اتهامات روسية وهجوم بـ 91 طائرة مسيرة
في تصعيد جديد لافت للصراع، اتهمت روسيا أوكرانيا بتنفيذ محاولة هجوم واسعة النطاق استهدفت مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين في منطقة نوفغورود شمال روسيا. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الهجوم تم ليلاً باستخدام 91 طائرة مسيرة بعيدة المدى، مؤكداً أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية نجحت في تدميرها جميعاً قبل وصولها إلى أهدافها.
وأضاف لافروف أن موسكو لن تسمح بمرور هذه “الأعمال الطائشة” دون رد، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الروسية قد حددت بالفعل أهدافاً لشن ضربات انتقامية. كما شدد على أن هذا الهجوم سيجبر روسيا على إعادة النظر في موقفها التفاوضي تجاه الأزمة.
نفي أوكراني وتحذير من ذريعة للتصعيد
في المقابل، سارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى نفي هذه الاتهامات بشكل قاطع. وأكد زيلينسكي أن بلاده لا تهاجم الأراضي الروسية بهذه الطريقة، معتبراً أن هذه الادعاءات ما هي إلا تمهيد وذريعة تعدها موسكو لتبرير هجمات مستقبلية واسعة النطاق قد تستهدف المباني الحكومية ومراكز صنع القرار في العاصمة كييف.
خلفية الصراع وحرب المسيّرات
تأتي هذه الاتهامات في سياق الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022، والتي شهدت تحولاً كبيراً في تكتيكات القتال، حيث أصبحت الطائرات المسيرة عنصراً محورياً لكلا الطرفين. وخلال الأشهر الأخيرة، كثفت أوكرانيا من هجماتها بالطائرات المسيرة على أهداف عسكرية ولوجستية وصناعية في العمق الروسي، بهدف تعطيل الإمدادات العسكرية الروسية ونقل الحرب إلى داخل روسيا لزعزعة الاستقرار الداخلي. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتهم فيها موسكو كييف باستهداف مواقع حساسة، حيث سبق أن أعلنت عن إحباط هجوم بمسيرتين على الكرملين في مايو 2023.
الأهمية والتأثيرات المحتملة
يحمل هذا الحادث، سواء كان حقيقياً أم مجرد ادعاء، تداعيات خطيرة على مسار الصراع. فعلى الصعيد العسكري، يمنح هذا الاتهام روسيا مبرراً قوياً لتكثيف حملتها الجوية ضد البنية التحتية الأوكرانية والمراكز الحكومية، وهو ما حذر منه زيلينسكي. ويتزامن هذا مع توجيه الرئيس بوتين للجيش بمواصلة الحملة للسيطرة الكاملة على منطقة زابوريجيا، مما يشير إلى أن الأهداف الاستراتيجية الروسية على الأرض لم تتغير. أما على الصعيد الدبلوماسي، فإن تصريحات لافروف حول مراجعة الموقف التفاوضي قد تعني تجميد أي جهود دبلوماسية مستقبلية، مما يطيل أمد الحرب ويزيد من تعقيد أي حلول سياسية محتملة. دولياً، يثير هذا التصعيد قلق العواصم الغربية الداعمة لكييف، وقد يؤثر على قراراتها المتعلقة بتزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى خشية استخدامها في استهداف العمق الروسي بشكل مباشر.
The post روسيا تتهم أوكرانيا بمهاجمة مقر بوتين وتتوعد بالانتقام appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.













