أنهت لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة عسير خلافاً قبلياً نشأ قبل عامين بين قبيلة آل ثابت ببلّسمر وقبيلة آل قراد من يام، إثر حادثة قتل وقعت في منطقة نجران، راح ضحيتها أحد أبناء قبيلة آل ثابت ببلّسمر.
وجاء هذا الصلح بعد استكمال الإجراءات الأمنية والنظامية، وبذل مساعٍ حثيثة من لجنة الإصلاح ووجهاء القبائل، إذ أعلن الطرفان قبول الصلح وطي صفحة الخلاف، استجابةً للجهود المباركة الرامية إلى تعزيز السلم المجتمعي والتسامح.
وكان في مقدمة مستقبلي وفد قبائل يام، شيخ شمل قبائل بلّسمر الدكتور سعيد بن طراد بن جرمان، ونائب قبيلة آل ثابت الشيخ عبدالله بن علي الأسمري، وعدد من شيوخ ونواب وأعيان قبائل بلّسمر، الذين عبّروا عن ترحيبهم بالحضور وحرصهم على إنجاح هذا اللقاء الأخوي.
وحضر مراسم الصلح أمين عام لجنة إصلاح ذات البين بإمارة منطقة عسير مسفر الحرملي، إلى جانب عدد من مشايخ الشمل، وشيوخ ونواب ووجهاء القبائل من الطرفين.
وأشاد الحضور بهذه المبادرة النبيلة، مؤكدين أن التسامح والعفو من شيم الكرام، وأن هذا الصلح يعكس متانة النسيج الاجتماعي وقوة الروابط بين القبائل في وطن يسوده الأمن والوئام.
وفي ختام اللقاء، تحدّث شيخ شمل قبائل بلّسمر الدكتور سعيد بن طراد بن جرمان بكلمة قال فيها: «نحمد الله على تمام هذا الصلح المبارك الذي يُجسّد قيم العفو والتسامح في مجتمعنا، ونرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، على دعمهما الدائم لمساعي الإصلاح ولمّ الشمل، كما نثمّن دعم ومتابعة أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، ونائبه الأمير خالد بن سطام، لكل ما يُعزّز السلم المجتمعي، والشكر موصول للجنة الإصلاح بإمارة عسير، ولكل من أسهم في هذا اللقاء المبارك، ونسأل الله أن يُديم على وطننا الأمن والوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب».
وثمّن نائب قبيلة آل ثابت ببلّسمر الشيخ عبدالله بن علي الأسمري، كل الجهود الرسمية والقبلية التي سعت لإنهاء هذا الخلاف، وقال: «نحمد الله على ما تمّ من صُلح، وقبولنا بالصُلح نابع من حرصنا على طاعة الله، وعلى قيم العفو والتسامح في مجتمعنا، ونشكر لجنة الإصلاح بإمارة عسير، وكل من شارك وساهم في هذا الجمع المبارك، كما نؤكد اعتزازنا بثوابتنا الوطنية، وولائنا لقيادتنا الرشيدة، ونسأل الله أن يجعل ما تم خيراً وبركة على الجميع».
وقال شقيق المجني عليه يحيى بن علي الأسمري بكلمة مؤثرة: «فقدنا أخاً عزيزاً قبل عامين، وكان وقع ذلك علينا مؤلماً، لكننا نحتسبه عند الله، اليوم نُغلق صفحة الخلاف امتثالاً لقول الله تعالى «فمن عفا وأصلح فأجره على الله»، نقبل بالصلح طلباً للأجر، ونشكر قيادتنا الرشيدة، ورجال الإصلاح، وكل من سعى لتحقيق هذا الموقف النبيل وعلى رأسهم شيخنا الغالي الدكتور سعيد بن جرمان وشيوخ ونواب بلّسمر، ونسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء وأن يُديم الأمن واللحمة على وطننا».
أخبار ذات صلة