بقلم: يورونيوز
نشرت في
أحيت تركيا الذكرى السابعة والثمانين لرحيل مصطفى كمال أتاتورك بمراسم وطنية موحّدة شملت العاصمة أنقرة وإسطنبول وسائر المدن، في تظاهرة رمزية جسّدت الالتفاف حول مؤسس الجمهورية، وفق طقس سنوي راسخ يجمع بين الاحترام الرسمي والمشاركة الشعبية العفوية.
في العاصمة أنقرة، توجّه الرئيس رجب طيب أردوغان، على رأس موكب رسمي، إلى ضريح أتاتورك (أنيتكابير)، حيث انطلقت المراسم عند الساعة 08:45 بالتوقيت المحلي من “طريق الأسد” داخل مجمع الضريح.
وشارك في المراسم، إلى جانب الرئيس، كل من رئيس البرلمان نعمان قورتولموش، وأعضاء الحكومة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، ورئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، ورئيس حزب “إيي” (الخير) مساوات درويش أوغلو، بالإضافة إلى رؤساء الهيئات القضائية العليا وقادة أفرع القوات المسلحة التركية وممثلين عن أحزاب أخرى.
ووضع أردوغان إكليلاً من الزهور الحمراء والبيضاء مرتّباً على هيئة العلم التركي على الضريح، قبل أن يقف الحضور دقيقة صمت في تمام الساعة 09:05 ــ التوقيت الدقيق لوفاة أتاتورك قبل 87 عاماً ــ وعقب ذلك عُزف النشيد الوطني، ووجّهت التحية العسكرية.
وفي دفتر التوقيع الخاص بالضريح، دوّن أردوغان عبارات ترحّم أكد فيها أن الجمهورية “تعمل بكل طاقتها من أجل تعزيز وجودها في كل المجالات، والسعي إلى نموها في ظل الاستقرار والأمان، رغم الأزمات المحيطة”.
وأضاف، أن المسيرة ستستمر “دون توقّف أو راحة” نحو بناء تركيا “تسودها السلام والطمأنينة والعدالة والتنمية والأخوة في كل شبر من أرضها”، وصولاً إلى “أن تصبح قوة عالمية بقيادة كوادر أمينة مؤهلة”.
من قصر دولما بهجة إلى ساحة تقسيم
وفي إسطنبول، حيث توفي أتاتورك في قصر “دولما بهجة” في بشيكتاش، احتشد المواطنون في ساحات القصر لزيارة الغرفة التي شهدت لحظة وفاته.
كما أُقيمت مراسم رسمية في ساحة تقسيم، شارك فيها مسؤولون محليون ومواطنون، في تعبيرٍ عن الامتداد الرمزي لذكراه بين مدينتي أنقرة وإسطنبول العاصمة الجديدة والمركز التاريخي.
وفي تمام الساعة 09:05 ــ لحظة وفاة أتاتورك ــ توقفت حركة السير في شوارع المدن الرئيسية، ووقف المواطنون دقيقة صمت، فيما أوقف السائقون مركباتهم، مشاركين في الطقس الوطني الموحّد.
من هو مصطفى كمال أتاتورك؟
مصطفى كمال أتاتورك (1881–1938)، قائد الحركة الوطنية التركية والجيش خلال حرب الاستقلال، وأول رئيس للجمهورية التركية، التي أعلن قيامها في 29 أكتوبر 1923 بعد توقيع معاهدة لوزان التي أرست حدود الدولة واعترفت بسيادتها.
وانتُخب رئيساً لمجلس النواب في 23 أبريل 1920، اليوم الأول لانعقاد الجمعية الوطنية الكبرى، ثم أصبح رئيساً للحكومة، قبل أن يُنتخب بالإجماع أول رئيس للجمهورية.
وخلال حكمه، الذي استمر 15 عاماً و12 يوماً، ألغى منصب السلطنة (1 نوفمبر 1922) ثم الخلافة (3 مارس 1924)، ونقل العاصمة من إسطنبول إلى أنقرة، وقاد إصلاحات جذرية: اعتماد الحروف اللاتينية، تحديث قانون الأسرة، ومنح المرأة حقوقاً سياسية ومدنية متقدمة لزمنها.
وتوفي في قصر دولما بهجة بعد صراع مع مرض في الكبد، ودُفن مؤقتاً في متحف الإثنوغرافيا بأنقرة (21 نوفمبر 1938)، قبل نقل رفاته إلى ضريح أنيتكابير في الذكرى الخامسة عشرة لوفاته (10 نوفمبر 1953).













