أكدت الكويت دعمها للجهود الإقليمية والدولية في تمويل وتنفيذ أهداف «أجندة افريقيا 2063»، معتبرة أن تعزيز التعاون الدولي مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة والسلام الشامل.
جاء ذلك في كلمة دولة الكويت التي ألقاها الملحق الديبلوماسي راكان الهزاع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال الهزاع إن الكويت تتابع باهتمام بالغ مسيرة التنمية في القارة الإفريقية وما تحمله «أجندة افريقيا 2063» من رؤية طموحة لقارة موحدة تنعم بالأمن والازدهار وتبني مستقبلها بسواعد أبنائها على أسس العدالة والمساواة.
وأضاف أن تلك الأجندة ليست مجرد خطة تنموية بل «عهد افريقي جديد» يجسد طموح القارة في صياغة مصيرها ويؤكد أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.
ولفت الهزاع إلى مبادرة «إسكات البنادق في افريقيا» لما تمثله هذه المبادرة من أهداف سامية، قائلا إن «السلام هو البوابة الأولى للتنمية والتنمية هي الضمان لاستدامة السلام».
ونبه إلى أن تجارب القرن الماضي أثبتت أن الفقر هو الجذر العميق لمعظم المآسي الإنسانية «إذ يغذي النزاعات ويقوض الاستقرار ويزرع اليأس في النفوس قبل أن يهدد مؤسسات الدولة».
وأكد الملحق الديبلوماسي في هذا الصدد أن الكويت ترى أن تمكين الإنسان من العيش الكريم «واجب ومسؤولية مشتركة وركيزة أساسية لبناء السلام الحقيقي والدائم».
واستذكر القمة العربية ـ الافريقية الثالثة التي استضافتها دولة الكويت عام 2013 والتي شكلت محطة فارقة في مسار التعاون بين العالم العربي والقارة الإفريقية حيث أطلقت خلالها البلاد سلسلة من المبادرات النوعية كان أبرزها إعلان جائزة د.عبدالرحمن السميط للتنمية الإفريقية والتي تبلغ قيمتها مليون دولار سنويا.
وتابع أن البلاد أعلنت آنذاك عن تقديم قروض ميسرة بقيمة مليار دولار عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي يعمل اليوم في 53 دولة من أصل 54 دولة افريقية، علاوة على مساهمتها في ضخ استثمارات إضافية بقيمة مليار دولار أخرى بالتعاون مع البنك الدولي لدعم المشاريع التنموية الكبرى في إفريقيا.
وشدد الهزاع على أهمية توسيع التعاون العربي ـ الافريقي في مجالات الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتحول الرقمي والتعليم بما يعزز بناء قدرات الشباب ويخلق فرصا واعدة للمستقبل.
وختم الملحق الديبلوماسي كلمة الكويت بالتأكيد على وقوفها الدائم إلى جانب شعوب القارة الافريقية الصديقة، مجددا التزامها بمواصلة دعمها الإنساني والإنمائي في سبيل تحقيق قارة مزدهرة تنعم بالكرامة والعدالة والسلام تجسيدا لقيمها التي جعلت من الإنسان محورا لكل تنمية وسلام دائم.