وفي الوقت نفسه، تزعم تقارير وسائل الإعلام الرسمية الروسية أن الطائرات الحربية الروسية استهدفت وقتلت 200 من المتمردين الذين شنوا الهجوم الصادم يوم الجمعة.
ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية، اليوم السبت، أن قوات الحكومة السورية اشتبكت مع مسلحين داخل مدينة حلب، أكبر مدينة، للمرة الأولى منذ عام 2016، بينما استهدفت الطائرات الحربية خطوط إمداد المتمردين على أطراف المدينة.
في غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية عن أوليغ إيجناسيوك، مسؤول وزارة الدفاع الروسية المنسق في سوريا، قوله إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت وقتلت 200 مسلح شنوا الهجوم في شمال غرب البلاد يوم الجمعة. ولم تقدم المزيد من التفاصيل.
ودعمت روسيا نظام الرئيس بشار الأسد لسنوات، بما في ذلك الغارات الجوية القاتلة على حلب في عام 2016.
واخترق مقاتلو المعارضة خطوط الدفاع الحكومية في حلب يوم الجمعة ودخلوا الحي الغربي للمدينة دون مقاومة تذكر. وشن المتمردون هجومهم الصادم في ريف حلب وإدلب يوم الأربعاء وسيطروا على عشرات القرى والبلدات على طول الطريق، بما في ذلك بلدة استراتيجية جنوب حلب.
وذكرت صحيفة الوطن الموالية للحكومة أن غارات جوية على أطراف مدينة حلب استهدفت خطوط إمداد المتمردين. ونشرت مقطع فيديو لسقوط صاروخ على تجمع لمقاتلين ومركبات في شارع تصطف على جانبيه الأشجار والمباني.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الحرب الأهلية في البلاد، إن عشرين مقاتلا قتلوا في الغارات الجوية التي استهدفت تعزيزات للمتمردين. وأفاد سكان حلب عن وقوع اشتباكات وإطلاق نار، وفر بعضهم من القتال.
وأغلقت المدارس والمكاتب الحكومية أبوابها يوم السبت مع بقاء معظم الناس في منازلهم، وفقا لإذاعة شام إف إم الموالية للحكومة. وكانت المخابز مفتوحة.
وفي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، تم تصوير المتمردين خارج قلعة حلب، وهو قصر من القرون الوسطى يقع في وسط المدينة القديمة، وواحد من أكبر القصور في العالم. وفي مقاطع فيديو بالهواتف المحمولة، سجل المتمردون أنفسهم وهم يتحدثون مع السكان الذين زاروهم في منازلهم، سعياً لطمأنتهم بأنهم لن يسببوا أي ضرر.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن عددًا من “الإرهابيين”، بما في ذلك الخلايا النائمة، تسللوا إلى أجزاء من المدينة، وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن القوات الحكومية طاردتهم واعتقلت عددًا من الأشخاص الذين التقطوا الصور بالقرب من معالم المدينة.
وفي برنامج تلفزيوني صباحي على التلفزيون الرسمي يوم السبت، قال المعلقون إن تعزيزات الجيش ومساعدة روسيا ستصد “الجماعات الإرهابية”، وألقوا باللوم على تركيا في دعم تقدم المتمردين إلى محافظتي حلب وإدلب.
ولم تتعرض حلب لهجوم من قبل قوات المعارضة منذ طردها من الأحياء الشرقية في عام 2016 بعد حملة عسكرية شاقة دعمت فيها قوات الحكومة السورية روسيا وإيران والجماعات المتحالفة معها.
وجاء الهجوم على حلب بعد أسابيع من العنف المنخفض المستوى، بما في ذلك الهجمات الحكومية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وفشلت تركيا، التي تدعم جماعات المعارضة السورية، في جهودها الدبلوماسية لمنع هجمات الحكومة السورية، والتي اعتبرت انتهاكا لاتفاق 2019 الذي رعته روسيا وتركيا وإيران لتجميد خط الصراع.
وجاء الهجوم في الوقت الذي كانت فيه الجماعات المرتبطة بإيران، وخاصة حزب الله اللبناني، الذي يدعم قوات الحكومة السورية منذ عام 2015، منشغلة بمعاركها الخاصة في الداخل. دخل وقف إطلاق النار في حرب حزب الله مع إسرائيل المستمرة منذ شهرين حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وهو اليوم الذي أعلنت فيه فصائل المعارضة السورية هجومها. كما صعّدت إسرائيل هجماتها ضد حزب الله والأهداف المرتبطة بإيران في سوريا خلال السبعين يومًا الماضية.
وقالت وكالة أنباء الأناضول التركية التي تديرها الدولة إن المسلحين سيطروا على أجزاء كبيرة من ريف حلب وإدلب.
كانت معركة حلب عام 2016 نقطة تحول في الحرب بين قوات الحكومة السورية والمقاتلين المتمردين بعد أن تحولت احتجاجات عام 2011 ضد حكم الرئيس بشار الأسد إلى حرب شاملة.
وساعدت روسيا وإيران والجماعات المتحالفة معهم قوات الحكومة السورية على استعادة السيطرة على المدينة في ذلك العام بعد حملة عسكرية شاقة وحصار استمر لأسابيع.