بعد غياب عن السينما استمر ست سنوات، عاد الفنان المصري محمد سعد بفيلم “الدشاش” محققا إيرادات بلغت 43 مليون جنيه مصري (الدولار= 50.26 جنيها) خلال ثلاثة أسابيع من عرضه.
وتحمل هذه العودة في طياتها تساؤلات عن قدرة سعد على استعادة مكانته كأحد نجوم الصف الأول في السينما المصرية، وتطرح نقاشات حول نجاح العمل من الناحيتين الفنية والجماهيرية.
تميز فيلم “الدشاش” بمحاولة سعد الخروج عن قوالب الأدوار الكوميدية النمطية التي ميزت مسيرته السابقة، خاصة شخصية “اللمبي” التي ارتبطت باسمه لسنوات. ففي هذا العمل، خاض تجربة سينمائية مختلفة بدمج الأكشن مع الكوميديا الخفيفة بعيدا عن المبالغة.
في الفيلم، يؤدي سعد دور مالك ملهى ليلي يجد نفسه في صراعات عدائية ومعارك مستمرة. ورغم أن العمل يحمل بصمة كوميدية، فإنها كانت مدروسة بعناية لتتماشى مع طابع الفيلم الجديد.
يرى النقاد أن هذه النقلة النوعية بدأت منذ مشاركته في فيلم “الكنز” (2017) مع المخرج شريف عرفة، حيث قدّم دورا جادا بعيدا عن الكوميديا، مما شكّل حجر الأساس لهذه العودة.
وحقق “الدشاش” هذا النجاح في موسم سينمائي خلا من أفلام كبار النجوم مثل أحمد عز وكريم عبد العزيز، مما أتاح للعمل فرصة للسيطرة على شباك التذاكر.
الناقد السينمائي محمد نبيل يرى أن اختيار هذا التوقيت كان ذكيا، خاصة في ظل غياب المنافسة القوية من أفلام تجارية. ويضيف نبيل أن توقيت عودة سعد بعد غياب طويل زاد من فضول الجمهور لمشاهدة العمل، مما انعكس إيجابيا على الإيرادات.
عودة سعد حظيت بدعم كبير من زملائه في الوسط الفني، إذ كتب الفنان محمد عادل إمام عبر حسابه على فيسبوك “نجم كبير وكلنا بنحبك.. فرحان ليك”، في حين عبّر تامر حسني عن دعمه من خلال خاصية القصص المصورة على إنستغرام، مشيدا بتجربة سعد الجديدة قائلا “فرحان برد فعل الجمهور على فيلم الفنان والنجم الكبير محمد سعد”.
أما أحمد حلمي، شريكه في فيلم “55 إسعاف” عام 2001، فقد عبّر عن دعمه بقوله “أخي العالي وزميلي وعشرة العمر، مبروك وأنا أول الحاضرين”.
ورغم نجاح الفيلم تجاريا، فإن التقييمات الفنية جاءت متباينة؛ إذ يرى نقاد أن الفيلم يقدم أداء دراميا واجتهادا من سعد مع المخرج سامح عبد العزيز في تقديم لحظات تمثيلية حقيقية. ومع ذلك، فإن العمل يفتقر إلى بصمة فنية مميزة تجعله يبقى في ذاكرة الجمهور طويلا.
وبالمقارنة مع الأفلام الأخرى في الموسم الحالي، مثل “الهوى سلطان” و”البحث عن منقذ لخروج السيد رامبو”، اعتُبر “الدشاش” عملا متوسط المستوى.
وتعد عودة محمد سعد بـ”الدشاش” خطوة إيجابية نحو استعادة بريق نجوميته، لكنها ليست نهاية المطاف.
يحتاج سعد إلى استثمار هذا النجاح التجاري لتقديم أعمال أكثر جودة وإبداعا تواكب تطورات الذوق الفني لدى الجمهور. ورغم أن الفيلم مثّل تحولا إيجابيا في مسيرته، فإن التحدي الحقيقي يكمن في استمرارية هذا الزخم وصقل اختياراته المستقبلية.