- تركيا ترسّخ ديبلوماسيتها التعليمية عبر 350 اتفاقية مع 125 دولة
- 65 مدرسة تركية و1200 شراكة تعليمية تعزز حضور تركيا الثقافي حول العالم
أسامة دياب
أكدت المستشارة التعليمية في السفارة التركية لدى البلاد د. روضة ألتونتاش أن التعاون التعليمي والأكاديمي بين تركيا والكويت يعد إحدى الركائز الأساسية للتبادل الثقافي بين البلدين، لما له من دور محوري في تعزيز التقارب الإنساني والحضاري وبناء جسور التواصل بين الشعبين. وأضافت ألتونتاش، في تصريح خاص لـ«الأنباء»، أن الطلبة والأكاديميين سيتمكنون من خلال المنح الدراسية وبرامج التبادل الأكاديمي، والمشاريع البحثية المشتركة، من اكتساب خبرات جديدة وتبادل المعلومات، بما يسهم في تنمية القدرات البشرية وتطوير المؤسسات التعليمية في كلا البلدين، مشيرة إلى ان هذا التعاون يسهم في تعميق الفهم المتبادل للقيم والثقافات والتاريخ المشترك بين تركيا والكويت، ويعزز من القوة الديبلوماسية التعليمية للبلدين في محيطهما الإقليمي والدولي.
ولفتت إلى ان التعاون التعليمي والأكاديمي لا يقتصر على التعليم فحسب، بل يمثل استثمارا في المستقبل، ويعد جسرا دائما للتواصل الثقافي والفكري بين الشعبين الصديقين.
وأوضحت المستشارة التعليمية في السفارة التركية أن وزارة التربية الوطنية في الجمهورية التركية تنفذ حاليا 350 اتفاقية تعليمية مع 125 دولة تغطي نطاقا جغرافيا واسعا يمتد من الكويت إلى اليونان ومن قطر إلى ليبيا، ومن جمهورية الكونغو إلى منغوليا، وذلك في إطار جهودها لتعزيز الديبلوماسية التعليمية التركية.
وأضافت ألتونتاش أن ديبلوماسية التعليم التركية تمثل اليوم احدى أهم أدوات السياسة الخارجية التعليمية لتركيا، حيث تسهم في تعزيز الشراكات الثقافية وتوطيد العلاقات المستدامة مع مختلف دول العالم.
وأضافت أن السنوات الأخيرة شهدت توسعا ملحوظا في شبكة التعليم العالمية لتركيا، إذ تم خلال العامين الماضيين توقيع 16 اتفاقية جديدة مع 14 دولة، بينها بروتوكول مع سورية يشمل تدريب المعلمين والتعليم الخاص. كما تم توقيع اتفاقيات استراتيجية مع دول من بينها أوكرانيا ومنغوليا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان في مجالات التعليم العالي والتدريب المهني، مع خطط لافتتاح مدارس تركية جديدة في تركمانستان وأوزبكستان.
وأشارت إلى أن تركيا تدير حاليا 65 مؤسسة تعليمية في 13 دولة، تضم أكثر من 12 ألف طالب بإشراف 679 معلما، مؤكدة أن المدارس الجديدة تعزز الدور الثقافي لتركيا عالميا وتخدم أهدافها في بناء جسور التواصل الحضاري.
وفي سياق متصل، لفتت د. ألتونتاش إلى أهمية برنامج «المدارس الشقيقة» الذي أطلق عام 1994، وأسهم في إنشاء 1.229 شراكة تعليمية في 64 دولة، منها 712 مدرسة خارج تركيا، ما يعكس التزام أنقرة بتعزيز التفاعل الثقافي والتفاهم المتبادل بين الشعوب.
كما أبرزت جهود الوزارة في دمج الطلبة الأجانب عبر صفوف التكيف ومشروع PIKTES+، حيث استفاد خلال العام الدراسي 2024-2025 أكثر من 2.100 طالب في ثماني دول من دورات اللغة والثقافة التركية، مع خطط لتوسيع البرنامج إلى 11 دولة قريبا.
وفي إطار التعاون الدولي، أوضحت أن المديرية العامة للتعلم مدى الحياة تقود مشاريع نوعية في مجالات تعليم الكبار والاندماج الاجتماعي والتوظيف، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي ووكالات الأمم المتحدة، ضمن برامج مثل Erasmus+ وUNICEF وUNDP وUNHCR، مما يعزز من القدرات التركية في مجال ديبلوماسية التعليم.
وأكدت المستشارة التعليمية أن تركيا باتت فاعلا عالميا في التعليم وليس مجرد قوة إقليمية، مشيرة إلى أن وزارة التربية الوطنية تسعى في المرحلة المقبلة إلى تعزيز وتوسيع الديبلوماسية التعليمية عبر اتفاقيات جديدة ونماذج تعليم شاملة، معتبرة أن هذه الجهود تشكل ركيزة أساسية في الرؤية العالمية لتركيا.
وختمت قائلة إن تركيا اليوم قوة صاعدة في مجال التعليم، وبرامجها الثقافية التي يستفيد منها آلاف الطلبة، فضلا عن مشاريعها المتعددة الأطراف مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي تعزز الصداقة والتفاهم بين الشعوب وتبني جسورا جديدة من التعاون عبر التعليم.











