بقلم: يورونيوز
نشرت في
أيدت محكمة الاستئناف في تيزي وزو شرقي الجزائر، الأربعاء، الحكم الابتدائي الصادر في حزيران/ يونيو الماضي، والقاضي بسجن الصحافي الفرنسي كريستوف غليز سبع سنوات بتهمة “الإشادة بالإرهاب”.
وقد أعلن رئيس المحكمة في ختام الجلسة تثبيت الحكم، مشيرًا إلى أن أمام غليز ثمانية أيام للطعن أمام محكمة النقض.
ويتركز الاتهام الأساسي بحقه حول “الإشادة بالإرهاب وحيازة منشورات بهدف الدعاية التي تضر بالمصلحة الوطنية”، على خلفية التواصل مع أشخاص مرتبطين بحركة تقرير المصير في منطقة القبائل (ماك)، المصنّفة إرهابية منذ أيار/ مايو 2021 في الجزائر.
وخلال الجلسة، طلب غليز “العفو” من المحكمة، معتبرًا أنه كان ينبغي عليه التقدم بطلب للحصول على تأشيرة صحافية بدلًا من تأشيرة سياحية قبل التوجّه إلى الجزائر لتغطية الأحداث.
موقف فرنسي غاضب
عبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء، عن “أسف شديد” لقرار محكمة الاستئناف، ودعا إلى “الإفراج” عن غليز، قائلًا: “ندعو إلى إطلاق سراحه ونأمل في نتيجة إيجابية حتى يتمكن من العودة بسرعة إلى أحبائه”.
وأضاف أن فرنسا تأسف لأن “التعاون الكامل” للصحافي مع السلطات الجزائرية وتوضيحات دفاعه “لم تكن كافية لتغيير الحكم”، مؤكدًا التزام باريس بحرية الصحافة “في جميع أنحاء العالم”.
وقد اتخذ سياسيون فرنسيون الموقف نفسه، إذ وصف رئيس حزب الجمهوريين برونو ريتيلو العقوبة بأنها “ظلم فادح”، مؤكّدًا: “لن نتخلى عنه”.
ومن جهته، رأى النائب الاشتراكي بوريس فالو أنّ الإدانة “خطيرة ومقلقة”، وطالب بـ”الإفراج الفوري” عن غليز، مشددًا على وجوب أن تعبّر فرنسا عن موقفها بقوة دفاعًا عن حرية الصحافة “مهما كلف الأمر”.
انتقادات حقوقية وغضب عائلي
نددت منظمة مراسلون بلا حدود بالقرار الصادر عن القضاء الجزائري. ودعا تيبو بروتان، الأمين العام للمنظمة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التحرّك العاجل لضمان الإفراج السريع عن الصحافي.
أما أقارب الصحافي الذين حضروا جلسة الاستئناف، فقد عبّروا عن صدمة شديدة، إذ قال شقيقه إنه كان “مذهولًا”، بينما أكد والداه المقيمان في الجزائر أنهما “مُدمران”.
وكانت عائلته تراهن على أن يُسهم تحسّن العلاقات بين باريس والجزائر في صدور حكم أخف، خصوصًا بعد العفو الذي منحه الرئيس عبد المجيد تبون للكاتب بوعلام صنصال في 12 تشرين الثاني الماضي، بعدما كان الأخير قد حُكم عليه في آذار بالسجن خمس سنوات بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”.
خلفيات التوقيف
كريستوف غليز، البالغ 36 عامًا، ويعمل لصالح مجلتي “سو فوت” و”سوسايتي”، محتجز منذ تسعة عشر شهرًا. وقد وصل إلى الجزائر لإعداد مقال عن نادي شبيبة القبائل في تيزي وزو، على بُعد 100 كيلومتر شرق العاصمة.
وقد أوقف الصحافي في 8 أيار 2024 بينما كان يجري تحقيقًا حول الموضوع. وخلال عمله على تحقيق حول وفاة اللاعب الكاميروني ألبرت إيبوسيه، التقى مسؤولًا في نادي شبيبة القبائل وأحد كوادر حركة “ماك”، ما جعله ملاحَقًا قضائيًا منذ ذلك الحين باعتبار الحركة منظمة مصنّفة “إرهابية” منذ 2021.
وسابقًا، اعتبر أحد ممثلي الادعاء أن “المتهم لم يأتِ إلى الجزائر لإنجاز عمل صحافي، بل لارتكاب فعل عدائي”، مطالبًا أيضًا بغرامة قدرها 500 ألف دينار جزائري، أي نحو 3,300 يورو.













