عاد الهدوء إلى الحدود بين أفغانستان وباكستان أمس إثر التزام البلدين بوقف لإطلاق النار جرى الاتفاق عليه أمس الاول، بعد أيام من مواجهات دامية خلفت عشرات القتلى وامتدت إلى كابول التي شهدت انفجارات.
وبحسب إسلام آباد، فإن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ أمس الاول يتوقع أن تستمر 48 ساعة حتى تتسنى للبلدين فرصة «التوصل إلى حل إيجابي.. من خلال حوار بناء».
واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أمس أن «الكرة في ملعب» حكومة طالبان الأفغانية لتصبح هذه الهدنة دائمة.
وقال خلال اجتماع لحكومته «أمس الاول، وافقنا على وقف مؤقت لإطلاق النار يستمر 48 ساعة»، مضيفا «إن كانوا يرغبون في حل المشاكل وتلبية مطالبنا الفعلية، فنحن مستعدون لاستقبالهم»، وندد بـ «تسيير إرهابيين لأعمالهم من الجانب الأفغاني للحدود من دون عقاب».
وأسفر تبادل لإطلاق النار عن عشرات القتلى السبت والأحد، ثم مجددا الأربعاء حين لقي 40 مدنيا حتفهم وجرح 170 آخرون في مدينة سبين بولدك في جنوب أفغانستان على الحدود مع باكستان، على ما قال كريم الله زبير آغا مدير الصحة العامة في هذه المنطقة.
وقد بقيت الهدنة صامدة أمس على طول الحدود.
وقال مسؤول أمني كبير باكستاني لوكالة «فرانس برس»: «لم ترصد أي طلقة نارية في المناطق الحدودية منذ مساء (الأربعاء)، لكنه تم نشر قوات مسلحة إضافية للتصدي لأي عملية لحركة طالبان باكستان قد تقوض وقف إطلاق النار».
من جهتها، رحبت إيران أمس بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين جارتيها باكستان وأفغانستان، داعية إلى الديبلوماسية والحوار بعد أيام من المواجهات الدامية.
وأعرب الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في بيان عن قلقه حيال الضحايا المدنيين الذي سقطوا ودعا إلى تعاون إقليمي أقوى لمكافحة الإرهاب، بينما أكد استعداد إيران «للمساعدة في أي جهود للمحافظة على الهدوء وخفض التوترات بين البلدين المسلمين المجاورين».