بعد مرور نحو أسبوعين على إبرام اتفاق الدفاع المشترك بين المملكة العربية السعودية وباكستان، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف؛ لا يزال الاتفاق مثار اهتمام ليس في باكستان وحدها؛ بل في الهند، والولايات المتحدة، ودول أخرى تعتبره تطوراً مهماً.
ونسبت صحيفة (باكستان أوبزيرفر) أمس، إلى منسق شؤون رئيس الوزراء الباكستاني اختيار وَلِي خان قوله: إن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان، من المقرر أن يزور إسلام أباد خلال نوفمبر القادم. ويتوقع أن يرافقه وفد من كبار رجال الأعمال السعوديين. وذكر ولي خان، أن الزيارة ستشكل محطة مهمة في العلاقات الباكستانية السعودية. وقال: إن «الزيارة ستشهد مشاريع استثمارية ضخمة، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين المتحالفين». وأضاف ولي خان: هذه الزيارة ليست مجرد روتين دبلوماسي؛ بل هي دليل على قطع خطوة رئيسية في طريق العلاقات الثنائية، وفتح الباب لتعاون اقتصادي أوسع.
وأوضحت (باكستان أوبزيرفر)، أن اتفاق الدفاع المشترك بين المملكة وباكستان يعزز بشكل رسمي التعاون العسكري والإستراتيجي بين البلدين المستمر منذ عقود. وتوقعت أن يزور شهباز شريف السعودية في المستقبل القريب، لمتابعة المحادثات بشأن العلاقات بين البلدين.
وفي واشنطن، ذكر مقال نشره المجلس الأطلنطي، بقلم خبيرة شؤون دول الخليج واليمن الأكاديمية الإيطالية إليانورا أرديماني، أن معاهدة الدفاع المشترك السعودي الباكستاني تعد مؤشراً على تطور التقدير الإستراتيجي لدى دول الخليج، خصوصاً السعودية. وزاد أنه على رغم عدم وجود تفاصيل كافية بشأن الاتفاق السعودي الباكستاني؛ إلا أنه يشمل جميع الوسائل العسكرية، بما في ذلك التعاون النووي، وتقاسم المعلومات الاستخبارية.
وذكرت أرديماني، أن «المعاهدة الإستراتيجية بين الرياض وإسلام أباد ستساند على المدى الطويل مساعي المملكة العربية السعودية لتعزيز التعاون في مجالات الصناعات الدفاعية، ونقل التكنولوجيا، والإنتاج العسكري المشترك، وبناء الكفاءة، والتدريب».
واعتبرت الاتفاق الدفاعي المشترك تطوراً مهماً في مسعى الرياض إلى إعادة صياغة المعادلة الأمنية في الخليج. ولفتت الخبيرة الإيطالية إلى أن «التعاون بين المملكة وباكستان ظل قائماً منذ إبرام (معاهدة الصداقة) بينهما في عام 1951». وخلصت إلى أن المعاهدة الإستراتيجية بين الرياض وإسلام أباد لا تعني استبدال الولايات المتحدة، باعتبارها حليفاً إستراتيجياً للسعودية؛ بل هي جزء من مساعي المملكة لتنويع سياساتها الدفاعية، وضمانتها الأمنية.
أخبار ذات صلة