- الخميس: «إنسان» تسعى دائماً إلى التعاون مع الجهات الخيرية والمبادرات المحلية والدولية
ليلى الشافعي
شدد وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية د.خالد العجمي على أهمية تعزيز الحوكمة المالية في القطاع الخيري لضمان استدامة الثقة بين المؤسسات والمتبرعين والمستفيدين، مؤكدا ان العمل الخيري في الكويت يمثل «إرثا وطنيا» متجذرا في وجدان المجتمع الكويتي وقيمة أصيلة جعلت من العطاء نهجا راسخا.
جاء ذلك خلال مشاركته في ملتقى «إنسان» الدولي لحوكمة العمل الخيري، الذي أقيم تحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة د.أمثال الحويلة في فندق الجميرا، بمشاركة سفراء دول مجلس التعاون ونخبة من الباحثين. وأكد العجمي في تصريح له على هامش الملتقى أن حوكمة العمل الخيري تمثل متطلبا أساسيا ورئيسيا لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي واستمراره على النهج الصحيح، مشددا على ان الوزارة تسعى بقوة مع الجمعيات الخيرية نحو تعزيز ممارسات الحوكمة المالية والإدارية لما لها من دلالات كبيرة وانعكاسات إيجابية على أداء الجمعيات ومصداقيتها.
وقال العجمي ان دور الوزارة ليس رقابيا فحسب، بل هو دور تنظيمي ومساهم ومعزز لكل عمل خيري داخل الكويت وخارجها، مضيفا: «نؤمن بأن الحكومة هي السياج الآمن لبقاء الجمعيات الخيرية على الطريق الصحيح، وبما يضمن التزاماتها بنظام العمل الأساسي وتحقيق أهدافها المجتمعية والإنسانية».
وأوضح ان العمل الخيري في الكويت يمتد عبر تاريخ طويل من العطاء، وأن الوزارة تسعى الى تنظيمه بشكل إيجابي وسلس عبر تطبيق نظام الحوكمة المالية على جميع الجمعيات الخيرية، مبينا ان بقاء هذه الجمعيات مرتبط ارتباطا وثيقا بمستوى الحوكمة الذي تطبقه.
وأضاف العجمي ان أغلب الجمعيات الخيرية في الكويت قامت مؤخرا بتطبيق الحوكمة المالية وفق الشروط والمعايير التي وضعتها وزارة الشؤون خلال الفترة الماضية، وقد تجاوز عدد كبير منها المتطلبات الأساسية بنجاح.
وأشار الى ان المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من التركيز على الشفافية والوضوح في تطبيق الحوكمة، لما لذلك من أثر إيجابي على العمل الخيري والإنساني في البلاد، مؤكدا ان تنظيم العمل الخيري يتطلب تضافر الجهود وتعاون الجميع من أجل وصول الجمعيات الى مرحلة متقدمة من الحكومة التي تسعى إليها وزارة الشؤون الاجتماعية.
بدوره، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية «إنسان» الخيرية د.عثمان الخميس ان الملتقى الدولي لحوكمة العمل الخيري في دورته الثالثة يأتي امتدادا لجهود الجمعية في تطوير المنظومة الخيرية وتعزيز الشفافية والمساءلة، بما يضمن استدامة أثر العطاء الإنساني.
وقال د.الخميس في كلمته خلال افتتاح الملتقى ان «إنسان» منذ تأسيسها عام 2019 تؤمن بأن العمل الخيري ركيزة لبناء المجتمعات، وتعمل على تبني أفضل الممارسات الشرعية والإدارية والمالية للارتقاء بأداء المؤسسات الخيرية، انسجاما مع رؤيتها «نرتقي بالإنسان بالقيم والعلم».
وأشار الى ان هذه الدورة تركز على الحوكمة المالية بوصفها أساس الثقة وضمان استدامة الموارد وتنمية أثرها، لافتا الى ان الملتقى يبحث الجوانب النظرية والتطبيقية بمشاركة خبراء من داخل الكويت وخارجها لتبادل الخبرات وتطوير الأدوات المعرفية.
توصيات الملتقى
أوصى المؤتمر في ختام أعماله باعتماد إطار موحد للحوكمة المالية، وتعزيز الشفافية، والإفصاح المالي، وتأسيس لجان تدقيق، وامتثال مالية مستقلة، وكذلك مواءمة القوانين واللوائح مع المعايير الدولية والضوابط الشرعية، وتبني التحول الرقمي للعمليات المالية.
وأوصى كذلك بتطوير مؤشرات أداء مالية واضحة، وتعزيز الرقابة الشرعية المستقلة، وبناء القدرات المالية والإدارية للكوادر، وقياس الأثر المالي والاجتماعي للبرامج، فضلا عن تشجيع الشراكات الاستراتيجية والتمويل المستدام.













