(غزالة)
دشّنتْ د. ريم عيادة أسنان، وشرعتْ في استقبال الزبائن وعلاجهم. كانت لبقة وخفيفة الحركة، فلا عجبَ إذ لا تزال غزالة برّية.
أقبل عليها الزبائن من كل حدب واتجاه. وشكروها، فقد حققت لهم الاكتفاء الذاتي عن البشر!
اشتكى الأسد يومًا ألمًا في فكّه، فقصدها، رحّبت وطمأنتْ، ثم خدّرته في منطقة الرقبة كما يفعلُ عادةً مع زبائنه وقتَ الطعام.
اشتغلت الأجهزة، طلبت منه أن يفغر، فرأت دماءَ أسلافها، ما زالت تنزّ من أسنانه، حين تأكّدت من سير العمل حسب الأصول، نزعت كلّ شيء.
أفاق من البنج قليلًا، أدار لسانه، فتحرك في فراغ، نظر إلى براثنه، فأصدر صوتا حين رآها لا تكفي لشيء. هدّأت من زئيره الأجوف، وقالت: «الحساب علينا، لكن، سجّل موعد جديد عند الأخوات في الاستقبال!»
حين أفاق تمامًا، زأر من جديد، فظلت العيادة هادئة، وتعاطف معه بعض الموجودين، فأخذوه إلى حديقة الحيوان.
( أم كلثوم)
في جلسة جميلة معها، توقفتُ دون تخطيط على أغنية يؤديانها مغنية ومغنٍّ.
تابعتْ جدّتي بصمت، فقلتُ:
– هل أعجبتكِ الأغنية؟
قالت:«شوية بس إيش بهم اثنين يغنون ؟»
قلت: «الأغنية صعبة يعني لازم (دويتو) يتساعدون بها!» لم تنطق دويتو، ولم تسأل عن كلمات شباب اليوم! لكنها سألت باستغراب:
-كيف.. خمس دقائق و يتساعدون!؟
قلت، وقد كشفتْ دعابتي:
-يمكن، لا أدري عنهم.
بدون أن تحلف، لوّحتْ بيدها قائلة: ما فيهم خير… شفْ أم كلثوم، ما أحلى طلّتها وهيبتها! ساعة وأكثر، تغني وحدها!
داهمتني حالةُ صمت، وقرّرتُ ألا ألعبَ مع الكبار.
(رجل بين الأمهات)
أضافوني، و«الصحيح أضفنني» إلى مجموعة الأمهات المدرسية، لم أحضر اجتماع أمهات واحد، لم… ولم… اكتفيت بمعرفة مواعيد خروج الطالبات والاختبارات والإجازات. ظللتُ صامتًا في مجموعة يعزّ فيها السكوت، ويجري سلخ الرجال بالسخرية والإشاعات.. والنكات فوق الحزام وتحته !
تخرجت ابنتي، فغادرت المجموعةَ ظهرًا، جاءتني رسائلهنّ على الخاص، تستفهم وتعتذر:
– فيه أحد غلط عليكِ ؟ ما أعجبتكِ سوالفنا؟
– لا أبدًا ما صار منكنّ قصور.
بالرسائل والكلمات المكتوبة، شكرتُ التي اسمها «سبحان الله» والثانية ذات الشعار «كافية خيري شري»، وحتى «غلطْت وحبّيته» ! شكرت الجميع!
في الصباح، أعدنني إلى المجموعة، وقد فشا الخبر، طلبتني إحداهن واسمها في رقمها ( بنت أبوها) بحذف الرسائل الخطأ وبـ:«السترَ السترْ» ختمتْ.
اتشحت المجموعة بالهداية والحجاب، ساد الحذر، وقبل المغادرة الثانية والنهائية، ظهرَ اسمُ المجموعة (بيننا رجل)!
أخبار ذات صلة

 
		


 اختر منطقتك
 اختر منطقتك	








