ندى أبو نصر
في أجواء مفعمة بالفرح والروحانية، اجتمعت الكنائس المسيحية بالكويت في الكنيسة الكاثوليكية، كاتدرائية العائلة المقدسة، وذلك في احتفال ميلادي واحد، حيث أقيم ريسيتال موسيقي وكشفي وترنيمي بعنوان «نرنم معا لفرح الميلاد»، حمل رسالة المحبة والوحدة بين المؤمنين.
وجاء اجتماع أبناء الطوائف المسيحية كافة ليؤكد أن الميلاد هو عيد الجميع، وأن الكنيسة، مهما تعددت أسماؤها، تبقى جسدا واحدا في المسيح.
وتخللت الأمسية باقة من التراتيل والأناشيد الميلادية التي أضاءت القلوب قبل المنصة، وأعادت إلى الأذهان أن نور الميلاد يتخطى الحدود ويزرع السلام في النفوس.
وشكل الحضور الكبير من مختلف الكنائس لوحة إنسانية تعبر عن معنى العيد الحقيقي، حيث المحبة والعطاء، كما شدد المنظمون على أن هذا اللقاء السنوي يهدف إلى تعزيز الروابط الروحية والاجتماعية بين أبناء الكنائس كافة، وإبراز صورة الوحدة المسيحية وحرية العبادة في أبهى تجلياتها.
وخلال كلمته في الريسيتال الميلادي، قال المطران ألدو بيراردي النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية إن الاحتفال يشكل جواز عبور للقيم الثقافية وهبات الحياة، وهو علامة جميلة على الوحدة والانسجام والإيمان المشترك، لأن الرسالة الجوهرية لعيد الميلاد هي السلام والمحبة الأخوية.
وأضاف بيراردي أن العيش المشترك في الكويت شهادة حية على أن التنوع الديني والثقافي يمكن أن يكون مصدر غنى لا سبب انقسام، والاحترام المتبادل والحوار الصادق يفتحان أبواب الرجاء ويبنيان مجتمعا يقوم على الكرامة الإنسانية والتضامن.
وأكد أن ما تعيشه الكويت من أجواء تعايش وأمان هو ثمرة رؤية حكيمة تعلي قيمة الإنسان، وتمنح الجميع مساحة للعيش بإيمانهم وممارسته بحرية ومسؤولية، داعيا إلى أن تبقى الكنائس، مع سائر مكونات المجتمع، جسور محبة وخدمة من أجل الخير العام.
وتوجه بالتهنئة إلى مقام صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة مرور عامين على توليه مقاليد الحكم، سائلين الله العلي القدير أن يمنحه القوة والحكمة والصحة والعافية لقيادة البلاد، ومؤكدين أن جميع الكنائس في الكويت ترفع لسموه الدعاء في جميع مواعيد الصلوات والابتهالات، وأن يوفقه الله لمواصلة قيادة الوطن نحو مزيد من التقدم والازدهار.
كما وجه التحية والشكر إلى الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.محمد الجسار على حضوره ومشاركته في الريسيتال، وإلى جميع رجال الدين، والشخصيات الرسمية، والديبلوماسيين، وجميع الحضور ومواطني الكويت، وكل المشاركين من مختلف الرعايا الذين اجتمعوا في هذه الأمسية الميلادية، وشكر كل من ساهم في إنجاح هذا الحفل من جوقات ومنظمين وجميع المشاركين، الذين قدموا أناشيد الميلاد التي حملت الرجاء والسلام إلى القلوب.
وتابع: نسأل الله تعالى أن يلهمنا جميعا فرحة وسلام الميلاد، لتعزيز روابط الأخوة بين الكنائس، وكذلك بين أبناء الكويت، ونتمنى ميلادا مجيدا لكل من يحتفل في الخامس والعشرين من ديسمبر، أو السادس من يناير، أو السابع من يناير، فلنحمل معنا هذه الرسالة: أن الميلاد هو نور ومحبة وسلام، وعندما نعيشها في حياتنا اليومية نصبح نحن أيضا شهودا حقيقيين لتعاليم المسيح في العالم. كل عام والكويت، قيادة وشعبا، بألف خير.












