بقلم: يورونيوز
نشرت في
فتحت مراكز الاقتراع في العراق أبوابها، اليوم الثلاثاء، أمام نحو 21 مليون ناخب لاختيار أعضاء مجلس النواب البالغ عدد مقاعده 329، في عملية ستُفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية — وهو منصب رمزي مخصّص للأكراد — وتشكي الحكومة.
وتُعدّ هذه سادس دورة انتخابية تشهدها البلاد منذ الغزو الأميركي الذي أطاح بنظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003.
ومن المقرر أن تُغلق الصناديق عند الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت غرينتش) دون تمديد، على أن تُعلن النتائج خلال 24 ساعة من انتهاء التصويت، وتُعتمد رسميًا بعد النظر في الطعون المقدّمة.
ويتنافس في هذه الانتخابات أكثر من 7740 مرشحًا، يشكّل النساء نحو ثلثهم، فيما ينتمي معظمهم إلى تحالفات وأحزاب سياسية كبيرة، ويشارك 75 مستقلًا فقط هذا العام.
وتشمل الانتخابات أيضًا إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي، حيث يستمرّ التنافس التقليدي بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
ويتوقّع أن تكون نسبة الإقبال ضعيفة هذه المرة، لتنخفض إلى ما دون المستوى القياسي البالغ 41% الذي سُجّل عام 2021، نتيجة الإحباط العام من تفشّي الفساد، وإعلان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي يقود التيار الوطني الشيعي الأوسع شعبيًا، مقاطعته للانتخابات، ما أثار مخاوف داخل المعسكر الشيعي من خسارة عدد من المقاعد.
تغيير غير جذري
ولا يُتوقّع أن تؤدي هذه الانتخابات إلى تغييرات جوهرية في موازين القوى، رغم مشاركة مجموعة من المرشحين الشباب الذين يأملون في خوض المعترك السياسي، إلا أن فرصهم في مواجهة شبكات المحسوبيات القديمة لا تزال محدودة.
وكان رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي قد علّق على هذا الواقع بالقول، في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي: “هذه الانتخابات لن تعتمد على الشعبية، بل على المال الذي يُنفق”.
وكان مقتدى الصدر قد أعلن، في مارس الماضي، عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة، مبررًا قراره بانتشار “الفساد والفاسدين”، وداعيًا أنصاره إلى مقاطعتها أيضًا.
واللافت أنه فاز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان (73 مقعدًا) في الانتخابات السابقة، قبل أن ينسحب لاحقًا بسبب خلافات حول تشكيل الحكومة مع “الإطار التنسيقي”، ما أدّى إلى أزمة سياسية استمرت أشهرًا وانتهت بأعمال عنف في الشوارع.
السوداني يسعى لتجديد ولايته
في المقابل، تخوض الأحزاب السنيّة الانتخابات بشكل منفصل، ويتوقّع أن يحقق رئيس مجلس النواب السابق والسياسي السني النافذ محمد الحلبوسي مكاسب ملحوظة.
كما يسعى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الفوز بولاية ثانية، ويتوقّع أن يحقق ائتلافه “الإعمار والتنمية” نتائج جيدة، وإن لم تضمن له الأغلبية أو تجديد ولايته تلقائيًا، ما يرجّح الدخول في مفاوضات بين القوى الشيعية والسنيّة والكردية لتقاسم الحقائب الوزارية.
وكان السوداني قد تولّى رئاسة الحكومة عام 2022 بعد أكثر من عام من الجمود السياسي، بدعم من تحالف “الإطار التنسيقي” الذي يضمّ أحزابًا شيعية مقرّبة من طهران ويُعدّ اليوم الكتلة الأكبر في البرلمان.
توازن بين طهران وواشنطن
وتأتي الانتخابات في توقيت حساس بالنسبة للعراق، إذ سيكون على الحكومة المقبلة الموازنة بين النفوذين الأميركي والإيراني، وإدارة عشرات الفصائل المسلّحة المرتبطة بإيران، وسط ضغوط متزايدة من واشنطن لتفكيك هذه الميليشيات بعد تغيّر موازين القوى في المنطقة بفعل الحرب على غزة.
وكانت واشنطن قد عيّنت الشهر الماضي مارك سافايا مبعوثًا خاصًا إلى العراق، وقد شدّد على ضرورة أن تكون البلاد “خالية من التدخل الخارجي الخبيث، بما في ذلك التدخل الإيراني ووكلاؤه”.













