أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير حمد المشعان ضرورة تعزيز التنسيق الدولي لوضع استراتيجيات مستدامة لإعادة إدماج وتأهيل الأشخاص من المخيمات وأماكن الاحتجاز من مناطق النزاع بما يضمن نهجا دوليا هادفا إلى حماية وتعزيز حقوق الانسان وعالم يسوده الأمن والاستقرار.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير المشعان خلال مؤتمر دولي رفيع المستوى معني بإعادة الأشخاص من المخيمات وأماكن الاحتجاز الواقعة في مناطق النزاع بتنظيم الحكومة العراقية وبدعم من مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وذلك على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال المشعان إن الكويت تولي اهتماما بالغا بالمحافظة على الأمن والسلام الدوليين ولديها سجل مشرف في مكافحة الإرهاب، فضلا عن حرصها الدائم على تطوير قدراتها الوطنية لمكافحة الإرهاب ومواءمة جهودها مع الجهود الدولية.
ولفت إلى أن البلاد عضو فاعل في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» من خلال ترؤسها لمجموعة عمل منع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب المنبثقة عن التحالف، حيث قامت منذ عام 2019 بتأمين وتسهيل نقل أكثر من 500 مقاتل وأفراد أسرهم بالتعاون مع الولايات المتحدة وتواصل استقبال طلبات مماثلة من الدول الأخرى.
وأشار إلى أن معسكري الروج والهول يضمان أكثر من 60 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال يعيشون في ظروف إنسانية صعبة محذرا من أنهم قد يشكلون قنابل موقوتة إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لمعالجة أوضاعهم بشكل عاجل.
ودعا المشعان إلى تسريع وتيرة إعادة النساء والأطفال الأجانب إلى أوطانهم، مشددا على أهمية توفير برامج شاملة لإعادة التأهيل والاندماج تركز على التعليم والدعم النفسي والتماسك الاجتماعي، إضافة إلى الالتزام بمحاكمة المقاتلين الأجانب تطبيقا لقرارات مجلس الأمن 2178 و2396.
وأكد أن مصير هؤلاء الأطفال مسؤولية جماعية عالمية، لافتا إلى أن تجاهل معاناتهم سيؤدي إلى خلق جيل جديد من عدم الاستقرار فيما يمكن عبر التحرك الجماعي منحهم فرصة لبناء مستقبل إيجابي.
ودعا إلى تبني استراتيجيات متعددة الأبعاد لتعزيز أمن الحدود واستخدام التكنولوجيا الحديثة وأنظمة متقدمة وقواعد بيانات بيومترية لمنع التسلل ومواجهة التهديدات الأمنية مجددا موقف الكويت الثابت في إدانة الإرهاب بكل أشكاله والعمل على مكافحته بنهج شامل ومتطور يعزز الاستقرار والتماسك الاجتماعي.
وأعرب عن شكره وامتنانه للمكتب والأشقاء في جمهورية العراق على استضافة المؤتمر المهم، مؤكدا أن «نهجا دوليا هادفا يعزز حقوق الإنسان ويقود إلى عالم يسوده الأمن والاستقرار يمثل السبيل الأمثل لمعالجة هذه التحديات».