قلّ ما يحاور صحفي، فناناً ويشعر أن الكلام الذي يردّ به على الأسئلة يضم بين حروفه دفئاً وصدقاً ولباقة، والفنان محمد القَسّ من الأسماء التي تبوأت مراتب متقدمة في مجال الدراما، ولعل الفضل في ذلك يعود لثقافته وموهبته ونقاء داخله، ما اختصر الزمن بهذه السرعة، وهنا نسامره في أواخر ليالي رمضان، فإلى نص الحوار:
ما أحب «أشوف» نفسي!
• ما جديدك في رمضان؟
•• شاركت بمسلسل واحد اسمه (خذني جيتك) لصالح قناة (mbc)، حلقات منفصلة.
• على ماذا تحرص في رمضان؟
•• في رمضان خلال ثلاثة أعوام مضت كنت أصوم في مصر عدا هذا العام، وحرصي دوماً على الإفطار مع والدتي، حفظها الله.
• ما الوجبة الرئيسية على المائدة؟
•• السمبوسة والفيمتو والشوربة أولوية على المائدة.
• هل تتابع نفسك على الشاشة عقب الإفطار؟
•• لا يمكنني متابعة أي مسلسل بعد الإفطار وما أحب أشوف نفسي، ولو كنت مشاركاً في العمل، إما انطلق لعمل، أو آخذ لي غفوة.
• ماذا عن مقولة «الفن ما يأكّل عيش»؟
•• أعيشها.
فرحتي بالسعودية
• متى كان يوم مولدك؟
•• ولدت في اليوم التالي ليوم وفاة عبدالحليم حافظ عام 1977.
• على أي شيء انفتح وعيك المبكر؟
•• الوعي المبكر مقسوم بين الحارة السورية، وحي النسيم في الرياض، وقدمنا للمملكة وعمري سبعة أعوام، وعيون الطفل حساسيتها عالية في التقاط المكان والإنسان، دون وعي بالزمن، ولعل الذي لا أنساه الخبر السار بأننا سنذهب للسعودية ثم الرحلة في الطريق بكل الواقع والمتخيل.
• هل تتذكر أول يوم صيام؟
•• لا أتذكر أول يوم صيام بالنسبة لي، والوالد – رحمه الله – كان إمام مسجد، وكان يطلق على صومنا صيام المئذنة، كلما صمت ساعات تأخذ مكافأة، وكلما كانت الساعات أطول تزيد المكافأة.
• كيف تعاملت العائلة مع كسرك للصوم منتصف النهار؟
•• كان التحفيز والترغيب والتشجيع خلقاً من أخلاق عائلتي.
• بماذا كانت الأسرة تكلّفك؟
•• كنت الوسط بين إخوتي، ولذلك تحمّلت أعباء أكثر، فالأخ الكبير نحترمه، والصغير نشفق عليه، فيكون نصيب الوسط أوفر حظاً.
النسخة الأنقى من الحنين
• ما أبرز ما تميّزت به عن أقرانك؟
•• تميّزت عن أقراني بميول التقليد، صوتاً وحركة، في المدرسة وأحياناً في البيت.
• من تتذكر من زملاء وأصدقاء الطفولة؟
•• زملاء الطفولة والأصدقاء كُثر، وأتذكر الزميل هاني علي رضا من السودان، ومراد من السودان، وإبراهيم بشير من إريتريا، ومهلهل، ومتروك العنزي، وعبدالمحسن الغامدي، وهؤلاء تحديداً لا أنساهم.
• لماذا نحِنُّ لطفولتنا؟
•• الحنين يعود بنا للماضي؛ لأنّ نسخته هي الأنقى، وأصفى، وخالية من الغبش والتشويش، ولأنها لم تبدأ بعد تبعات التزامنا في الحياة.
• متى بدأت التمثيل؟
•• بدأت التمثيل في جمعية الثقافة والفنون في الرياض، والهواية من البيت وكان لخالي الفضل في تأسيس أرضية لموهبتي، ثم ابتدائية الشهداء، ثم في متوسطة ابن سعد، وكنا نقدم مسرحية نهاية كل عام دراسي.
طالت مسافاتي
• ماذا عن يومياتك الرمضانية؟
•• لا يوميات ثابتة في رمضان.
• أيهما أقرب لذائقتك الإذاعة أم التلفزيون؟
•• أسمع الإذاعة في السيارة، وأتابع المنصات في البيت.
• لماذا يتناقص عدد الأصدقاء كلما تقدم بنا العمر؟
•• لعل قناعتي بأن الصديق هو الذي يتقبّلك كما أنت، لكن بتقدم العمر نحن نتغيّر والأصدقاء يتغيّرون، في النظر للأشياء والتقبّل، وتتقلص المساحة المشتركة حد الانعدام، علماً بأنها بدأت رحبة، وكنا نعتقد بأنها لن تضيق، فالخسارات متبادلة.
• ما هي حكمتك الأثيرة؟
•• حكمتي (طالت مسافاتي وتاهت بي أزماني، وعلمني الوقت كيف أقسى على طبعي، من طاول الوقت لو هو قاسي لاني، ومن يرفض العشر يقبل عقبها سبعي).
• ما لونك المفضّل؟
•• الرمادي.
• ميولك الرياضية؟
•• «نصراوي عتيق».
شللية الفن حلوة
• أي مسلسل تمنيّت ألا يصل لحلقته الأخيرة؟
•• تمنيّت أن مسلسل (بريكنج باد) وترجمته (اختلال ضال) لم يصل إلى حلقته الأخيرة، والزير سالم.
• ماذا ينقص الدراما السعودية؟
•• لا أستطيع أن أقول ماذا ينقص الفن السعودي، لكن ينقصني أنا الكثير على المستوى الشخصي، ولا أضع نفسي في منزلة منظّر، إلا أننا غالباً معاشر الفنانين كسولون ولا نشتغل على أنفسنا، لكن لسنا كلنا بالطبع، قلة الذين يطوّرون من أنفسهم.
• كيف تنظر إلى شللية الفن؟
•• شللية الفن حلوة، إذا تم توظيفها بطريقة صحيحة، وأضرب لك مثلاً بالفنان الكبير ياسر العظمة، خلال مسلسل مرايا كان معه شلّة، وكل عام يعطي فرصاً لوجوه جديدة، منهم حاتم علي، وربما 90% من الفنانين السوريين أخرجهم العظمة، رغم أن له شلته، بخلاف مشاريع أخرى لم تقتدِ بالعظمة، ولم تتحْ الفرص إلا لأعداد محدودة جداً.
• هل نحتاج لأكاديمية للتمثيل؟
•• نحتاج صناعة فن، والصناعة تحتاج أكاديمية، فالموهبة وحدها لا تكفي.
• ما هو الزمن الذي تمنيت أنك تعيش فيه؟
•• كل مؤمن بالله يتمنى لو عاش في زمن النبي عليه الصلاة والسلام.
أخبار ذات صلة