كشف الممثل المصري عمر حسن يوسف عن استعداده لتقديم فيلم تسجيلي لتوثيق الرحلة الفنية لوالديه الفنان حسن يوسف والفنانة المعتزلة شمس البارودي.
وأكد عمر أنه نجح في إقناع والدته في الظهور للمرة الأولى على الشاشة عقب إعلانها الاعتزال منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وذلك خلال لقاء تلفزيوني عبر فضائية “القاهرة والناس” حيث يعمل حاليا على التحضيرات الأولية للفيلم.
توثيق مشوار وتوضيح مغالطات
ونفى عمر يوسف -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- ما تم تداوله في عدد من المواقع الإلكترونية حول عودة والدته للتمثيل، مؤكدا أنه يعد فيلما وثائقيا يتناول المشوار الفني لحسن يوسف وشمس البارودي، وأنه استطاع مؤخرا إقناع والدته بالظهور في الفيلم بعد أن كان مقررا ظهور والده فقط.
وأوضح عمر أن والدته تتفاعل عبر منصات التواصل وترد على المتابعين بنفسها، ولذلك أقنعها أن يكون الرد على كل المغالطات وما يقال عنها من شائعات من خلال فيلم وثائقي يؤرخ مسيرتها ومسيرة والده، بداية من الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وحول ما إذا كان الفيلم سيتطرق إلى أعمالهما الفنية أيضا، قال إنه سيتناول هذه المرحلة، التي وصفها بالمرحلة المهمة في حياتهما ولا يمكن إغفالها، حتى وإن كان هناك أعمال أعلنت والدته ندمها على تقديمها فسيتم التطرق إليها من هذا السياق، ولن يتم الاحتفاء بهذه الأعمال.
وأكد عمر يوسف أن “الوثائقي” سيلقي الضوء على تاريخ والده الفني الثري، مثل فيلم “ثورة اليمن” الذي تم تصويره بأوامر من المشير الراحل عبد الحكيم عامر، في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهو الفيلم الذي تم منعه، ثم سمح بعرضه بداية الألفية الجديدة.
وأشار الممثل الشاب إلى أنه حريص على الرد على بعض الشائعات التي تناولت المراحل الخاصة باعتزال والدته وارتدائها الحجاب، لترد بنفسها على كل ما يقال ويتم توضيح الأسباب الخاصة بهذه المرحلة في حياة كل من حسن يوسف والبارودي.
كما سيتناول الفيلم أيضا لقاء البارودي بحسن يوسف، وكيف بدأت قصة الحب والزواج وتكوين أسرة، حيث ستتم الاستعانة بصور وفيديوهات خاصة بالأسرة خلال الفيلم، وسيجري لاحقا تحديد إن كان سيتم الاستعانة بممثلين لتقديم دورهما في مرحلة الشباب أم لا، حسب رؤية المخرج إن كان الفيلم سيتضمن مشاهد روائية أم سيكتفي بالحوار فقط، والذي سيظهر من خلاله أيضا عدد من الأقارب والأصدقاء المقربين.
اختيار المنصة وفريق الإعداد
وحول إن كان سيكون حياديا في إعداده للفيلم، علق عمر يوسف قائلا للجزيرة نت “سيكون هناك إعداد متخصص للفيلم، فهو فكرتي، ولن أقوم بكتابته، ولكن المحاور ستكون من خلال فريق متخصص وسيتم اختيار محاور كبير يقوم بطرح الأسئلة ليليق بمكانتهما، وهو أمر متداول في الأعمال الوثائقية التي يتم تنفيذها على مستوى عالمي”.
وأكد عمر يوسف أن هناك تفاوضا مع بعض المنصات للاستقرار على الجهة التي ستنتج الفيلم، ومن ثم عرضه، وأنه يتم الآن الاستعداد لاختيار فريق العمل سواء المخرج والإعداد.
وحول إن كانت هذه الخطوة ستشجع والدته على العودة مجددا للعمل للتمثيل مرة أخرى من خلال أعمال تتناسب مع مرحلتها الحالية، نفى عمر ذلك تماما، وقال إن فكرة عودة البارودي إلى التمثيل غير ورادة على الإطلاق.
وأضاف بأنه من الوارد أن تتراجع عن قرار ظهورها في الوثائقي قبل تنفيذه، ويتم الاستعانة بوالده الفنان حسن يوسف فقط.
وفي سياق آخر، أوضح عمر أن والده لا يتدخل في اختياراته الفنية، وإن كان يستشيره ولكنه لا يفرض عليه وجهة نظره.
يذكر أن حسن يوسف بدأ مشواره الفني أواخر خمسينيات القرن الماضي، بينما بدأت البارودي مشوارها أوائل الستينيات، وقدما سويا عددا من الأعمال الفنية وحققا نجاحا كبيرا، قبل أن يعلنا الاعتزال وتعلن البارودي ارتداء الحجاب منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
وكانت البارودي قد أعلنت ندمها على بعض الأفلام التي قدمتها خلال مسيرتها الفنية، بينما عاد الفنان حسن يوسف مجددا، لكن من خلال بعض المسلسلات الاجتماعية وعدد من الأعمال الدينية وأشهرها مسلسل “إمام الدعاة” والذي قدم خلاله شخصية الشيخ محمد متولي الشعراوي.