قالت خبيرة علم الحشرات والأستاذة المساعدة بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي إن الوزغ، الذي يعرف أيضا بأبو بريص أو البريعصي، يمثل خطورة على صحة الإنسان، حيث يحمل على جلده وفي أحشائه أكثر من 70 نوعا من الجراثيم والبكتيريا.
وقالت الحربي في تصريح لـ«الأنباء» إن «البريعصي» هو نوع من الزواحف التي تتميز بسرعة التخفي ولديه أكثر من 1500 نوع. على الرغم من تواجده في أغلب مناطق العالم، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بقتله، وتم التأكيد على الأجر العظيم لمن يقوم بذلك. وبسبب ذلك أصبح الوزغ من الكائنات المنفرة ورؤيته تمثل كابوسا يثير الخوف والرعب لدى الناس.
وأضافت: إن الله سبحانه وتعالى خلق الكائنات الحية ولم يكن هذا الخلق عبثا، بل إن لكل مخلوق في الكون حكمة وغاية. فالوزغ له دور مهم في النظام البيئي، حيث يسهم في القضاء على الحشرات واللافقاريات والفئران، ويعتبر مصدرا جيدا للبروتين لغذاء العديد من الكائنات الحية. ولكن يبقى التساؤل حول سبب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ.
واستدركت الحربي: على الرغم من أن العديد من العلماء حذروا من قتل الوزغ وأشاروا إلى أن وجوده قد يكون مفيدا للتوازن الغذائي، فإن الكثير من الأبحاث العلمية قد أثبتت خطورته على صحة الإنسان. إذ تحمل معظم الأنواع في أحشائها أكثر من 20 نوعا من الجراثيم، وعلى جلدها أكثر من 50 نوعا من البكتيريا، مثل السالمونيلا التي تنقل أيضا من الأم إلى الصغار أثناء التكاثر. ينقل الوزغ بكتيريا السالمونيلا إلى الإنسان من خلال برازه، حيث يمكن أن تعيش هذه البكتيريا لمدة تصل إلى 6 أسابيع في درجة حرارة الغرفة.
واستطـــــردت: ينقــل الوزغ أيضا عدوى بكتيريا الكليبسيلا التي تؤثر على الجهاز التنفسي والمسالك البولية والجروح، بالإضافة إلى احتوائه على الطفيلي كريبتوسبوريديوم المسبب لالتهاب الأمعاء، وتواجد الديدان الدبوسية المعدية في برازه. علاوة على ذلك، يمكن أن ينقل مرض اللايم للإنسان بعد ملامسته لحشرة القراد. ويمتاز الوزغ بوجود فتحتين أنفيتين في مقدمة سقف فمه، تجمع الإفرازات الملوثة بالبكتيريا والجراثيم غير المرغوب فيها. وعند إفراز اللعاب للخارج، يتم إطلاق كميات كبيرة من هذه البكتيريا الممرضة مما يبرز خطورته على صحة الإنسان وضرورة التعامل معه بحذر، لذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، واصفا إياه بالفويسق نظرا لضرره الكبير.
وأوضحت الحربي أنه ورد في صحيحي البخاري ومسلم أن النبي ﷺ أمر بقتل الوزغ، حيث أشير إلى أن الوزغ كان ينفخ في النار عندما ألقي فيها إبراهيم عليه السلام. كما ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ أخبرنا بأن إبراهيم، عندما ألقي في النار، لم يكن هناك دابة على وجه الأرض إلا وقد أطفأت النار عنه، باستثناء الوزغ الذي كان ينفخ عليه، لذا أمر رسول الله ﷺ بقتله.
وتابعت: في الحقيقة توجد عدة تفسيرات علمية محتملة لظاهرة نفخ الوزغ للهواء. تعتبر هذه السلوكيات عادة يمارسها الوزغ في حالات التهديد أو الخوف. فهو يمتلك جهازا تنفسيا معقدا يتميز بنمط فريد يجمع بين خصائص الطيور والثدييات، بما في ذلك الإنسان. يمتلك الوزغ نظاما خاصا من الأكياس الهوائية الذي يسهم في تدفق الهواء بكفاءة عالية واستمرارية عبر الرئتين بقوة كبيرة تتيح للوزغ قدرة أكبر على التحكم في حركة الهواء. كما أن قفصه الصدري غير مقسم بالكامل، حيث يحتوي على أضلاع غير مكتملة، مما يعزز من قدرته على التمدد وملء جسمه بالهواء، ثم طرده بقوة ملحوظة.
وقد اكتشفت بعد القراءة والبحث أن الوزغ كان يشعر بالتهديد من النار لأنه يخاف منها، فتكبر رئته لذلك ويقوم بالنفخ في النار، وهذه عادته عندما يستشعر التهديد، فالنفخ في النار أمر طبيعي لديه، فهل الوزع مظلوم أم لا؟!
وأوضحت الحربي: تعتبر خطورة نفخ الوزغ في الأطعمة والمشروبات حقيقة علمية لها تبعات صحية، حيث يعتبر الوزغ من الكائنات الحية الأكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الناتجة عن الديدان اللسانية «بنتاستوميدا»، التي تؤدي إلى تراكم المخاط المرتجع من المعدة في الأنف والفم، مما يمكن أن ينتقل إلى الإنسان عند نفخ الوزغ في الطعام أو الشراب. بالإضافة إلى ذلك، أن الوزغ يصدر أصوات غالبا ما تكون نتيجة لعملية العطس. فالوزغ لا يمتلك غددا عرقية، بل يعتمد على العطس كوسيلة للتخلص من الأملاح الزائدة، مما تسهم أيضا في انتشار المزيد من الإفرازات الملوثة بالبكتيريا. إلى جانب أنه يمتلك القدرة على تسلق الجدران والأسطح لإلقاء فضلاته من الأعلى في حال عدم تمكنه من ذلك أثناء وجوده على الأرض وهذا يعكس طبيعته الخبيثة.
واختتمت الحربي: على الرغم من أن هناك العديد من الأشخاص الذين يقومون بتربية الوزغ، إلا أن الغالبية العظمى من هذه الحشرات تشكل تهديدا كبيرا لصحة الإنسان. فمن الضروري القضاء عليه كما أوصى ديننا الحنيف إذا استدعت الحاجة. ويعتبر الفقهاء أن الوزغ يمثل رمزا للأذى والعداء والكراهية، وفي سياق تفسير الأحلام، إذا رأى الفرد أنه ينجح في القضاء على الوزغ، فإن ذلك يشير إلى تحول أحزانه إلى أفراح، ويدل على اقتراب السعادة والسرور إلى حياته.