- التكريم أقيم ضمن معرض الشارقة الدولي للكتاب مع استقبال 407 مشاركات من 22 دولة بمشاركة 280 مؤلفاً و263 رساماً و116 ناشراً
كرمت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، المؤسسة والرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفائزين في الدورة السابعة عشرة من الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي المقدمة من «إي آند»، والتي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وذلك خلال حفل أقيم في مركز إكسبو الشارقة ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025.
وحضر الحفل أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ومروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومحمد العميمي، المدير العام بالوكالة ـ الإمارات الشمالية في «إي آند الإمارات»، إلى جانب العديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية والناشرين والمهتمين بأدب الطفل.
وشهد الحفل إعلان الفائزين في فئات الجائزة الخمس، وهي: الطفولة المبكرة، والكتاب المصور، وكتاب ذي فصول، وكتاب اليافعين، والكتب الواقعية، حيث فاز في فئة الطفولة المبكرة «من عمر صفر إلى خمسة أعوام» كتاب «غدا يوم آخر» تأليف: داليا المنهل ميرزا، ورسومات: مايا مجدلاني، والصادر عن دار كليلة ودمنة «الأردن» وفاز في فئة الكتاب المصور «من خمسة أعوام إلى تسعة أعوام» كتاب «بوابة القدس الخفية» تأليف: ابتسام سليمان بركات، ورسومات: شارلوت شاما، والصادر عن دار السلوى «الأردن»، فيما ذهبت جائزة فئة كتاب ذي فصول (من تسعة أعوام إلى اثني عشر عاما) إلى كتاب «غطسة» تأليف: نور الهدى محمد، ورسومات: زينة المسيري، والصادر عن دار رحيق الكتب للنشر والتوزيع (مصر) ونال جائزة فئة كتاب اليافعين «من ثلاثة عشر عاما إلى ثمانية عشر عاما» كتاب «أبناء الظل» تأليف: هالة عباس، والصادر عن عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع «مصر»، أما فئة الكتب الواقعية «حتى عمر ثمانية عشر عاما» ففاز بها كتاب «أنا» تأليف: قيس صالح الحنطي، ورسومات: إسراء حيدري، والصادر عن دار السلوى ناشرون «الأردن».
كما تم تكريم أعضاء لجنة تحكيم الجائزة الذين اختاروا الأعمال الفائزة وفق معايير دقيقة شملت أصالة الفكرة، وسلامة اللغة، وجودة الرسومات والإخراج، ومدى قدرتها على مخاطبة الطفل بروح ملهمة ومبدعة، وشمل التكريم كلا من الفنانة الإيطالية فرانشيسكا ديل أورتو، والكاتبة القطرية شيخة الزيارة، والكاتبة الجزائرية د.فاطمة الزهراء بن عرب، والأديبة العمانية د.وفاء الشامسي، والمستشارة التربوية والناشرة السعودية ثرية بترجي، مؤسسة دار كادي ورمادي للنشر والحاصلة على جوائز وطنية تقديرا لإسهاماتها في أدب الطفل والتعليم وجميعهم يعدون من أبرز الأسماء في أدب الأطفال واليافعين في العالم العربي وخارجه.
واستقبلت الجائزة في دورتها السابعة عشرة 407 مشاركات من 22 دولة، وهو الرقم الأكبر منذ تأسيسها عام 2009، بمشاركة 280 مؤلفا و263 رساما و116 ناشرا، تصدرتهم دولة الإمارات بـ 111 مشاركة، تلتها مصر ولبنان والأردن، إلى جانب مشاركات من دول عربية وأوروبية مثل فنلندا وسويسرا وإسبانيا والمملكة المتحدة. وعكست هذه الأرقام المكانة التي وصلت إليها الجائزة عربيا ودوليا، وقدرتها على اكتشاف الأصوات الإبداعية الجديدة في أدب الطفل العربي.
وفي كلمتها خلال الحفل، قالت مروة العقروبي «منذ سبعة عشر عاما، وضعت سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي حجر الأساس لحلم عربي كبير: أن نمنح الطفل العربي أدبا يليق به، وأن نزرع في وعيه حب الكلمة، وأن نعيد للكتاب مكانته ليظل أجمل وسيلة لاكتشاف الذات والعالم. ومن هنا، انطلقت الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي برؤية إنسانية جعلت من الشارقة عاصمة تنير درب النشر العربي وتمنح صناع الكتاب مساحة للإبداع والتجديد».
وأضافت «مع كل دورة جديدة، كانت الجائزة تسلط الضوء على طاقات عربية شابة وأسماء مؤثرة جديدة أسهمت في تشكيل ملامح أدب الأطفال واليافعين، إلى جانب رفع مستوى الجودة من الفكرة والرسم إلى الإخراج والطباعة»، مشيرة إلى أن الفائزين في الدورة السابعة عشرة حملوا مسؤولية الكلمة بصدق وإبداع، فاستحقوا التكريم والاحتفاء، حيث لا يعد نجاحهم إنجازا شخصيا فحسب، بل هو فوز للغة العربية، وللقراء الصغار الذين ينتظرون أن تفتح لهم الكتب أبواب الحلم والمعرفة.
من جانبه، قال محمد العميمي «لقد جمعتنا الشراكة مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على رؤية واحدة، تؤمن بأن صناعة كتاب الطفل تمثل مشروعا حضاريا متكاملا. فمن خلال الجائزة، نعمل معا على دعم المؤلفين والرسامين والناشرين العرب، وتمكينهم من إنتاج كتب عالية الجودة تصل إلى كل طفل عربي، أينما كان، وهو ما يمثل امتدادا لرسالة «إي آند الإمارات» التي تسعى إلى توسيع مفهوم التواصل، ليشمل بناء جسور فكرية وإنسانية تعزز من حضور الثقافة العربية على الساحة العالمية».
وأضاف العميمي «أثبتت الجائزة عبر دوراتها المتتالية أن الاستدامة الثقافية لا تتحقق إلا من خلال الشراكات التي تقوم على الثقة والرؤية المشتركة. ونحن نعتز بأننا جزء من هذا النجاح المستمر، الذي رسخ مكانة الجائزة كمنصة رائدة لاكتشاف المواهب وتحفيز الإبداع في مجال أدب الطفل العربي. ومن هذا المنطلق، ننظر إلى رعايتنا للجائزة باعتبارها مسؤولية وطنية قبل أن تكون التزاما مؤسسيا، لأنها تمس جوهر ما نؤمن به، وهو أن تمكين الطفل بالمعرفة يعد أعظم استثمار في المستقبل».
وأظهرت الأعمال الفائزة وتلك التي وصلت القائمة القصيرة تنوعا في موضوعاتها وأساليبها، حيث جمعت بين الخيال والواقع، وشملت حكايات تزرع في الطفل قيم التسامح والتقبل، وروايات شبابية تتناول قضايا الهوية والاختلاف، وكتب تفاعلية تشجع على التأمل والتفكير الفلسفي والعلمي. ورسمت الأعمال بمجملها مشهدا أدبيا نابضا بالحياة، يعلي من شأن الكتاب كوسيلة للتعلم والتوعية، ويؤكد أن الأدب الموجه للأطفال واليافعين بات اليوم مرآة تعكس أسئلتهم العميقة وفضولهم المتجدد تجاه العالم.












