تحتلّ منطقة الخليج موقع الريادة في إعادة تحديد معالم قطاع التنقّل، حيث تلعب وسائل النقل الذكية وحلول القيادة الذاتية دوراً أساسياً في صياغة مستقبل كيفية تنقّلنا. ونحن نشهد ضمن هذا السياق ما تسعى إليه المملكة العربية السعودية عبر هدفها المتمثّل بأن تكون نسبة 15% من المركبات العامّة في الرياض ذاتية القيادة بحلول سنة 2030 كجزء من «رؤية السعودية 2030»، إضافة لهدف دبي الطموح الرامي لجعل 25% من وسائل النقل ذاتية القيادة مع نهاية العقد الجاري1. وتعكس هذه الرؤى التحوّل الأوسع نطاقاً الذي يشمل المدن والطرقات والبُنى التحتيّة الحضرية. فهذه المبادَرات الريادية تتخطّى الطموحات التقنية، إذ إنها تمثّل التزاماً بتعزيز الملاءمة والإنتاجية والسلامة لملايين السكّان، بينما تدفع حدود المُمكِن إلى أبعد نطاق في قطاع التنقّل.
وفي قلب هذه المبادَرات المهمّة يوجد عنصر حيوي يتم أحياناً التقليل من شأنه، ألا وهو الاتصال! فمع تطوّر السيارات من وسائل بسيطة للنقل لتصبح ما يشبه أنظمة إيكولوجية معقَّدة للحركة، تبرز عوامل التكامل السلس للبُنية التحتيّة الرقمية، وأجهزة الاستشعار، والخدمات القائمة على البيانات والتي تُمكِّن هذا التطوّر. كما إن نجاح تحوّل قطاع التنقّل في مجلس التعاون الخليجي سيعتمد على قدرة التوافق بين التقنيات الحديثة المتقدّمة، وتجارب المستخدِمين التي يسهل الوصول إليها، والمستويات العالية من الوعي لدى العملاء، وأنظمة السلامة القوية، وذلك وفق طرق تلقى تفاعلاً بنّاءً بين أوساط الحكومات والمواطنين على السواء.
تلاقي قطاع التنقّل مع التحوّل الرقمي
لا يُمكِن فصل الطموحات المرتبطة بقطاع التنقّل في مجلس التعاون الخليجي عن التحوّل الأشمل نطاقاً نحو الاقتصادات الرقمية. فالرؤى الوطنية، مثل «رؤية السعودية 2030» والسياسات المتمحورة حول الابتكار التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة، تحدّد معالم مستقبل تكون فيه التقنيات متكاملة مع كل ناحية من نواحي الحياة العامّة والخاصّة. ومع تطوّر المدن – وكذلك حياتنا اليومية – لكي تصبح أكثر اتصالاً، يتوجّب على المركبات المتواجدة على الطرقات أن تتبع النهج ذاته. وهذا التكامل لا يتطلّب فقط سيارات عالية التقنية، بل أيضاً أنظمة تتيح للمركبات التفاعل بسلاسة مع الناس والبُنية التحتيّة ومع بعضها البعض.
ولقد خطى مجلس التعاون الخليجي خطوات مبهرة في إرساء الأسس المتينة لهذه التغيّرات. ففي دبي على سبيل المثال، يتم اعتماد برامج تجريبية لسيارات الأجرة ذاتية القيادة، وتستكشف الهيئات المعنية سُبُل استخدام روبوتات التوصيل لتعزيز الخدمات اللوجستية في المدن ضمن الميل الأخير. من جهتها، تتحرّك الرياض بسرعة باتجاه طرح أساطيل ذاتية القيادة ضمن شبكات النقل العامّة. وهذه التطوّرات هي مجرَّد البداية لما يُمكِن تحقيقه. ويعود الأمر لنا أيضاً ضمن قطاع السيارات لدعم هذا التوجّه التحوّلي القوي، وتدفع «اونستار» بهذا التحوّل عبر تقنيات مبتكَرة مثل Super Cruise، التي تشكّل النظام الأول والوحيد الحقيقي لمساعَدة السائق بدون استخدام الأيدي على الطرقات السريعة المفتوحة، مع إتمام عمليات وضع خرائط «الليدار» (LiDAR) في عُمان والكويت والبحرين، وتقدّم المملكة العربية السعودية بشكل حثيث، تحضيراً لطرح الميّزة على الصعيد الإقليمي.
السلامة فوق كل شيء ضمن ثورة التنقّل
بينما تحتلّ الابتكارات العناوين الأساسية، تشكّل السلامة حجر الأساس ضمن أي نظام للتنقّل. وفي منطقة تُعتبَر موطناً لبعض أكثر الشوارع حركة في العالم، فإن التعامل مع مسائل رئيسية مثل إرهاق السائق، ومخاطر السفر عبر الحدود، والاستجابة في الحالات الطارئة، هو أمر مهم جداً. فالتنقّل الذكي لا يتعلّق بالملاءمة فحسب، بل يقوم أيضاً على إنقاذ الحياة. وهذا هو المجال الذي تترك فيه التقنيات الحديثة الأثر الأبرز. وعلى سبيل المثال، فإن الأنظمة العاملة بدون استخدام الأيدي، والمدعومة بالمزايا المتطوّرة لوضع الخرائط والمراقَبة في الوقت الفعلي، تساعد بتقليل مستويات تعب السائق، وبالأخص على المسارات الطويلة مثل تلك السائدة عادة في منطقة الخليج. كما تلعب عملية وضع الخرائط دوراً محورياً في تمكين المركبات من توقّع المستقبل، بحيث تسمح لها بتوقّع ظروف الطريق والمخاطر المحتمَلة أبعد مما هو ظاهر عبر الكاميرات أو أجهزة الاستشعار لوحدها. وهذا المنظور المستقبلي الإضافي يعزّز مستويات السلامة الإجمالية لتجارب القيادة الذاتية والقيادة التي تحظى بالمساعَدة.
علاوة على هذا، تُحدِث خصائص السلامة الاستباقية ثورة في كيفية استجابة السائقين للسيناريوهات ذات المخاطر المحتمَلة. بناءً عليه، توفر «اونستار» بشكل خاص تنبيهات في الوقت الفعلي فيما يتعلّق بمسائل الصيانة، والتشخيصات والبيانات المتقدّمة، مما يضمن منح الأولوية للحالة الجيدة للمركبة قبل أي شيء. ومن شأن دمج بعض الأنظمة مثل «اونستار» في روتين القيادة اليومي أن يضمن تمكُّن طرقات المنطقة من تلبية متطلّبات التنقّل للعدد المتزايد من السكّان، بينما يساعد بدفع سُبُل التنقّل الذكي في المنطقة إلى الأمام.
الملاءمة متوقَّعة، وليست مجرَّد عنصر فخامة
مع ريادة مجلس التعاون الخليجي للابتكار في قطاع التنقّل، تبقى تجربة المستخدِم في صلب هذه الجهود. فالسائقون العصريون لم يعودوا يعتبرون الوصول إلى العالم الرقمي ميّزة إضافية، بل هو أمر متوقَّع فعلياً. فالتكامل الرقمي السلس يمثّل نوعاً من عناصر التخصيص التي يطلبها سائقو اليوم. كما إن دمج الخدمات ضمن تطبيق الأجهزة المتحرّكة يتطابق مع ما يحتاجه هؤلاء السائقون، أكان ذلك فيما يتعلّق بالتحكّم بالمناخ، أو أدوات شحن المركبات الكهربائية أو التشخيص المتقدّم، وذلك من خلال لمسة زر بسيطة. وتضمن «اونستار» الاتصال السهل عبر التطبيقات الخاصّة بعلامات «جنرال موتورز» التجارية، الأمر الذي يتيح إمانيات الوصول عن بُعد والتخصيص باللغتين العربية والإنجليزية.
الدرب إلى مستقبل القيادة الذاتية
رغم أن نشر الأساطيل ذاتية القيادة بالكامل هو أمر قد لا يزال بعيداً لسنوات قليلة، إلا إنه بدأ العمل فعلياً على وضع الأسس لهذا الشيء. فبعض الدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تستثمر في الأنظمة الإيكولوجية التنظيمية والتقنية الضرورية لدعم تطوّر المركبات ذاتية القيادة، مع تشكيل خرائط «الليدار» والتحاليل المرتكزة على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية الأسس اللازمة لأنظمة القيادة بدون سائق.
ومن ناحية أخرى، تبرز بشكل واضح الرغبة بالحصول على هذه الابتكارات. فسيارات الأجرة ذاتية القيادة، وروبوتات التوصيل ضمن الميل الأخير، والقيادة بدون استخدام الأيدي على الطرقات السريعة ليست مفاهيم بعيدة المنال، بل هي ضمن المتناوَل بالفعل، مع الحاجة المهمّة للاستثمار المستدام والتعاون بين القطاعين العام والخاص ضمن هذا المجال. ونحن في «اونستار» متحمّسون لأن نكون جزءاً من النظام الإيكولوجي العام الذي يشهد تطوّراً لافتاً في المنطقة، والذي يُمكِّن توافر تقنيات متقدّمة مثل Super Cruise التي تمثّل تقنية مساعَدة السائق بدون استخدام الأيدي على الطرقات السريعة من «جنرال موتورز»، مع توقّع ظهورها في أسواق مختارة ضمن مجلس التعاون الخليجي بدءاً من طرازات العام 2026. وفي ظل عملنا الوثيق مع الحكومات للدفع قُدُماً باتجاه تحقيق الأهداف المتعلّقة بالتنقّل، فإننا نعمل معاً على بناء بُنية تحتيّة تَعِدُ بإعادة تعريف ما يعنيه قطاع النقل في الشرق الأوسط.
لِمَ هذا الأمر مهم؟
إن تطوير قطاع التنقّل في مجلس التعاون الخليجي ليس مجرَّد طموح تقني، بل هو أمر ملحّ اجتماعياً. فأنظمة النقل الأكثر ذكاءً وسلامة واستدامة لها تأثير تحويلي على العديد من النواحي المختلفة، شاملة الإنتاجية وجودة الحياة والتنمية الحضرية. فهي تقلّل البصمة البيئية، وتفتح آفاقاً لفرص اقتصادية جديدة، وتخطّ دروباً للابتكار تزدهر بقوّة ضمن القطاعات كافة.
ومع مضي منطقة الخليج بتبنّي هذه المتغيّرات، فإن التعاون بين الحكومات وموفري التقنيات مثلنا، وكذلك صانعي السيارات، سيكون أمراً ضرورياً لتوفير الحلول التي لا تحقّق أهداف التنقّل فحسب، بل تتخطّاها أيضاً. وفقط من خلال العمل معاً نستطيع أن نضمن الوصول إلى مستقبل تكون فيه النواحي المختلفة التي تشمل الأنظمة المتصلة والمركبات ذاتية القيادة والتحوّل الرقمي مندمجة بسلاسة ضمن الحياة اليومية لملايين الناس.
وهذه الرؤية المترابطة لا تتمحور فقط حول مركبات الغد، بل تقوم على ابتكار مدن أكثر ذكاءً واستدامة اليوم. وعبر منح الأولوية للاتصال ورعاية الابتكار والتركيز على احتياجات المستخدِمين، يستطيع مجلس التعاون الخليجي قيادة الدرب لتحديد معالم الثورة بمجال التنقّل، وإلهام باقي مناطق العالم كي تمضي على الدرب ذاته.
حول «اونستار»:
تم إطلاق «اونستار» في العام 1996، وهي شركة تابعة مملوكة بالكامل لشركة «جنرال موتورز» القابضة ذات المسؤولية المحدودة. وتقدّم «اونستار» خدمات الطوارئ والأمن والملاحة في سيارات «شفروليه» و«بويك» و«جي إم سي» و«كاديلاك». توفر الشركة مجموعة من الخدمات، مثل الاستجابة التلقائية لحوادث الاصطدام، وخدمات الطوارئ، والمساعدة في إيجاد المركبة المسروقة. وتتوفر «اونستار» في أسواق مختارة في الشرق الأوسط في العام 2021. لمزيد من المعلومات، تفضّلوا بزيارة www.onstar.com/ae/ar
أخبار ذات صلة













