أكد المدير العام للمعهد العربي للتخطيط د.عبدالله الشامي أمس الاثنين التزام المعهد بدعم الجهود الرامية إلى تحقيق «أهداف التنمية المستدامة 2030» لاسميا فيما يتعلق بأهداف الصحة الجيدة والرفاه والمياه النظيفة «وهي جميعها أهداف مترابطة لا يمكن تحقيق التنمية الشاملة دون مراعاتها».
جاء ذلك في كلمة للشامي خلال افتتاح البرنامج التدريبي «اليقظة الصحية وجودة الهواء والمعالجة المستدامة للنفايات الخطرة» والذي ينظمه المعهد على مدى يومين بالشراكة مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).
وقال الشامي إن القضايا التي يعالجها هذا البرنامج ليست فقط قضايا بيئية أو صحية بالمعنى التقليدي بل هي في صلب التحديات الاستراتيجية التي تواجه خطط التنمية المستدامة في الوطن العربي.
وأضاف أن الجودة البيئية ويقظة النظم الصحية والإدارة المستدامة للنفايات الخطرة أصبحت معايير رئيسية في قياس جاهزية الدول وقدرتها على حماية الإنسان والبيئة والموارد.
وأوضح أن المعهد العربي للتخطيط يعتبر هذا البرنامج نموذجا يحتذى في التعاون المؤسسي العربي الذي يجمع بين الرؤية والخبرة والمحتوى العلمي المتخصص إيمانا بأهمية بناء القدرات العربية وتبادل المعرفة والخبرات.
وأشار إلى أن هذا البرنامج يسهم في دعم بعض «أهداف التنمية المستدامة 2030» منها الهدف الثالث «الصحة الجيدة والرفاه» والهدف السادس «المياه النظيفة والصرف الصحي» والهدف الـ13 «العمل المناخي».
وأعرب الشامي عن تطلعه إلى أن يكون هذا البرنامج منصة لتبادل الخبرات وتعزيز الوعي وبناء شراكات فعالة بين مختلف الجهات العربية العاملة في مجالات البيئة والصحة والتنمية، مشيدا بالجهود المتواصلة لمنظمة (ألكسو) في دعم القضايا التنموية في العالم العربي.
من جهته، أكد مدير إدارة العلوم والبحث العلمي في (ألكسو) د.محمد أبو درويش في كلمة مماثلة أهمية تعزيز الشراكة الهادفة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المنطقة العربية.
وقال أبو درويش إن التحديات الصحية والبيئية لم تعد تقتصر على الدول النامية فقط بل باتت تحديات كونية تؤثر على الجميع، مبينا أن الأمراض الناتجة عن تلوث الهواء والمياه تشهد ارتفاعا وتفاقم مشكلة النفايات الطبية الخطرة خاصة في ظل الجوائح الصحية.
وأضاف أن هذه التحديات تتطلب استجابة شاملة ومترابطة، موضحا أن البرنامج يستهدف استقطاب نخبة من الخبراء وصناع القرار لمناقشة هذه القضايا وتقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق.
وأشار إلى أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تنسيقا وثيقا بين القطاعات الحكومية والأكاديمية وتعاونا بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني، مبينا أن تبادل التجارب الناجحة بين الدول العربية والانفتاح على التجارب الدولية يشكل أساسا لبناء منظومات صحية وبيئية أكثر صلابة واستدامة.
وأعرب عن تطلعه من خلال هذا البرنامج إلى تحقيق جملة من الأهداف العملية أبرزها تعزيز الوعي بمفاهيم اليقظة الصحية وتطوير قدرات المؤسسات في مجال رصد جودة الهواء والنفايات والخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ وإدراج هذه المفاهيم ضمن المناهج الأكاديمية وبرامج التدريب المهني.
ويتضمن البرنامج في اليوم الأول خمس جلسات حوارية وهي «اليقظة الصحية نحو منظومة صحية مستدامة» و«رصد وتحسين جودة الهواء» و«المعالجة المستدامة للنفايات الطبية والخطرة» و«التوعية الصحية والسياسات والتشريعات البيئية والصحية» و«تجارب عربية في تحقيق جودة الهواء العربي والمعالجة المستدامة للنفايات الطبية الخطرة».
وسيشهد البرنامج في اليوم الثاني خمس جلسات حوارية وهي «تجارب عالمية ناجحة في إدارة النفايات الطبية» و«إدراج مفاهيم اليقظة الصحية في المناهج التعليمية» و«إدراج إدارة النفايات الطبية في المناهج الدراسية» و«الحلول المبتكرة والتكنولوجيات الحديثة» و«تجارب عربية في تحقيق جودة الهواء العربي والمعالجة المستدامة للنفايات الطبية الخطرة».
يذكر أن المعهد العربي للتخطيط مؤسسة عربية إقليمية مستقلة غير ربحية مقرها دولة الكويت تأسست عام 1980 وتهدف إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية من خلال بناء القدرات المحلية وإعداد البحوث وتقديم الخدمات الاستشارية والدعم المؤسسي وعقد اللقاءات التنموية والنشر وفي مجال ريادة الأعمال والمعلوماتية.