بقلم: يورونيوز
نشرت في
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن استعداده لإجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر، مشترطًا أن تقدم الولايات المتحدة والحلفاء الآخرون “ضمانات” لأمان عملية الاقتراع.
وقال زيلينسكي في حديث للصحفيين: “أنا مستعد للانتخابات، بل وأطلب أن تساعدني الولايات المتحدة، ربما مع الزملاء الأوروبيين، في ضمان أمن الانتخابات”.
وجاء ذلك بعد أن حذّر دونالد ترامب بأن على الحكومة الأوكرانية التوقف عن استخدام الحرب كذريعة لتجنّب إجراء الانتخابات، رغم أن القوانين الأوكرانية تحظرها في زمن الحرب.
وقال الرئيس الأميركي، في مقابلة مع موقع “بوليتيكو”: “كما تعلمون، يتحدثون عن الديمقراطية، لكن يصل الأمر إلى مرحلة لا تعود فيها ديمقراطية”. كما أشار إلى أن على كييف تقديم تنازلات لأنها “تخسر” الحرب مع موسكو، واتهم زيلينسكي بتعطيل التقدم نحو اتفاق سلام.
ما هي حظوظ زيلينسكي؟
بحسب صحيفة “كييف بوست”، لا تتجاوز نسبة الأوكرانيين الذين سيصوّتون لزيلينسكي في الانتخابات الرئاسية المقبلة 20.3%، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة Info Sapiens ونُشر في 9 كانون الأول/ديسمبر. ومع ذلك، لا يزال الرئيس المرشّح الأكثر شعبية بحسب الاستطلاع.
في غضون ذلك، علّقت وزيرة الجيوش الفرنسية أليس روفو على تصريحات زيلينسكي بشأن الانتخابات قائلة “هذا سلوك شجاع وديموقراطي ويشير إلى مقاومة الحرب”.
مهلة جديدة حتى عيد الميلاد
تستمرّ الضغوطات الأمريكية على زيلينسكي والأوروبيين، ففي حديث لصحيفة “بيلد” الألمانية، قال ترامب: “عليه (أي زيلينسكي) أن يرتّب أوضاعه ويبدأ بقبول بعض الأمور”. وقد أبلغ الرئيسَ الأوكراني بأن أمامه مهلة حتى عيد الميلاد للموافقة على خطته لإنهاء الحرب مع روسيا.
ووفقًا لصحيفة “ذا تليغراف”، فقد نقل هذه الرسالة إلى زيلينسكي مبعوثُ ترامب الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر خلال مكالمة هاتفية استمرت ساعتين.
وكان ترامب قد وصف أوروبا بأنها مجموعة “متداعية” من الدول يقودها “أشخاص ضعفاء” فشلوا في إنهاء الحرب في أوكرانيا والسيطرة على الهجرة. وأضاف في المقابلة مع “بوليتيكو”: “أعتقد أنهم ضعفاء. لكني أعتقد أيضًا أنهم يريدون أن يكونوا شديدي الصواب السياسي”.
وتابع: “أعتقد أنهم لا يعرفون ما الذي يجب فعله. أوروبا لا تعرف ما الذي يجب فعله”. وقال في مقابلة أخرى في البيت الأبيض: “إنهم يتحدثون، لكنهم لا يحققون شيئًا، والحرب تستمر بلا نهاية”. ولم يُقدّم ترامب أي تطمينات للأوروبيين بشأن دعم أوكرانيا، مؤكدًا أن روسيا في وضع أقوى من جارتها.
جولة أوروبية مثمرة؟
قدّم زيلينسكي الذي قام بجولة أوروبية مكثفة، ردًا على الخطة الأمريكية المقترحة، وذلك بعد محادثات مع قادة أوروبيين في لندن وبروكسل يوم الإثنين، وبعد توجهه إلى إيطاليا يوم الثلاثاء، حيث التقى البابا ليو الرابع عشر ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.
وأعلن زيلينسكي عبر منصة “إكس” أن نسخة مُنقّحة من خطة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا ستُسلّم إلى الجانب الأمريكي، مشيرًا إلى أن “المكونات الأوكرانية والأوروبية من الخطة أصبحت الآن أكثر تقدمًا، ونحن مستعدون لعرضها على شركائنا الأمريكيين.”
وفي الوقت نفسه، أكد زيلينسكي رفضه القاطع للتنازل عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية لصالح روسيا، رغم الضغوط الأمريكية. وقال: “روسيا تصر على أن نتنازل عن أراضٍ، ونحن بوضوح لا نريد التنازل عن أي شيء. هذا ما نقاتل من أجله.”
وأضاف: “هل نفكر في التنازل عن أي أراضٍ؟ وفقًا للقانون، ليس لدينا هذا الحق.” موضحًا: “وفقًا لقانون أوكرانيا ودستورها والقانون الدولي، وبدون أي لبس، ليس لدينا حق أخلاقي في ذلك أيضًا.”
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد زعم، في تصريحات له يوم الثلاثاء، أن منطقة دونباس التي تطالب بلاده بالسيطرة الكاملة عليها في الشرق الأوكراني تعدّ “روسية تاريخيا”.وقال “هذه المنطقة مهمة، إنها أرضنا تاريخيا، بلا شك”.
من جهته، رأى البابا ليو أن السعي لتحقيق السلام في أوكرانيا دون مشاركة أوروبا هو أمر “غير واقعي”، محذرًا من أن خطة ترامب قد تؤدي إلى “تغيير هائل” في التحالف الأوروبي-الأميركي.













