تلقت أسعار النفط الخام بعض الدعم من التوصل إلى اتفاق نهائي لسقف الديون الأمريكية، لتفادي تعثر أكبر اقتصاد في العالم ومستهلك للنفط، وسط مخاوف بشأن زيادة أسعار الفائدة.
وقال لـ”الاقتصادية”، محللون نفطيون إن الضغوط الهبوطية في سوق النفط الخام ما زالت قائمة ما يكبح الارتفاع في أسعار النفط حيث من المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بشكل أكبر في اجتماعه في حزيران (يونيو) المقبل إضافة إلى استمرار مخاوف تباطؤ الطلب نظرا إلى التعافي غير المتكافئ بعد رفع قيود مكافحة كوفيد – 19 في الصين.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن أسعار النفط تلقت دعما جيدا في بداية الأسبوع حيث أعطت الأخبار التي تفيد بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن وكيفين مكارثي رئيس مجلس النواب قد توصلا إلى اتفاق مؤقت بشأن رفع سقف الديون، زخما إيجابيا ما يمثل دفعة قوية لأسعار الخام. وأضاف أنه على الرغم من اتفاق سقف الديون فإن البيانات المتضاربة بشأن التعافي الاقتصادي الصيني أدت إلى تعزيز حالة عدم اليقين بشأن أسواق النفط.
من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن البيانات المختلطة حول تعافي الصين تؤرق سوق النفط الخام حيث تظهر قراءات مؤشر مديري المشتريات انتعاشا غير منتظم في النشاط الاقتصادي ولكن من ناحية أخرى فإن الطلب على النفط كما يتضح من معدلات الاستيراد يزداد قوة.
ولفت إلى أن سوق النفط الخام تترقب قرار “أوبك+” الجديد وما ستفعله بإنتاجها في اجتماعها المقبل خاصة في هذا التوقيت المليء بالمخاطر الجيوسياسية.
من ناحيته، ذكر ماثيو جونسون المحلل في شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن أسعار النفط مرشحة لمواصلة السير على طريق المكاسب وتعويض الخسائر الحادة السابقة، مشيرا إلى أنه – بحسب تقارير دولية – وبفضل مكاسب النفط الأخيرة تقلص تراجع النفط منذ بداية العام من نحو 14 في المائة في وقت سابق من هذا الشهر إلى 9 في المائة فقط اعتبارا من بداية الأسبوع الماضي.
بدورها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية، إن عديدا من شركات النفط والغاز الكبرى أعلن أرباحا قياسية في عام 2022 لكن معظم الإيرادات ذهبت إلى توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم وسداد الديون، موضحة أن شركات النفط الوطنية الكبيرة في الشرق الأوسط وحدها فقط تنفق أكثر هذا العام مقارنة بالعام الماضي.
وذكرت أن التقلبات في أسواق النفط التي سببتها الحرب الروسية – الأوكرانية “سرعت الزخم” في تقنيات الطاقة النظيفة، مشيرة إلى تقارير دولية تؤكد أنه لا تزال الزيادة في الإنفاق على الطاقة النظيفة مقتصرة على عدة دول ومناطق وعلى رأسها الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان.
وفيما يخص الأسعار، صعد النفط أمس بعد أن توصل قادة الولايات المتحدة إلى اتفاق بخصوص سقف الدين الحكومي رغم المخاوف الاقتصادية بشأن زيادة أسعار الفائدة.
وبحسب “رويترز”، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا أو 0.16 في المائة عند التسوية إلى 77.07 دولار للبرميل أمس.
بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 25 سنتا، أو 0.3 في المائة، عند 72.92 دولار للبرميل أمس. وهدأت التجارة أمس بسبب العطلات الرسمية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وتوصل الرئيس الأمريكي جو بايدن وكيفن مكارثي رئيس مجلس النواب السبت إلى اتفاق من حيث المبدأ لتعليق سقف الدين الحكومي البالغ 31.4 تريليون دولار.
لكن الأسواق قد تتنفس الصعداء لفترة وجيزة فحسب لأن بمجرد الموافقة على الاتفاق من المتوقع أن تصدر وزارة الخزانة الأمريكية سندات تتسبب في تقليص السيولة أكثر وزيادة تكلفة التمويل للشركات التي تعاني بالفعل بسبب ارتفاع أسعار الفائدة.
كما يترقب المستثمرون بيانات قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات في الصين هذا الأسبوع، وكذلك بيانات الوظائف في القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة يوم الجمعة بحثا عن مؤشرات على النمو الاقتصادي والطلب على النفط.