يعكس حضور 24 شركة ناشئة في مؤتمر الابتكار في استدامة المياه، الذي تنظّمه الهيئة السعودية للمياه بجدة خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025، ثمرة الدعم الذي تقدمه الهيئة لمنظومة الابتكار الوطني، وتحويلها للأفكار والمشاريع البحثية إلى كيانات اقتصادية ناشئة تقدم حلولًا نوعية تعالج احتياجات قطاع المياه في المملكة.
وتُعدُّ مشاركة هذه الشركات خطوة عملية تُجسّد رؤية الهيئة في تمكين المبتكرين وروّاد الأعمال، عبر برامج احتضان وتطوير تقني تتيح انتقال الفكرة من مراحلها الأولى إلى منتجات جاهزة للتطبيق في مجالات الإنتاج وتحلية المياه، ونقل وتوزيع المياه، وإعادة الاستخدام، وتقنيات الري الحديثة، في مشهد يعكس حيوية القطاع واستعداده لاستقبال حلول مبتكرة تُواكب التحولات العالمية.
وتبرز الشركات الـ24 بوصفها نتاجًا مباشرًا لبرامج التطوير والاحتضان التي عملت عليها الهيئة خلال العامين الماضيين، إذ دعمت هذه البرامج مسارات متنوعة تشمل الدعم التقني، وتطوير النماذج الأولية، وبناء نموذج العمل، وتهيئة الشركات للدخول إلى سوق الاستثمارات من خلال منصات مثل “يوم الصفقة” والمنافسات المتخصصة.
ويُظهر وجود هذه الشركات اليوم داخل المؤتمر، تنوّعًا لافتًا في طبيعة الحلول، بدءًا من تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل استهلاك الطاقة في محطات التحلية، مرورًا بتطوير تقنيات لخفض الفاقد في شبكات النقل والتوزيع، ووصولًا إلى حلول متقدمة لإعادة استخدام المياه ومعالجتها، وتقنيات ري ذكية تُسهم في ترشيد الاستهلاك ورفع كفاءة القطاع الزراعي.
كما يعكس هذا الحضور قدرة الهيئة على بناء بيئة متكاملة تدعم الابتكار منذ لحظته الأولى، وتوفر للمبتكرين الأدوات والمساحات التي يحتاجونها لتطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع حقيقية، بما يعزّز تنافسية قطاع المياه، ويرفع مساهمته في تحقيق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للمياه.
وتؤكد الهيئة، أن دعم الشركات الناشئة ليس نشاطًا مرحليًا، بل مسار مستمر؛ يهدف لبناء صناعة تقنية متقدمة في مجال المياه، وتمكين الجيل القادم من المبتكرين ليكونوا جزءًا من الحلول المستقبلية في المملكة، وترسيخ حضورها بصفتها وجهة عالمية لتقنيات المياه الحديثة.













