شكل «إعلان الصخير» الصادر عن القمة الخليجية الثالثة والثلاثين التي استضافتها مملكة البحرين، محطة مفصلية في تاريخ مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث رسخ مبدأً استراتيجياً ثابتاً مفاده أن أمن دول المجلس كلٌ لا يتجزأ. وقد جاء الإعلان ليؤكد بصيغة حازمة أن أي مساس بسيادة أي دولة عضو أو التدخل في شؤونها الداخلية يعتبر تهديداً مباشراً للأمن الجماعي لجميع دول المجلس، وهو ما يعكس عمق الروابط والمصير المشترك الذي يجمع هذه الدول في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
سياق القمة والخلفية التاريخية
عُقدت القمة في قصر الصخير بمملكة البحرين في ديسمبر 2012، في توقيت بالغ الحساسية شهدت فيه المنطقة العربية تحولات جيوسياسية كبرى وتوترات أمنية متصاعدة عقب أحداث عام 2011. وقد جاءت هذه القمة استجابةً للحاجة الملحة لتعزيز التلاحم الخليجي، حيث تصدرت أجندتها دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- للانتقال من مرحلة «التعاون» إلى مرحلة «الاتحاد»، لتشكل كياناً قوياً ومتماسكاً قادراً على حماية مكتسبات شعوب المنطقة.
أهمية الإعلان وتأثيره على الأمن الإقليمي
يكتسب إعلان الصخير أهميته الاستراتيجية من خلال تركيزه على تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، وتعزيز دور قوات «درع الجزيرة» كذراع عسكري لحماية المنظومة الخليجية. ولم يقتصر الإعلان على الجانب الأمني والعسكري فحسب، بل شدد على ضرورة تسريع خطوات التكامل الاقتصادي، بما في ذلك السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، باعتبار أن الأمن الاقتصادي هو ركيزة أساسية للاستقرار السياسي والاجتماعي.
رسائل سياسية حازمة
وجه الإعلان رسائل واضحة للمجتمع الدولي والإقليمي برفض دول المجلس القاطع لكافة أشكال التدخل الخارجي في شؤونها، مؤكداً حق الدول الأعضاء في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية استقرارها. كما أبرز الإعلان التزام دول المجلس بدعم القضايا العربية العادلة، والعمل على تعزيز السلم والأمن الدوليين من خلال شراكات استراتيجية متوازنة.
ختاماً، يظل إعلان الصخير وثيقة مرجعية تؤكد أن الوحدة الخليجية ليست خياراً ترفياً، بل ضرورة استراتيجية ملحة لضمان مستقبل آمن ومزدهر لشعوب المنطقة، في ظل عالم يموج بالمتغيرات والتكتلات الكبرى.
The post إعلان الصخير: وحدة الأمن الخليجي ورفض المساس بالسيادة appeared first on أخبار السعودية | SAUDI NEWS.









