حنان عبدالمعبود
نظّم معهد المرأة للتنمية والسلام منتدى افتراضيا تحت شعار «مستقبل العلاقات الروسية – العربية في ظل التحديات الراهنة» عبر منصة زووم، تحدث خلاله كل من رئيس البرلمان العربي سابقا رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام بالإمارات العربية المتحدة د.أحمد الجروان، ورئيس مركز الإعلام والدراسات العربية الروسية بالمملكة العربية السعودية د.ماجد التركي، ورئيس الجمعية البحرينية لمتحدثي اللغة الروسية بمملكة البحرين يوسف زين العابدين، وعميد كلية العلوم السياحية بالجامعة المستنصرية بالعراق د.محمد العبيدي، وعضو مجموعة الرؤية الاستراتيجية «روسيا والعالم الإسلامي من لبنان د.وسيم قلعجية، ومدير مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية د.أحمد طاهر، وأدار المنتدى الإعلامي بسام الجزاف.
وفي البداية، قالت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان: «تأتي القمة الروسية – العربية في ظل متغيرات دولية، وتعتبر إيجابية في ظل المتغيرات الإقليمية التي تتعلق بمجموعة عوامل تبدأ باشتداد العدوان الإسرائيلي على دول المنطقة خاصة بعد استهداف قطر، واستمرار العدوان على لبنان وسورية وغزة تجويع وتشريد وتهجير، كل هذه العوامل جعلت العرب يحتاجون بشكل عام إلى التواصل مع قوى أخرى غير القوى الداعمة لإسرائيل، مبينة أن الطرفين الروسي والعربي بحاجة إلى مسايرة المتغيرات الدولية التي تبدأ من قمة شنغهاي، خاصة مع دخول الهند في هذا الإطار، يضاف إليها الاتفاق السعودي -الباكستاني مما يمكنه أن يشكل مظلة إسلامية لدول المنطقة تجاه عدوان إسرائيل على أي دولة خاصة دولنا الخليجية.
وأضافت: احتضان روسيا لهذه القمة من شأنه أن يدفع نحو تأييدها في مسألة التغييرات في النظام الدولي والتحولات نحو نظام دولي متعدد الأقطاب بالشكل الذي تطرحه كل من الصين مع روسيا.
ومما يؤكد استثنائية هذه القمة باعتبارها الأولى من نوعها بين الجانبين، إذ تشكل خطوة استراتيجية من أجل تعزيز وتوسيع العلاقات الجيوسياسية بين روسيا والدول العربية، ويمنح العرب عموما مساحة أوسع في علاقاتهم الدولية، كما ستساعد في إيجاد سبل لضمان السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وخلال المنتدى، تم استعراض التحولات في النظام الدولي وتضمنت أن مفهوم التحالفات التقليدية تراجع لصالح شراكات مرنة ومصلحية، وأصبحت البراغماتية السياسية سمة رئيسية في العلاقات بين الدول، وكذلك أكد المتحدثون سعى القوى الصاعدة إلى تحقيق توازنات جديدة بدلا من الاصطفاف خلف قطب واحد، مؤكدين أن هذا التحول يفتح المجال أمام الدول العربية لتبني سياسات خارجية أكثر استقلالية.
وأوضح المتحدثون أن طبيعة العلاقات العربية – الروسية تقوم على المصالح المتبادلة لا على التحالفات العقائدية، وتتسم بالتوازن بين الانفتاح على روسيا وعدم القطيعة مع الغرب، وأن موسكو تنظر للعالم العربي كشريك اقتصادي وسياسي مهم، كما ترى الدول العربية في روسيا فرصة لتعزيز مكانتها في النظام الدولي الجديد.
وأوضح المتحدثون أن هناك العديد من مجالات التعاون المستقبلية في الطاقة والغاز عبر تطوير شراكات طويلة الأمد بين روسيا ودول الخليج، وفي مجال الأمن الغذائي عبر توفير الحبوب والأسمدة الروسية للأسواق العربية.
وكذلك في النقل البحري والاستثماري بالتعاون في الموانئ والبنى التحتية، بالإضافة إلى مجال التكنولوجيا والبحث العلمي عبر تبادل الخبرات في المجالات التقنية.
التوصيات
واختتم المنتدى بعدد من التوصيات تضمنت: التركيز على المصالح الوطنية لا على التحالفات الثابتة، وتطوير شراكات اقتصادية وعلمية طويلة المدى، والحفاظ على الحياد الإيجابي في التنافس بين القوى الكبرى، والاستفادة من التحولات العالمية لبناء علاقات أكثر توازنا واستدامة.