أسامة دياب
أكد سفير جمهورية فيتنام لدى البلاد نغيون دوك ثانغ أن الكويت تحتل مكانة راسخة في الذاكرة الوطنية الفيتنامية، لكونها أول دولة خليجية أقامت علاقات ديبلوماسية مع بلاده في يناير 1976، عقب إعادة التوحيد وانتصار الشعب الفيتنامي في الحرب.
وأضاف السفير، في مجمل كلمة ألقاها خلال الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة العيد الوطني بحضور نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر، ونائبة وزير خارجية جمهورية فيتنام الاشتراكية السفيرة نغوين مينه هانغ، وجمع غفير من السفراء والديبلوماسيين وأبناء الجالية الفيتنامية في الكويت، أن الكويت لم تكن مجرد شريك ديبلوماسي مبكر، بل صديق وفي قدم دعما صادقا لفيتنام في أصعب المراحل، واستمر في مؤازرتها خلال مسيرة التنمية والسلام، مشيدا بمواقف القيادة الكويتية ممثلة بصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله وما أبدوه من التزام راسخ وحماس لتعزيز التعاون الثنائي.
وأشار إلى أن العلاقات بين الكويت وفيتنام تشهد اليوم زخما متناميا في مختلف المجالات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي 7.3 مليارات دولار، وهو الأعلى لفيتنام في منطقة الشرق الأوسط، مع تزايد صادراتها من المأكولات البحرية والفواكه والمنسوجات والأثاث والإلكترونيات والآلات، لافتا إلى استثمارات الكويت البالغة 4 مليارات دولار في مشروع مصفاة «نغي سون» الذي يعد نموذجا ناجحا للتعاون الاقتصادي. وأكد أن التعاون الثقافي والتعليمي والسياحي يشهد هو الآخر نموا ملموسا، مشيرا إلى شراكات محلية مهمة مثل التعاون بين محافظة الأحمدي ومدينة هو تشي منه، وبين محافظة الفروانية ومقاطعة ثانه هوا. وكشف عن أن الجولة الخامسة من المشاورات السياسية بين البلدين التي استضافتها الكويت مؤخرا شهدت توافقا على توسيع التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، التحول الرقمي، الأمن الغذائي، الزراعة ومصايد الأسماك، إلى جانب بحث إمكانية فتح خط طيران مباشر بين الكويت وهانوي.
وبمناسبة احتفال بلاده بالعيد الوطني الثمانين، استعاد السفير ذكرى إعلان الرئيس هو تشي مينه استقلال فيتنام في 2 سبتمبر 1945، وما تلا ذلك من مسيرة تضحيات لبناء دولة قوية ومزدهرة، موضحا أن فيتنام اليوم أصبحت في مصاف الاقتصادات الصاعدة، حيث تحتل المرتبة 32 عالميا، وتحافظ على معدل نمو بين 6 و7% بعد جائحة «كوفيد»، مع تطلعات الى تحقيق أكثر من 8% هذا العام. كما أصبحت ضمن أكبر 20 دولة في حجم التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر، ووقعت 17 اتفاقية تجارة حرة و500 صفقة دولية، ملتزمة بتحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
من جانبها، أكدت نائبة وزير الخارجية الفيتنامية السفيرة نغوين مينه هانغ، في ردها على سؤال حول إمكانية إطلاق خط جوي مباشر بين الكويت وفيتنام، أعربت عن أملها في تحقيق ذلك قريبا، مؤكدة أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز الروابط الإنسانية والثقافية والتجارية بين البلدين الصديقين، وتفتح آفاقا أوسع للتعاون المشترك.