتتركز في مجالات مثل التجارة والخدمات البحرية والتعليم والخدمات المالية، لكنها تمتلك إمكانات كبيرة للنمو في ضوء تطور العلاقات الثنائية وتوجه الكويت لتحقيق رؤيتها 2035 عبر مشاريع ضخمة في البنية التحتية والطاقة المتجددة والسياحة والعقارات والمدن الذكية.
وأشار إلى أن هذه القطاعات تتوافق مع خبرات قبرص في البناء والخدمات المهنية والطاقة المتجددة والضيافة والتعليم، لافتا إلى أن الشركات القبرصية منفتحة على التعاون مع الشركاء الكويتيين. كما أشار إلى نشاط جمعية الأعمال القبرصية ـ الكويتية التابعة لغرفة التجارة والصناعة القبرصية، التي تعنى بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين.
وكشف الوزير عن عمل البلدين على عدد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم في مجالات الأمن والثقافة وإدارة المياه، مؤكدا أنها ستشكل إطارا قويا للشراكة طويلة الأمد. كما أشار إلى التقدم الملحوظ في مجال التعليم العالي، إذ اعترفت الكويت رسميا بجامعة قبرص عام 2022، ثم بكلية طب الأسنان في الجامعة الأوروبية ـ قبرص عام 2024، ما يفتح الباب أمام تعاون أكاديمي أوسع يشمل مؤسسات أخرى في المستقبل.













