- أنقرة والكويت ماضيتان نحو توسيع الشراكة الإستراتيجية وتعزيز التعاون في مجالات متعددة
- الزيارة تشهد توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات الاستثمار والطاقة والدفاع والنقل والتجارة
- نُشيد بدور الكويت الريادي في دعم الحوار وأمن المنطقة.. وأمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن تركيا
أسامة دياب
أكدت السفيرة التركية لدى البلاد طوبى نور سونمز أن الزيارة الرسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم إلى الكويت تحمل أهمية استراتيجية بالغة، وتعكس عمق العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين الصديقين في ظل التطورات الإقليمية الراهنة.
وقالت السفيرة سونمز، في تصريحات خاصة لـ «الأنباء»، إن الركيزة الأساسية للعلاقات الوثيقة بين تركيا والكويت تتمثل في الصداقة المتينة التي تربط قيادتي البلدين. فبفضل الرؤية الحكيمة لكل من الرئيس رجب طيب أردوغان وصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، تشهد شراكتنا الثنائية نموا مطردا وتطورا ملحوظا في شتى المجالات.
وأضافت أن زيارة الرئيس أردوغان تأتي في توقيت حساس تمر به المنطقة، وتؤكد التزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي وترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن الزيارة تعد امتدادا للزخم الذي أحدثته الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى أنقرة في مايو 2024.
وأوضحت السفيرة أن زيارة صاحب السمو الأمير إلى تركيا العام الماضي كانت أول زيارة رسمية له خارج العالم العربي وأول زيارة على المستوى الأميري من الكويت إلى أنقرة منذ سبع سنوات، وقد شكلت تلك الزيارة محطة مهمة في مسار العلاقات الأخوية بين البلدين، تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين تركيا والكويت، والتي شهدت توقيع اتفاق لرفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية.
وتابعت سونمز قائلة: من المتوقع أن تسهم زيارة الرئيس أردوغان في البناء على هذا الزخم وتعزيز العلاقات الأخوية المتينة بين بلدينا، في ظل رؤية مشتركة تدعم السلام والاستقرار الإقليميين، وتخدم مصالح الشعبين الصديقين.
وفيما يتعلق بجدول أعمال الزيارة، أوضحت السفيرة سونمز أن القضايا المدرجة تشمل ملفات التعاون الثنائي والإقليمي على حد سواء، مشيرة إلى أن المحادثات ستتناول سبل تطوير التعاون في مجالات الدفاع، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، والنقل، والثقافة، والتنمية المستدامة.
وقالت: سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستوفر إطارا قانونيا أوسع للشراكة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاستثمار والطاقة والدفاع والتجارة والنقل.
وستسهم هذه الاتفاقيات في دعم رؤية «الكويت 2035» من خلال تعزيز النمو المستدام وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي. وأضافت أن التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في فلسطين وسورية، ستكون من أبرز القضايا المطروحة للنقاش، مؤكدة أن البلدين يتقاسمان مواقف متقاربة إزاء هذه الملفات، ويوليان أهمية خاصة لتوحيد الجهود الديبلوماسية الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وحول مستوى التنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، شددت السفيرة التركية على أن «أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن تركيا القومي»، وأن أنقرة تولي شراكتها مع الكويت أهمية استراتيجية بالغة. وأضافت: نؤمن بأن القيادة الإقليمية وتولي دول المنطقة زمام المبادرة هما السبيل الأمثل لمعالجة جذور الأزمات وتحقيق حلول مستدامة للتحديات التي تواجه منطقتنا. ونحن نثمن الدور الريادي الذي تضطلع به الكويت، بصفتها الرئيس الحالي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دعم الحوار وتعزيز الأمن الجماعي.
وأكدت أن اللقاءات المرتقبة بين قيادتي البلدين ستعزز المصالح المشتركة وتوطد التنسيق حيال القضايا الملحة في المنطقة، مشيرة إلى استعداد تركيا لتكثيف التعاون في المحافل الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات السياسية والإنسانية الراهنة. واختتمت السفيرة سونمز تصريحها بالتأكيد على أن زيارة الرئيس أردوغان إلى الكويت تمثل محطة تاريخية جديدة في مسار العلاقات الثنائية، وتؤكد الإرادة المشتركة لبلدينا في ترسيخ السلام، وتعزيز الشراكة، ودعم التنمية الإقليمية المستدامة.
سونمز: نتائج قمة شرم الشيخ تؤكد أهمية التحرك العربي والإسلامي الموحد لوقف المأساة في غزة
تطرقت السفيرة التركية طوبى نور سونمز إلى نتائج القمة الدولية في شرم الشيخ، ووصفتها بأنها محطة مهمة في مسار الجهود الديبلوماسية الرامية إلى حل الأزمات الإقليمية، خصوصا في ظل استمرار المأساة الإنسانية في غزة. وقالت: لقد أظهرت القمة الدور الفاعل الذي تلعبه الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها تركيا وقطر ومصر، في دعم الحوار وتعزيز الجهود الدولية لإنهاء المأساة في فلسطين. إن الاستخدام المفرط وغير المتكافئ للقوة من جانب إسرائيل يقوض أسس السلام والاستقرار الإقليمي والدولي، ويتطلب استجابة موحدة من الدول العربية والإسلامية.
وأضافت أن تركيا ستواصل دعم كل المبادرات الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدة أن أنقرة تدعو إلى الانتقال من الهدن المؤقتة إلى حل سياسي دائم يضع حدا للمعاناة الإنسانية ويؤسس لمرحلة من الأمن والاستقرار في المنطقة.