- التجارب الخليجية في مجال الترشيد والكفاءة تشكّل منظومة خبرات متكاملة تستحق التوثيق والتبادل
- الإنسان الخليجي شريك في التنمية ومسؤول عن استدامتها والوعي البيئي والسلوكي جزء من ثقافتنا وهويتنا
دارين العلي
أكد وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة ووزير المالية ووزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة د.صبيح المخيزيم أن الكويت حققت في السنوات الماضية خطوات ملموسة في مجال الترشيد وإدارة الطلب على الطاقة من خلال البرامج الوطنية للتوعية المجتمعية.
وقال الوزير المخيزيم، في كلمته الافتتاحية للمنتدى الخليجي للترشيد الذي تستضيفه الكويت بحضور ممثلين من دول مجلس التعاون، إن تلك الخطوات التي نفذتها وزارة الكهرباء الكويتية جاءت بالتعاون مع مختلف قطاعات الدولة.
وأكد المخيزيم أن الترشيد ليس مجرد إجراء تقني أو حملة توعوية مؤقتة، بل هو ثقافة مجتمعية وسلوك حضاري يعكس وعي الأفراد والمؤسسات تجاه مسؤولياتهم الوطنية، مشددا على ان إدارة الموارد الكهربائية والمائية تمثل التزاما تجاه الأجيال القادمة وضمانا لاستمرار التنمية والازدهار في دول الخليج.
واعتبر ان المنتدى الخليجي لترشيد استهلاك الكهرباء والمياه يأتي تأكيدا على عمق التعاون والتكامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويسعى بشكل مشترك في مواجهة التحديات الراهنة، لافتا إلى ان قضية الاستدامة وترشيد استخدام الموارد الحيوية في مقدمة هذه التحديات، لما لها من أثر مباشر على متطلبات الحياة وجودتها في منطقتنا الخليجية.
وقال إن دول مجلس التعاون، بما تمتلكه من موارد وخبرات، أدركت مبكرا أن ترشيد استخدام الكهرباء والماء لم يعد خيارا ثانويا، بل أصبح ركيزة من ركائز الأمن المائي والغذائي والأمن الطاقي، فإن الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية والمياه في ظل النمو السكاني والعمراني والصناعي المتسارع يفرض علينا جميعا أن نعمل بجدية نحو تغيير أنماط الاستهلاك، ونشر ثقافة الترشيد، وتبني التقنيات الحديثة التي ترفع الكفاءة وتقلل الهدر.
واكد ان الكويت خلال السنوات الماضية حققت خطوات ملموسة في مجال الترشيد وإدارة الطلب على الطاقة، من خلال البرامج الوطنية للتوعية المجتمعية التي تقدمها وزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، ومشاريعها مع مختلف القطاعات.
وقال ان الوزارة تعمل على دمج مفاهيم كفاءة الطاقة في جميع مراحل التخطيط والتشغيل، وتوسيع الاعتماد على الطاقة المتجددة في مشاريعها المستقبلية، بما ينسجم مع رؤية «الكويت 2035»، ومع التوجه الخليجي العام نحو الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية. وأوضح ان التجارب الخليجية في مجال الترشيد والكفاءة تشكل اليوم منظومة خبرات متكاملة تستحق التوثيق والتبادل، وتبدأ من برامج العدادات الذكية وأنظمة المراقبة الحديثة، مرورا بالمباني الخضراء ومعايير الأجهزة الموفرة للطاقة، ووصولا إلى التوعية المجتمعية والسلوك الاستهلاكي المسؤول.
وثمن الدور الحيوي الذي تقوم به اللجنة الخليجية للترشيد الكهربائي والمائي وخدمات المشتركين والفرق المنبثقة عنها، وما تقدمه من مبادرات وجوائز تعزز التنافس الإيجابي بين الدول والمؤسسات والأفراد في مجالات كفاءة الطاقة والمياه. وشدد على ان مسؤولية الجميع لا تتوقف عند حدود إدارة الموارد، بل تمتد إلى ترسيخ قيم المحافظة على النعمة وترشيدها في وجدان الأجيال القادمة فالماء والكهرباء نعمتان عظيمتان من نعم الله تستوجبان الشكر بالفعل قبل القول، من خلال الاستخدام الأمثل والرشيد.
وقال ان هذا المنتدى يشكل رسالة توعوية جماعية للعالم، مفادها أن الإنسان الخليجي شريك في التنمية ومسؤول عن استدامتها، وأن الوعي البيئي والسلوكي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وهويتنا الخليجية.
بدورها، قالت مديرة برنامج تقنيات كفاءة الطاقة في معهد الكويت للأبحاث العلمية د.فتوح الرقم إن جائزة التميز الخليجي في كفاءة الطاقة تعد إحدى المبادرات الرائدة لدول مجلس التعاون والتي تهدف إلى الدعوة إلى تشجيع الممارسات المتميزة في ترشيد استهلاك الطاقة والمياه وتحسين كفاءاتهما.
وأضافت الرقم ان هذه الجائزة شارك في تحقيقها ثمانية أعضاء يمثلون دول مجلس التعاون الخليجي وتهدف إلى تعزيز التنافس الإيجابي بين دول الخليج وتحفيز الأفراد والمؤسسات على رفع الكفاءة ونشر الوعي المجتمعي بأهمية الترشيد.
ولفتت إلى أن الجائزة شملت «المباني الخضراء، والتطبيقات والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي في مجال ترشيد الاستهلاك»، لتكون منصة لتكريم الجهود البارزة في هذه المجالات مشاركة من مختلف دول المجلس التعاون.
وقالت: خلال تلك المشاركة تم اختيار سبعة من الفائزين وفق أعلى التقييمات، داعية إلى الابتكار والعمل الجاد للحفاظ على الموارد وتعزيز كفاءة استهلاك الكهرباء والماء بما يحقق التنمية المستدامة للأجيال.
وفاز في جائزة التميز الخليجي في فئة المباني كأفضل مبنى تجاري كل من مبنى «الاتحاد للكهرباء والماء» في دولة الإمارات، ومبنى «الشركة السعودية للكهرباء والماء»، وكأفضل مبنى تعليمي فازت حديقة «كهرماء» من دولة قطر، ومسجد العثمان من الكويت.
وفاز الناشط م.عبدالعزيز العبدالإله كأفضل مؤثر خليجي لترشيد الكهرباء والماء من الكويت، أما في فئة أفضل تطبيق إلكتروني فقد فاز تطبيق «إنرجي إكس» لفريق إدارة الطاقة في الإمارات، وفي فئة أفضل مبنى مالي فاز المبنى الرئيسي لبنك الكويت الوطني من الكويت.
ويتضمن المنتدى جلسات حوارية لممثلي الجهات المعنية في مجال الطاقة الكهربائية والمياه بدول مجلس التعاون الخليجي لإثراء الحضور بخبراتهم العملية وتجاربهم التي تعزز الاستدامة وترفع مستوى الابتكار.












