لا تزال غزة تتعرض للقصف من قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل فظيع وتموت ببطء، جميع أشكال الحياة باتت عرضة للموت بفعل جرائم الحرب الإسرائيلية بحق سكانها، وليس هناك من ضغوط قوية أو حملات فعلية على حكومة الاحتلال لوقف اعتداءاتها المتكررة وإنهاء محنة غزة وسكانها المدنيين من أطفال ونساء وكبار سن، لم يعد لهم مكان يلجأون إليه ولا سقف يحميهم بعد الدمار الهائل الذي لا تزال حركته مستمرة بشكل يومي.
ومن هنا، فإننا نستنكر بشكل شديد تصعيد إسرائيل المستمر وغير المسبوق في حرب الإبادة التي تشنها على القطاع مع إدانة إجراءات الحصار المفروضة بقوة السلاح على السكان المدنيين، وتعمدها حرمان سكان قطاع غزة من الحصول على حاجاتهم الأساسية الإنسانية بما في ذلك قطع إمدادات الغذاء والدواء والطاقة.
نعم، لا تزال سلطات الاحتلال تفرض قيودا وتمنع وصول إمدادات الغذاء، والوقود، والدواء والأجهزة والطواقم الطبية، والمواد والمعدات اللازمة للصرف الصحي وحماية البيئة، وبما يشكل انتهاكا صريحا وأمام الرأي العام العالمي للحق في الغذاء «وفقا لما جاء في المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، وأيضا «المادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية».
كما أن إسرائيل لا تزال تضرب القرارات والمواثيق الدولية والإنسانية عرض الحائط كالحق في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة العقلية والجسمية «المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية» ومحددات هذا الحق كما حددتها لجنة الحقوق الإنسان، والمادة 13 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
ولأن لكل إنسان الحق في العيش في بيئة صحية، فإن من أهم المسؤوليات التي تقع على عاتق إسرائيل ضمان عدم المساس بتك البيئة التي على العكس من ذلك تعمل ليل نهار على تدميرها وجعلها بيئة غير صالحة للحياة.
وإننا نطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لوقف التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية لسكان قطاع غزة، والعمل على رفع الحصار عن سكانه فورا والسماح بحرية التنقل وحركة البضائع، لا سيما المواد الطبية والمستلزمات العلاجية والمواد الغذائية الأساسية والوقود والمحروقات ليتم إنقاذ ما تبقى من السكان الذين لم يشهد التاريخ شبيها لمعاناتهم اليومية.
نعم، يجب العمل على توفير الحماية الدولية للسكان والأطفال في قطاع غزة، فمن حق هؤلاء الأطفال أن يعيشوا مثل أقرانهم في العالم، يستحقون العلاج، والغذاء والتعليم واللعب والترفيه وأن تكون لهم بيوت ومدارس لينشأوا بشكل إنساني سليم وصحيح.. فهل من مجيب؟!