- الملحق الدفاعي البريطاني: وقفنا كتفاً إلى كتف مع أشقائنا الكويتيين لتحرير الكويت عام 1991
أسامة دياب
أكد وكيل وزارة الدفاع الشيخ د.عبدالله المشعل أن «يوم الذكرى» يشكل مناسبة مهيبة لاستحضار تضحيات الأبطال الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن السلام والحرية، مشيرا إلى أن قيم الشجاعة والإخلاص والتفاني توحد جميع العسكريين مهما اختلفت أوطانهم وأصولهم.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال الذي أقامته السفارة البريطانية في الكويت بمناسبة يوم الذكرى، بحضور سفير المملكة المتحدة المعين لدى الكويت قدسي رشيد، والملحق الدفاعي البريطاني العقيد نيل ماريوت، وعدد من أعضاء السلكين الديبلوماسي والعسكري.
وقال الشيخ د.المشعل إن هذه المناسبة تدعو إلى التأمل في معاني التضحية والوفاء، مؤكدا أن التضحيات التي بذلت في سبيل السلام تجاوزت الحدود والأجيال لتذكر العالم دائما بثمن الأمن وبقوة التضامن بين الحلفاء.
وأشار إلى أن للشعب الكويتي ارتباطا وجدانيا خاصا بهذه المناسبة، إذ «لن ننسى أبدا مواقف الشجاعة والنبل التي أظهرها أبناء المملكة المتحدة ودول التحالف الذين وقفوا إلى جانب الكويت في أحلك أيامها إبان الاحتلال وأسهموا في تحريرها عام 1991».
وأضاف أن الشراكة الكويتية – البريطانية قامت على أسس راسخة من الصداقة الصادقة والتضحيات المشتركة والاحترام المتبادل، مؤكدا أنها تمثل اليوم ركيزة أساسية للتعاون الأمني الإقليمي وتجسيدا لصداقة متينة تتجدد مع كل جيل.
واختتم كلمته بالتعبير عن خالص التقدير والاحترام لكل من خدموا أوطانهم بإخلاص ولأسر الشهداء الذين يحملون إرثهم بفخر واعتزاز، داعيا بالرحمة لأرواحهم، وأن «تظل روابط الصداقة والذكرى بين بلدينا العزيزين تزداد قوة ومتانة مع مرور الأجيال».
من جانبه، أكد الملحق الدفاعي البريطاني لدى الكويت العقيد الركن بحري نيل ماريوت أن إحياء يوم الذكرى في الكويت يحمل معاني خاصة للمملكة المتحدة نظرا للعلاقات التاريخية والتضحيات المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى أن هذه المناسبة تجسد قيم الوفاء والسلام والاعتراف بجميل من ضحوا بحياتهم من أجل الحرية.
وأوضح ماريوت في تصريح له على هامش الفعالية، أن يوم الذكرى يقام سنويا في الأحد الثاني من شهر نوفمبر، الأقرب إلى الحادي عشر من الشهر، وهو تاريخ الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى عام 1918، مشيرا إلى أن هذا اليوم يمثل لحظة تأمل واستذكار «لجميع من فقدوا أرواحهم في الحربين العالميتين وفي مختلف النزاعات منذ ذلك الحين»، مؤكدا أن «تضحياتهم هي التي مهدت طريق السلام الذي ننعم به اليوم».
وأضاف أن إقامة هذه المناسبة في الكويت تمثل رمزا مؤثرا للعلاقات العميقة بين البلدين، قائلا: «نشعر بفخر كبير لإحياء هذا الحدث في الكويت، فقد وقفنا كتفا إلى كتف مع أشقائنا الكويتيين ومع حلفائنا لضمان تحرير الكويت عام 1991، وخلال هذه المراسم نقف لحظة صمت وتأمل لنتذكر الذين فقدوا حياتهم خلال تلك المرحلة الصعبة».
وأشار ماريوت إلى أن التعاون الدفاعي بين المملكة المتحدة والكويت راسخ ومتجذر، موضحا أن العلاقات بين الجانبين تمتد لأكثر من 250 عاما من التبادل التجاري، و125 عاما من العلاقات الديبلوماسية والصداقة المتينة، مؤكدا أنها تزداد قوة عاما بعد عام رغم ما يشهده العالم من تحديات وصراعات. وبين أن بلاده ترتبط مع الكويت بعدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم دفاعية لتعزيز التعاون العسكري المشترك، لافتا إلى وجود أكثر من 30 ضابطا بريطانيا يعملون ضمن القوات المسلحة الكويتية لتقديم التدريب والدعم الفني، في حين يشارك أكثر من 100 ضابط كويتي في الدورات العسكرية بالمؤسسات البريطانية، من بينها كلية القيادة والأركان الملكية وكلية الدراسات الدفاعية الملكية.
وكشف ماريوت عن استمرار التعاون الميداني بين الجانبين من خلال التمرين العسكري المشترك «محارب الصحراء»، المقرر عقده في يناير وفبراير 2026، بمشاركة وحدات بريطانية وكويتية، بهدف تطوير الجاهزية وتعزيز التنسيق العملياتي بين القوات المسلحة في البلدين.
واختتم تصريحه بالتأكيد على تطلع السفارة البريطانية إلى المشاركة في فعاليات شهر فبراير المقبل بمناسبة ذكرى تحرير الكويت، ضمن الجهود الرامية إلى تخليد الروابط التاريخية وتعزيز الصداقة بين الشعبين الصديقين.
بدوره، أكد آمر كلية مبارك العبدالله للقيادة والأركان المشتركة اللواء الركن طيار فهد الخرينج أن العلاقات الكويتية – البريطانية تمثل نموذجا للعلاقات المتميزة الممتدة لأكثر من 35 عاما، مشيرا إلى أن المشاركة في هذا الحدث جاءت تلبية لدعوة السفير البريطاني والملحق العسكري.













