- نخوض حرباً حقيقية ضد تجار السموم.. ومستوى المركز لا مثيل له في العالم
- نسبة دخول المخدرات إلى الكويت انخفضت بنحو 90% خلال العام الماضي
- العوضي: توسعة الجناح على مساحة 900 متر مربع وتضم 11 غرفة بطاقة استيعابية 22 سريراً
- جميع المستشفيات في الكويت تقدم العلاج لأي شخص يقيم على أرضها دون تفرقة
- نية حكومية لإعادة دمج المتعافين في المجتمع وتمكينهم من العودة إلى وظائفهم
- حمد المرزوق: حريصون على دعم المبادرات الصحية لتعزيز الاستقرار الاجتماعي والأسري
عبدالكريم العبدالله
أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف أن الدولة تخوض حربا حقيقية ضد تجار ومروجي المخدرات.
جاء ذلك خلال افتتاح اليوسف ووزير الصحة د.أحمد العوضي الجناح العاشر الجديد في مركز علاج الإدمان بعد إعادة تأهيله بتبرع من بيت التمويل الكويتي بحضور رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي حمد المرزوق والرئيس التنفيذي لمجموعة «بيت التمويل» خالد الشملان، وذلك في إطار تعزيز الطاقة الاستيعابية وتطوير خدمات العلاج والتأهيل للمرضى.
وأشار اليوسف إلى أن ما يشهده مركز علاج الإدمان اليوم يمثل «حلما تحقق بفضل الله، وبجهود مخلصة وتعاون مثمر بين وزارتي الداخلية والصحة»، مضيفا «حين تسلمت وزارة الداخلية فوجئت بحجم الحرب التي نخوضها مع تجار المخدرات، وبتوجيهات سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، كان لزاما علينا أن نواجه هذا الخطر بكل قوة، فالإدمان مرض ابتلي به بعض الرجال والنساء، وواجبنا أن نعالجهم لا أن نحاكمهم، وقد كان حلمي أن أرى ما شاهدتموه اليوم من مستوى عالمي في الرعاية والعلاج».
وأضاف «أجزم أنه لا يوجد مركز في العالم على هذا المستوى من التجهيزات والخدمات، وهذا بفضل الله ثم بفضل التبرع الكريم من بيت التمويل الكويتي الذي لم يقصر يوما في دعم المشاريع الوطنية».
وأشار اليوسف إلى أن وزارة الداخلية حصلت مؤخرا على جائزة المركز الأول من مقر مكافحة المخدرات في تونس، تقديرا لجهود الكويت في محاربة آفة المخدرات، قائلا «رجال المكافحة يقدمون تضحيات جسيمة، بعض مخاطرها نراها وبعضها لا يراها إلا الله، فهم يخوضون حربا ضد المجهول وضد أوكار وتجار السموم، وقد نذروا أنفسهم لحماية الكويت وكل من يعيش على أرضها».
وشدد اليوسف على أن جميع المستشفيات في الكويت تقدم العلاج لأي شخص يقيم على أرضها دون تفرقة، مؤكدا أن الإدمان يعامل كمرض يتطلب الرعاية لا الإدانة.
وأضاف «اليوم أشعر بالعجز عن شكر كل من ساهم في هذا المشروع، فما أراه كان حلما أعمل عليه منذ فترة طويلة بالتعاون مع وزير الصحة، ليكون مركز الإدمان مكانا يشعر فيه المريض بالأمان والرغبة في العلاج».
وبين اليوسف أن من التجارب الناجحة التي تم تطبيقها العلاج المنزلي تحت المراقبة، حيث يعالج بعض المرضى وسط أسرهم في بيئة داعمة، مؤكدا أن النتائج كانت «مبشرة جدا».
وحول قانون مكافحة المخدرات الجديد، أوضح الشيخ فهد اليوسف أنه «سيبصر النور قريبا، بعد أن تحقق الحلم بإنجازه»، مؤكدا أن من يعبث بالمخدرات «سيتحمل العقاب كاملا»، مشيرا إلى أن العقوبات ستصل إلى الإعدام بحق تجار المخدرات.
ولفت إلى أن نسبة دخول المخدرات إلى الكويت انخفضت بنحو 90% خلال العام الماضي، فيما النسبة المتبقية «أمر مقدور عليه»، مضيفا أن ارتفاع أسعار المواد المخدرة من دينار واحد إلى سبعة وثمانية دنانير «دليل واضح على فاعلية جهود المكافحة».
وكشف عن وجود نية حكومية لإعادة دمج المتعافين في المجتمع وتمكينهم من العودة إلى وظائفهم، قائلا: «التجارب أثبتت أن كثيرا من المتعالجين عادوا إلى حياتهم الطبيعية، ونحن لا نريد أن نرى من تعبنا معهم يعود إلى ما كان عليه».
وفي ختام كلمته، أكد وزير الداخلية أن افتتاح الجناح العاشر في مركز علاج الإدمان يشكل نموذجا يحتذى في التكامل بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لخدمة الوطن والمجتمع، قائلا «ما نراه اليوم ليس جناحا في مستشفى، بل بيئة علاجية تضاهي أفضل الفنادق، والمهم ليس الجائزة التي حصلنا عليها بل الحب الصادق للكويت وأهلها».
من جانبه، قال وزير الصحة د.أحمد العوضي في تصريح مماثل إن التوسعة الجديدة للجناح العاشر أقيمت على مساحة تقارب 900 متر مربع وتضم 11 غرفة بطاقة استيعابية تبلغ 22 سريرا وتشمل غرفتي عزل فرديتين وغرفة ملاحظة.
وأوضح أن التوسعة تشمل أيضا 8 غرف للمرضى و3 استراحات ومطبخ وغرفة طعام وغرفة للزيارة وأخرى للتفتيش و3 مخازن مخصصة للخدمات التشغيلية بالإضافة إلى جناح إداري متكامل يحتوي على صيدلية وغرفة تضميد واستراحة للأطباء وثلاث مكاتب تنظيمية.
ولفت الوزير العوضي إلى أن مشروع التوسعة يأتي استكمالا لجهود وزارة الصحة في دعم مركز علاج الإدمان الذي تأسس عام 2005 بمساهمة من بيت التمويل الكويتي ليكون بيئة علاجية وتأهيلية متكاملة تسهم في مساعدة المرضى على العودة إلى حياتهم الطبيعية من خلال برامج علاجية وسلوكية متقدمة تشمل الجوانب الطبية والاجتماعية والنفسية والرياضية والفنية.
وقال د.العوضي إن التوعية الصحية تمثل ركنا أساسيا في المنظومة الصحية، مشيدا بدور العاملين في مجال الإعلام الصحي وجهودهم في نقل المعلومة الدقيقة وتوضيح دور وزارة الصحة للمجتمع.
وقال العوضي: «وجودكم إلى جانب زملائكم في الميدان، سواء في غرف العمليات أو في المراكز والمستشفيات، يمثل دعما حقيقيا للمنظومة الصحية، ويسهم في تعزيز الوعي الصحي بين أفراد المجتمع».
وأضاف: «نأمل أن يستمر هذا التعاون جنبا إلى جنب بين الكوادر الصحية والإعلاميين في بيان مظاهر التوعية الصحيحة، لما لها من أثر كبير في الوقاية وتعزيز الصحة العامة، فالتوعية ليست عملا مكملا بل جزء لا يتجزأ من واجبنا تجاه المجتمع».
من جهته، أعرب رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي حمد المرزوق في تصريح مماثل عن اعتزازه بمساهمة بيت التمويل في دعم هذا المشروع، مؤكدا أن افتتاح الجناح العاشر يأتي استكمالا لمبادرة بيت التمويل في إنشاء المركز عام 2005.
وبين أن دعم المشروع ينبع من إيمان بيت التمويل الكويتي بدوره الوطني والمجتمعي وحرصه على دعم المبادرات الصحية التي تعزز الاستقرار الاجتماعي والأسري.
وفي ختام الافتتاح وجه الشيخ فهد اليوسف والوزير العوضي شكرهما إلى بيت التمويل الكويتي على مساهمته الوطنية الرائدة مؤكدين أن هذه الشراكة البناءة بين القطاعين العام والخاص تمثل ركيزة أساسية في دعم رؤية الكويت للتنمية المستدامة وتعزيز الجهود الوطنية لحماية المجتمع من خطر المخدرات والإدمان.
ويأتي افتتاح الجناح العاشر انطلاقا من حرص دولة الكويت على حماية الإنسان وبناء مجتمع خال من الإدمان وتعزيزا للتكامل بين الجهود الصحية والأمنية لتوفير بيئة صحية وإنسانية متكاملة للمتعافين.
يذكر أن افتتاح الجناح العاشر يأتي ضمن خطط التوسعة الشاملة للمركز حيث تم رفع الطاقة الاستيعابية إلى 569 سريرا بعد افتتاح التوسعة في 15 يناير 2025 التي أضافت 304 أسرة جديدة.













