اختتمت المملكة العربية السعودية مشاركتها في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2025، الذي عُقد في مدينة دافوس السويسرية في الفترة من 20 إلى 24 يناير الجاري، بإعلان استضافتها، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، اجتماعاً دوليّاً دوريّاً رفيع المستوى خاصّاً بالمنتدى ابتداءً من النصف الأول من العام 2026.
وجاء الإعلان ختاماً مميزاً للمشاركة، إذ استعرض وفد المملكة رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، العديد من إنجازات ومستهدفات المملكة ضمن رؤية المملكة 2030، وتمّت مناقشة مجموعة من الحلول لأبرز التحديات التي تواجه العالم اليوم، وذلك من خلال عدد من الجلسات الحوارية العامة والخاصة، إضافة إلى العديد من الاجتماعات الثنائية وعدد من المقابلات مع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية.
وركز وفد المملكة خلال هذه المشاركة على تعزيز الحوار متعدد الأطراف، وإعادة صياغة نهج الاقتصاد العالمي، ودفع الابتكار التحويلي، وإطلاق الإمكانات البشرية، وتوجيه مختلف التحولات نحو الاستدامة.
وضم وفد المملكة رفيع المستوى، وزير التجارة الدكتور ماجد عبدالله القصبي، ووزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب، ووزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء والمبعوث الخاص لشؤون المناخ عادل بن أحمد الجبير، ووزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ووزير المالية محمد بن عبدالله الجدعان، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحة، ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر بن إبراهيم الخريف، ووزير الاقتصاد والتخطيط فيصل بن فاضل الإبراهيم.
وشارك أعضاء الوفد في جلسات حوارية رئيسية، من بينها «مستقبل النمو»، و«الدبلوماسية في أوقات الفوضى»، و«حوار شامل حول منظومة الابتكار»، و«تحديات الاقتصادات الناشئة»، و«حماية البيئة وتأمين الإنسان»، و«طرق السفر في المستقبل»، و«الحالة الراهنة لحوكمة الذكاء الاصطناعي»، و«التعلم من قطاع الخدمات»، و«نظرة بعيدة المدى لنمو منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، و«التحول الاقتصادي في المملكة»، و«البنية التحتية الصناعية للجيل القادم»، و«آفاق الاقتصاد العالمي».
وضمن مشاركة المملكة في المنتدى، نظمت وزارة الاقتصاد والتخطيط جناح مبادرة «SAUDI HOUSE»، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية منها وزارة الصحة، ووزارة النقل والخدمات اللوجيستية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة السياحة، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، والهيئة العامة للطيران المدني، والهيئة الملكية لمحافظة العلا، والهيئة السعودية للسياحة، وهيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار، وشركة الدرعية، ومركز الثورة الصناعية الرابعة في المملكة.
وتمثل هذه المبادرة منصة عالمية استضافت العديد من الجلسات الحوارية بمشاركة عدد من أصحاب السمو والمعالي أعضاء وفد المملكة، إضافة إلى ممثلين عن الجهات الحكومية والقطاع الخاص المحلي والدولي، إذ تمّت مناقشة أحدث التوجهات المؤثرة في التحول الاجتماعي والاقتصادي محليّاً ودوليّاً، كما تم استعراض مجموعة من الحلول لمختلف التحديات العالمية.
وحظي الجناح بأكثر من 5,000 زيارة، إذ اطلع الزوار على رحلة التحول في المملكة ضمن رؤية المملكة 2030 والفرص الاستثمارية المتاحة من خلالها، إضافة إلى الجانب السياحي والثقافي الخاص بالمملكة.
كما شهدت مشاركة وفد المملكة في الاجتماع السنوي إعلان مجموعة من المبادرات والاتفاقيات المميزة، فقد أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي ورقة بحثية بمساهمة معالي وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب، وجاءت بعنوان «مستقبل السفر والسياحة: تبني النمو المستدام والشامل»، إذ استعرضت الاتجاهات في القطاع السياحي وأهمية التعاون بين مختلف القطاعات. ومن جانبها أصدرت وزارة السياحة ورقة بيضاء تلقي الضوء على الفرص المميزة التي تتيحها رؤية المملكة 2030 في قطاع السياحة.
كما أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي بالشراكة مع مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني إطلاق «مركز الاقتصاديات السيبرانية» وسيكون مقرّه مدينة الرياض، ويهدف إلى أن يكون مركز فكر عالمياً يتناول الأبعاد الاقتصادية للأمن السيبراني، ويعمل على توفير معلومات موثوقة ودراسات معمقة تمكن صناع القرار حول العالم من بناء فهم عميق للعلاقة الوثيقة بين الاقتصادات والأمن السيبراني، كما توفر هذه الدراسات أدوات متينة لصياغة السياسات والإستراتيجيات بما يضمن حماية الاقتصاد العالمي، ويسهم في الوقت نفسه في تعزيز الأمن السيبراني حول العالم.
من جانبها، أعلنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع انضمام مدينة الجبيل الصناعية إلى مبادرة «التحول نحو تجمعات صناعية مستدامة»، التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 في دافوس؛ لتكون أول مدينة صناعية في منطقة الشرق الأوسط تنضم إلى هذه المبادرة العالمية وذلك بالتعاون مع شركة أكسنتشر ومعهد أبحاث الطاقة الكهربائية (EPRI).
كما أصدرت هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار تقريراً خاصاً عن مبادرة «مسرعة أسواق الغد في المملكة العربية السعودية»، وذلك بالتعاون مع شبكة مسرعات الأعمال للمنتدى الاقتصادي العالمي، ويُبرز التقرير مساهمة المبادرة في تحفيز التحولات الاقتصادية الإيجابية عبر حلول تطويرية داعمة لريادة الأعمال، متضمناً الرؤى المستقبلية لتمكين نمو الأسواق الواعدة في المملكة.
بدورها أعلنت شركة سيلز فورس «Salesforce» خططها لافتتاح مقر إقليمي جديد لها في الرياض، وتعهدها بتوفير فرص تطوير المهارات لـ 30,000 مواطن سعودي بحلول العام 2030، كما أعلنت الشركة اتفاقية شراكة مع شركة آي بي إم «IBM» لافتتاح مركز ابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة.