- القاسمي: كرّست حياتي للثقافة رافعاً لرايتها وإعلاء كلمتها ورغبة في نشر العلوم والمعارف والآداب بين أبناء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها
- العامري: أخذنا العهد على أن يبقى الكتاب عزيزاً مكرماً وأن تبقى الثقافة جسر محبة بين الشعوب
افتتح صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، فعاليات الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت شعار «بينك وبين الكتاب»، في الفترة من 5 حتى 16 الجاري، في مركز إكسبو الشارقة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ د.سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، والشيخ عبدالله بن محمد القاسمي مدير الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بالشارقة، وعدد من كبار المسؤولين والمثقفين والكتاب ضيوف معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وألقى صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي كلمة خلال حفل افتتاح المعرض رحب فيها بالحضور ووفد جمهورية اليونان ضيف شرف المعرض في دورته الحالية، وقال سموه في بداية كلمته: أحمد الله العظيم، وأسأله سبحانه أن يغفر لنا أجمعين، ويمدنا بالقوة والتأييد لنواصل العمل لإنجاز كل ما هو مفيد ونافع لأمتنا العربية والإسلامية المجيدة.
وأضاف: ونحن نتحدث عن المشاريع الثقافية التي تشهدها إمارة الشارقة، التي نذرت نفسي لخدمتها، وكرست حياتي للثقافة رافعا لرايتها، وإعلاء كلمتها، ورغبة في نشر العلوم والمعارف والآداب بين أبناء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، نذكر البداية، والتي مر عليها قرن من الزمن، منذ 100 عام حيث تأسست أول مكتبة في الشارقة عام 1925، حيث كانت الشارقة في هذه السنة تحتفل بمرور 100 عام على تأسيس أول مكتبة بها.
الموسوعة العربية الشاملة
وأعلن صاحب السمو حاكم الشارقة الانتهاء من المرحلة الأولى من الموسوعة العربية الشاملة، قائلا: أزف إليكم اليوم في الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أزف إليكم هذه البشرى الثقافية العلمية الكبرى، وهي الانتهاء من المرحلة الأولى من الموسوعة العربية الشاملة، هذه الموسوعة التي اخترنا لها اسم «الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والاعلام»، نهدف من ورائها إلى تعريف العلوم والآداب، وجميع الفروع العلمية المتعلقة باللغة العربية والعلوم الشرعية، والعلوم الإنسانية، وفيها عرض لتراجم وسير كل العلماء والفلاسفة، والأدباء والشعراء، واللغويين والمفسرين، والخلفاء والملوك وغيرهم، منذ نشأة تاريخ العرب، مرورا بالحضارة الإسلامية وعلمائها وفلاسفتها وأعلامها الذين أغنوا المكتبة المعرفية الإنسانية، بشتى المصنفات والكتب، في مختلف المعارف والعلوم والآداب.
وحول تفاصيل المرحلة الأولى من الموسوعة، قال سموه: اليوم والحمد لله، انتهينا من المرحلة الأولى من الموسوعة، حيث أنجز الفريق العامل تحت إشراف مجمع اللغة العربية بالشارقة جميع العلوم اللغوية والشرعية، حيث بلغ عدد المجلدات 44 مجلدا، قام فيها العلماء المتخصصون بتعريف العلوم وتعريف المصطلحات الخاصة بكل علم، نحوا وصرفا وبلاغة وعروضا، وفي اللسانيات والمعجميات والصوتيات وغيرها، كذلك ما يتعلق بالعلوم الشرعية: في العقيدة وعلوم القرآن والفقه وأصوله ومقاصد الشريعة والجرح والتعديل في الحديث والاقتصاد الإسلامي وغيرها من الفروع العلمية الدقيقة.
ولفت سموه إلى المراحل القادمة من الموسوعة وأوقات إنجازها، قائلا: ونبشر حضراتكم أننا في العام القادم إن شاء الله تعالى، في مثل هذا اليوم نعلن انتهاء المرحلة الثانية المتعلقة بالعلوم الإنسانية وعدد من أعلام الشعراء واللغويين والمفسرين والمحدثين في نوفمبر عام 2026، وسيتوالى البحث العلمي إلى حين الانتهاء من المرحلة الثالثة في شهر نوفمبر عام 2027، أما المرحلة الرابعة وتكتمل في شهر نوفمبر عام 2028 بعون الله تعالى تكتمل أكبر موسوعة علمية ثقافية تعرف بالعلوم والفنون والمصطلحات وتراجم أعلام كل فن.
واختتم صاحب السمو كلمته بقوله: إننا نعمل كل ذلك ونحرص عليه لنربط حاضر الأمة بماضيها، ولنعرف أبناء الجيل المعاصر بتاريخ أجدادهم وأسلافهم من العلماء والأدباء والشعراء وأهل الثقافة، ولنقدم لأهل العلم والثقافة موسوعة علمية موثقة إليها يعودون ومنها يتعلمون وينهلون.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي (شخصية العام الثقافية) للدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تقديرا لمسيرته الأدبية وإسهاماته في المسرح والرواية والعمل الثقافي العربي.
كما كرم سموه خلال حفل افتتاح المعرض المترجم د.أوندجي برانك الفائز بجائزة «ترجمان» عن ترجمة كتاب «رسالة ابن فضلان» من اللغة العربية إلى اللغة التشيكية، والصادرة عن دار نشر أكاديمية ـ التشيك AcademiaPublishing House. وتعد الجائزة التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب، الأكبر من نوعها على مستوى العالم بقيمة 1.4 مليون درهم إماراتي، وتمنح لأفضل ترجمة لكتاب عربي أصلي إلى لغة أجنبية.
كما تفضل سموه خلال حفل الافتتاح بتوقيع نسخ من أحدث إصداراته، وهو «مجمع التواريخ لشبه الجزيرة العربية وفارس أحداث في حوليات من عام 1622 إلى 1810». والذي يوثق بدقة لتلك المرحلة التاريخية المهمة في المنطقة من خلال حوادث في حوليات، ويأتي الإصدار في 33 مجلدا باللغة العربية ومثلها باللغة الإنجليزية، وتحتوي على 1473 وثيقة، وتم وضعه أيضا في إصبع ذاكرة.
واعتمد سموه في إصداره على وثائق اقتناها من مراكز توثيق عدة شملت الوثائق الإنجليزية والهولندية والفرنسية والعثمانية، بالإضافة إلى الإشارة إلى الوثائق البرتغالية التي وضعها سموه في إصداره البرتغاليون في بحر عمان، وقام سموه بترتيب وتصنيف الوثائق حيث استغرق العمل من سموه قرابة 40 عاما، كما ترجم سموه الوثائق من لغتها الأصلية إلى اللغة العربية وتحتوي جميعها على الأحداث التي جرت في شبه الجزيرة العربية وفارس من مصادر مختلفة، كما يوفر الإصدار لكل مجلد دليل للبحث عن المعلومات المطلوبة في آخر كل مجلد، بالإضافة إلى الهوامش لتلك الوثائق.
وألقى الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري كلمة أعلن فيها أن معرض الشارقة الدولي للكتاب تصدر المركز الأول، ضمن معارض الكتب عالميا، للعام الخامس على التوالي، مؤكدا أن كل الإنجازات الثقافية للشارقة، وما وصل له المعرض من مكانة، لم يكن لها أن تتحقق لولا رؤية صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، الذي لم يسمح أن تغيب دورة للمعرض مهما تغيرت الظروف.
وقال العامري: كتب سموه بيده الكلمة الأولى في حكاية الشارقة مع الكتاب، فسال المداد فكرا وإنسانية، ومع المتابعة الحريصة من سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، واصلت الشارقة بناء هذا المشروع الثقافي العالمي، لتصبح وجهة للمبدعين وبيتا للمؤلفين والناشرين من كل مكان، مشيرا إلى أن المعرض في هذه دورته الجارية يضم أكثر من 2500 ناشر وعارض من 118 دولة، في تجمع عالمي فريد، يشكل أكبر حضور للناشرين الأفارقة خارج افريقيا، أوسع مشاركة آسيوية من الهند وشرق القارة، أضخم حضور أوروبي خارج أوروبا، وحضور استثنائي دائم للناشرين العرب، سفراء لغة الضاد إلى العالم.
وتابع الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: من الشارقة أخذنا العهد على أن يبقى الكتاب عزيزا مكرما، وأن تبقى الثقافة جسر محبة بين الشعوب، مشيرا إلى حجم المشاركة العالمية في مؤتمر الناشرين، بقوله: بالأمس أسدلنا الستار على مؤتمر الناشرين، الذي جمع 1599 ناشرا، من 116 دولة، عقدوا 3321 اجتماعا، خلال 14 ساعة عمل على مدار يومين.
من جانبه، ألقى الكاتب محمد سلماوي (شخصية العام الثقافية) كلمة قال فيها: لقد سبق أن كرمتني الشارقة وكرمت كل المثقفين العرب يوم كرمت الكتاب بإقامة هذا المعرض احتفاء بالفكر والمعرفة قبل أكثر من أربعة عقود من الزمان، وكرمتني وكرمت كل المثقفين العرب يوم شيدت المتاحف وأقامت المعارض وعقدت المؤتمرات والندوات احتفاء بتراثنا العريق وبفنوننا المعاصرة، وكرمتني وكرمت كل المثقفين العرب يوم اختارت أن تحتضن الثقافة فصارت اليوم عن جدارة واحدة من أهم مراكز الإشعاع الثقافي في وطننا العربي.
بدوره، ألقى جايسون فوتيلاس، نائب وزير الثقافة في جمهورية اليونان، كلمة ضيف شرف الدورة الـ 44 من المعرض، عبر فيها عن بالغ التقدير والامتنان إلى صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال: إن الروابط بين اليونان والعالم العربي تمتد عبر قرون طويلة، التقت خلالها حضاراتنا وتبادلت الإلهام من خلال الأفكار والفنون والعلوم، عبر الفلسفة والشعر والخيال، ولم تتوقف هذه اللقاءات يوما، بل مازالت مستمرة حتى اليوم، في احترامنا المشترك للتراث، وفي رؤيتنا الواحدة للمستقبل.
وتجول صاحب السمو حاكم الشارقة، عقب حفل الافتتاح في أروقة المعرض، متعرفا سموه من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب على عدد الأجنحة والمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة، وما يقدمه المعرض في دورته الحالية التي تستمر على مدار 12 يوما.
واستهل سموه جولته في المعرض بزيارة جناح اليونان، ضيف شرف المعرض لهذا العام، مستمعا سموه إلى شرح مفصل عما يقدمه الجناح في مشاركته لهذه الدورة، كما تعرف على أبرز الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها الجناح بمناسبة اختيار اليونان ضيف شرف المعرض.













