يشكل الدين نسيجا حيويا متجذرا في الثقافة الكويتية، إذ أصبح عاملا رئيسيا في تشكيل القيم المجتمعية والثقافية، وقد أبرز د.يعقوب الغنيم – من أبرز المؤرخين الكويتيين – الدين كركيزة أساسية للهوية الوطنية، ووثق تطور الهوية الدينية عبر التاريخ من خلال المؤسسات والشخصيات الثقافية، ومن خلال كتاباته، قدم رؤية عميقة وشاملة للدين كقوة توحيد ومصدر إلهام في مواجهة تحديات العولمة والتحولات الاجتماعية.
إعداد: محمد الحميدي المطيري
الدين كركيزة للهوية الكويتية
أشار د.الغنيم إلى أن الدين في الكويت لم يكن مجرد مكون ثقافي، بل كان محورا رئيسيا منذ صدر الإسلام عندما استقبلت كاظمة جيوش الإسلام المتجهة إلى الجهاد بمعركة ذات السلاسل(1)، ومرور الصحابة رضي الله عنهم عليها، حيث كانت محطة من محطات رحلة ابن عباس رضي الله عنه إلى مكة(2)، ومستقر الصحابي العلاء الحضرمي المتوفى في تياس أحد أماكن كاظمة، كما تناول أهميتها الاقتصادية كمركز لصيد الأسماك ومسار للقوافل، مؤكدا اتصال الكويت الوثيق بالجسد الإسلامي عبر العصور(3).
استعرض د.الغنيم في كتاباته كيف أن الكويت احتفظت بهويتها الدينية رغم التحولات التي فرضتها العولمة، فقد ظلت المساجد مراكز لتعليم القيم الإسلامية ونشر العلوم الشرعية، وأسهم العلماء المحليون في تعزيز التعليم الديني مثل الشيخ عبدالعزيز الرشيد، الذي وثق التاريخ الكويتي من منظور إسلامي، مشددا على الحفاظ على التقاليد والقيم.
1- توثيق التراث الديني
قدم د.الغنيم مجموعة من الكتب والمقالات التي تناولت دور المؤسسات الدينية والشخصيات البارزة في الكويت، وركز على المساجد كمراكز تعليمية واجتماعية، وأشار إلى الأدوار التي لعبها العلماء في نشر التعليم الشرعي وتعزيز القيم الإسلامية. في هذا السياق:
(1)- تناول أدوار المساجد في تعليم الشباب، وخصوصا في فترة ما قبل التعليم النظامي حيث تحدث عن العديد من أئمة المساجد ممن لهم بصمة تعليمية مثل الشيخ ساير العتيبي إمام مسجد الجهراء «الصوت الديني الوحيد في الجهراء وقت وجوده فيها» وعن مدرسته الملتحقة بمسجد الجهراء وأثره في نشر التعاليم الدينية(4).
(2)- وثق أنشطة دائرة الأوقاف التي تم إنشاؤها في 1949م ودورها في صيانة المساجد والأوقاف وتمويل التعليم الديني، مما ساعد على استدامة الهوية الدينية للكويت(5).
(3)- المساهمة في طباعة الكتب العلمية مثل كتاب الخطب المنبرية لخطيب الجهراء الشيخ عبدالرحمن الكمالي، حيث تولى د.الغنيم عند دراسته في القاهرة 1958م الإشراف على طباعته في مصر وصدر الكتاب بالمطبعة السلفية لصاحبها محب الدين الخطيب(6).
(4)- أشار إلى جوانب غير مألوفة من الهوية الدينية، مثل الألعاب الشعبية التي حملت أبعادا دينية تعلمها الأطفال من أسرهم(7).
2- توثيق المناسبات الدينية
عمل الغنيم على توثيق المناسبات الدينية في الكويت، مثل:
(1)- استقبال شهر رمضان بصلاة القيام واجتماع المصلين خلف الشيخ أحمد الخميس الخلف في مسجد البدر في الحي القبلي(8) والدروس التي تقام عصر كل يوم في رمضان من مواعظ تذكر الناس بأمور الخير ومثل على هذه المجالس الوعظية بمجالس الشيخ عبدالله الدحيان الوعظية التي طبعت في 1999م وعليها تعليقات الشيخ محمد الجراح(9).
(2)- احتفاء أهل الكويت بالمناسبات الرمضانية منها ذكرى غزوة بدر كما في الاحتفال الذي أقيم 1954م بهذه المناسبة(10).
(3)- الاحتفال بالمولد النبوي والإسراء والمعراج وليلة النصف من شعبان(11). أشار إلى أن هذه المناسبات لم تكن مجرد طقوس دينية، بل كانت مناسبات اجتماعية وثقافية تجمع الناس، وتعزز الروابط الاجتماعية(12).
3- التأريخ الديني والثقافي
(1)- تأريخ المساجد والكتاتيب
أ- وثق الغنيم تاريخ المساجد في الكويت، مشيرا إلى أنها لم تكن أماكن للعبادة فقط، بل كانت مراكز للتعليم والثقافة. على سبيل المثال:
٭ مسجد السوق، الذي كان مركزا للعلماء لتقديم دروس في الفقه والحديث.
٭ مسجد المطير ضاحية عبدالله السالم، الذي كان إمامه وخطيبه الشيخ محمد سليمان الجراح ورواد هذا المسجد مثل الشيخ عبدالرحمن العبيدان، رحمه الله(13).
ب- توثيق مؤسسات الدولة الثقافية، مشيرا إلى جهودها في بناء كويت حديثة، وعلى سبيل المثال:
٭ دائرة الأوقاف العامة التي تم الإعلان عنها في 1949م، وبين الغنيم قوة نشاط هذه الدائرة وأهمية العمل الذي تقوم به بالنسبة إلى مستقبل الكويت وأبنائها(14).
ج- الكتاتيب والمدارس العلمية حيث أبرز الغنيم أهمية التعليم الديني في بناء الهوية الكويتية. وأشار إلى المدارس الأولى في الكويت مثل المدرسة المباركية والمعهد الديني، التي جمعت بين التعليم الشرعي والتعليم الحديث. أكد أن هذه المدارس ساعدت على إعداد جيل واع بالقيم الإسلامية يعتمد عليهم في إدارة مرافق الدولة فكان منهم القضاة والوزراء والمدرسون(15)، على سبيل المثال:
٭ مدرسة ملا عبدالله أبو بلال، فقد تتبع الغنيم سيرة ومسيرة الملا عبدالله ونشأته ودراسته في مدرسة السعادة ثم دراسته على يد الشيخ يوسف بن عيسى ثم طريقة اختيار الملا عبدالله لمكان مدرسته الخاصة وتوفيره مدرسا هنديا لتدريس مادة اللغة الإنجليزية، وما وفرته المدرسة من نشاطات مدرسية وتقديمها مسرحية «النعمان بن المنذر» واحتفاء أمير البلاد الشيخ أحمد الجابر بالمسرحية وبداية ما اعتبر نواة الحركة الكشفية في مدرسة ملا عبدالله(16).
٭ المعهد الديني في الكويت والغنيم أحد منتسبيه، حيث تناول الغنيم قصة إنشائه وسيرة رجاله وتحدث عن شيوخ المعهد وأساتذته المرسلين من قبل الأزهر، وتناول سيرة أول شيخ للمعهد الديني «الشيخ علي حسن البولاقي» في مقالة مفصلة تناول فيها سيرة البولاقي العلمية والثقافية وأعماله في إدارة معهد الكويت الديني وجهوده في الدعوة خارج المعهد(17).
(2)- الشخصيات الدينية المؤثرة
خصص الغنيم جزءا كبيرا من أعماله لتوثيق حياة العلماء والدعاة. على سبيل المثال:
٭ الشيخ محمود شاكر الذي حرص الغنيم على زيارته والاستفادة منه طيلة مكوثه في القاهرة ودرس عليه العديد من كتب الأدب واللغة ومنها كتاب الأصمعيات، وفرغ التلميذ الغنيم هذه الدروس ثم طبعها لاحقا في كتاب اسماه «قراءة في دفتر قديم من أمالي أبي فهر محمود شاكر على كتاب الأصمعيات» وبسعي من طلبته في الكويت منهم الغنيم زار الأستاذ محمود شاكر الكويت مرات عدة وسعيهم بتحمل الديوان الأميري في الكويت تكلفة علاج الشيخ محمود شاكر(18).
٭ الأستاذ محب الدين الخطيب، حيث وثق الغنيم زياراته المتكررة للقاء الأستاذ الخطيب في مكتبته بالقاهرة والاستفادة من الخطيب(19).
٭ شيوخ الأزهر الشيخ جاد الحق ود.عبدالحليم محمود وحضوره دروس الأخير في كلية دار العلوم(20).
٭ الشيخ أحمد غنام الرشيد، الذي أسهم في نشر التعليم الشرعي عبر الخطب والدروس، حيث وثق د.الغنيم في سلسلة مقالات مجالس رمضانية ألقاها الرشيد على طلبة العلم(21).
٭ خالد الجسار وثق الغنيم سيرة خالد الجسار، الذي كان أول كويتي يتخرج من الأزهر الشريف، مشيرا إلى دوره في نشر العلم الشرعي وتعزيز التعليم الإسلامي وتوليه المناصب القضائية وصولا إلى مستشار محكمة الاستئناف ثم وزيرا للأوقاف 1964م والعدل 1965م، ثم الأوقاف والعدل 1985م. كما أشار إلى جهوده في تأسيس وزارة الأوقاف وحرصه على استخدام هذه المنصة لتعزيز القيم الإسلامية من خلال دعم التعليم الديني والمساجد.
٭ الملا محمد صالح العجيري، الذي دمج بين العلوم الحديثة والتعاليم الدينية في بناء مجتمع متوازن.
٭ رثاء الشيخ عبدالرحمن الفارس بقصيدة عنوانها «في رثاء صديق» مطلعها:
«أرثيك أم أرثي الزمان الجميل
حار لساني أي شيء يقول(22)»
(3)- زيارات العلماء للكويت
تناول الغنيم زيارات العلماء للكويت، مشيرا إلى دورهم في تعزيز التعليم الديني ونشر الوعي الإسلامي.
من أبرز العلماء الذين زاروا الكويت:
٭ علماء الأزهر الشريف: مثل الشيخ علي حسن البولاقي والشيخ محمد عبدالرؤوف، الذين ساهموا في تعليم العلوم الشرعية وإدارة المعهد الديني(23).
٭ الشيخ رضوان البيلي والشيخ حسن المناع: كانت لهما اليد الطولى في خدمة وزارة الأوقاف في الكويت وتعزيز دورها الديني والثقافي وإنشاء دور القرآن ومجلة الوعي الإسلامي وأعضاء لجنة الفتوى في الكويت(24).
(4)- الصلات الدينية
سجل الغنيم العديد من صلات أهل العلم بعضهم ببعض، على سبيل المثال:
٭ وثق الغنيم صلة الشيخ أحمد الخميس الخلف بالأستاذ الشاعر راشد السيف زملاء الطلب لدى علامة الكويت الشيخ عبدالله الدحيان وبعد ركوب السيف البحر متجها إلى الغوص، كتب له صديقه الشيخ الخميس رسالة إخوانية ورد عليها السيف بقصيدة مهد لها بقوله: «كتاب حوى نثرا ونظما من الشيخ أحمد الخميس، وأنا في الغوص أقول فيه ما يأتي…(25)»
٭ تناول د.يعقوب الغنيم في مقالته لقاء جمع بين علامة الكويت الشيخ محمد الجراح والشيخ عبدالفتاح أبوغدة الذي طلب زيارة الجراح عند وصوله إلى الكويت لسماع دروسه في الفقه الحنبلي. وخلال اللقاء، استجاب الجراح لأسئلة الشيخ عبدالفتاح بمزيد من التواضع، مؤكدا أنه «مجرد طالب علم». وبعد انتهاء الجراح من الإجابة، أصر على تبادل الأدوار، حيث دعا الشيخ عبدالفتاح للجلوس على مقعده كمدرس ليسأله الجراح عن مسائل في الفقه الحنفي. رغم تردد الشيخ عبدالفتاح، أصر الجراح على احترام مقامه العلمي، وجلس على الأرض كتلميذ أمام أستاذه. استمرت الأسئلة والأجوبة في أجواء من الاحترام المتبادل(26).
(5)- المرأة كركيزة في ترسيخ الهوية الدينية
أولى د.الغنيم اهتماما خاصا لدور النساء في ترسيخ الهوية الدينية في المجتمع الكويتي، مسلطا الضوء على إسهاماتهن في التعليم ونقل القيم الإسلامية للأجيال الناشئة. وقد أشار في كتاباته إلى دور النساء في تعليم الأطفال داخل الكتاتيب، حيث كن يعلمن القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، ما جعلهن شريكات أساسيات في بناء الوعي الديني، وتحدث عن مطوعتين من أقدم من خصصت وقتها وجهدها للتعليم وإحياء المناسبات الدينية وهما: المطوعة أمينة سالم والمطوعة بدرية العتيقي(27).
كما وثق الغنيم حضور النساء الفعال في المناسبات الدينية والاجتماعية، مثل الاحتفالات بالمولد النبوي وشهر رمضان وليلة النصف من شعبان(28)، مبرزا كيف لعبت تلك المناسبات دورا في تعزيز الروابط الاجتماعية ونقل التقاليد الإسلامية. أشار أيضا إلى دور المرأة في تعزيز القيم الأخلاقية داخل الأسرة، مما جعلها محورا مهما في الحفاظ على الهوية الدينية في مواجهة التحولات الاجتماعية. من خلال كتاباته، يظهر الغنيم تقديرا عميقا لدور النساء باعتبارهن حاملات للتراث الديني والثقافي، ومساهمات في بناء مجتمع متوازن وقائم على القيم الإسلامية.
(6)- الحج في الكويت القديمة
تناول د.يعقوب الغنيم في كتاباته تفاصيل رحلة الحج في الكويت القديمة، مسلطا الضوء على الجهود والمشاق التي كان يبذلها الحجاج للوصول إلى مكة المكرمة. وثق الغنيم الوسائل التقليدية التي اعتمدها الكويتيون في السفر، مثل استخدام القوافل والإبل والسفن الشراعية، موضحا كيف أن هذه الرحلة لم تكن مجرد أداء لشعيرة دينية، بل مناسبة اجتماعية تجمع أفراد المجتمع في تجربة تعاونية روحانية. أشار أيضا إلى دور علماء الدين في تنظيم الرحلة، حيث كانوا يقدمون الإرشادات الدينية والفتاوى اللازمة للحجاج. كما وصف الغنيم الاحتفالات التي كانت تقام قبل ذهاب الحجاج وبعد عودتهم، والتي عكست عمق الروابط الاجتماعية والدينية في المجتمع الكويتي، مشير إلى أن الحج كان تجربة تعزز القيم الإسلامية وترسخ الهوية الدينية للأفراد والجماعة(29).
وفي مقالة تناول الغنيم شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت في الكويت ووضح الغنيم كيف كان شعر حسان جزءا من الثقافة الشعبية الكويتية، حيث ردد في جلسات المدائح النبوية المعروفة باسم «المالد»، وكان يحظى بإعجاب كبير بفضل ارتباطه الوثيق بشخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما يعرض الغنيم حادثة فريدة حول اهتمام الملا عبدالعزيز العنجري بحفظ شعر حسان بن ثابت، والذي يعكس شغف الكويتيين بالشعر الإسلامي في الماضي. يظهر الغنيم كيف لعبت الكتاتيب والمدارس الأهلية دورا في الحفاظ على التراث الشعري والديني، مما ساهم في ترسيخ الهوية الإسلامية والثقافية في الكويت(30).
أساليب الغنيم في توثيق سير العلماء
(أ)- التأريخ الشخصي والاجتماعي
يركز الغنيم على تقديم صورة شاملة عن حياة العلماء، متناولا ليس فقط إنجازاتهم العلمية، بل أيضا تأثيرهم الاجتماعي وأدوارهم في الحياة اليومية، على سبيل المثال، يوثق مشاركتهم في دعم أعمال الخير والمؤسسات التعليمية على سبيل المثال في حديثه عن الشيخ محمد جنيدل تطرق إلى ما قدمه الشيخ جنيدل من دعم لإنشاء المدرسة المباركية، حيث تبرع تبرعا سخيا بمقاييس الأيام الماضية، إذ كان تبرعه بمقدار 50 روبية وهو ما يعادل قيمة بيت أو بيتين آنذاك(31).
(ب)- تحليل الإنجازات
يخصص الغنيم جزءا من كتاباته لتحليل الأثر العلمي والديني لكل عالم، فعلى سبيل المثال، عند الحديث عن الشيخ عبدالعزيز الرشيد، لا يكتفي الغنيم بسرد إنجازاته، بل يحلل كيف أثر كتابه «تاريخ الكويت» في تشكيل الوعي الوطني والإسلامي وعند حديثه عن خالد الجسار يتحدث بتفصيل عما شاهده الغنيم من احتفاء أبناء الكويت بابنهم حامل الشهادة الأزهرية وتجمعهم في مسجد الفارس لمشاهدة هذا الشاب الكويتي الذي تعلم في الأزهر ونال شهادته «وصار يتحدث مثل بقية العلماء شارحا – ارتجالا – كثيرا من شؤون الدين ومبينا تفسير بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة(32)، وعند بحثه سيرة ملا عثمان ينبه الغنيم إلى تولي ملا عثمان التدريس في المباركية وهو ابن سبع عشرة سنة، ويكفي هذا دلالة على مقدرته وعلى مكانته وقوة تحصيله العلمي(33).
(ج)- إبراز الأبعاد التربوية
يشدد الغنيم على دور العلماء في بناء الأجيال وتعليم القيم الإسلامية، على سبيل المثال، يبرز كيف أن الملا محمد صالح العجيري دمج بين التعليم الديني والعلوم الحديثة، مثل الفلك، ليقدم صورة متكاملة للتعليم.
(د)- التوثيق بالأمثلة والأحداث
يستخدم الغنيم أمثلة حية من حياة العلماء لتوضيح إسهاماتهم، مثل إلقاء الخطب، تأسيس المدارس، وكتابة المؤلفات الدينية. على سبيل المثال، يستعرض في ترجمة الأستاذ عيسى الهولي خريج المعهد الديني إسهاماته المجتمعية من تدريسه لعدد من طالبي العلم لدى جمعية المكفوفين الكويتيين(34).
(هـ)- تتبع الإصدارات والأعمال المنشورة
لا يقف الغنيم عند تحليل السيرة الذاتية وذكر مشاهداته فيما يتعلق بالمترجم له، لكن يصل هذا بتتبع الإصدارات واللقاءات الصحافية أو التلفزيونية للعالم المترجم له من ذلك عند حديثه عن وزير الأوقاف والعدل الأسبق خالد الجسار تتبع مشاركاته الصحافية حينما كان طالبا في القاهرة(35).
أهمية هذا التوثيق:
– الحفاظ على الهوية الدينية: يعكس توثيق الغنيم التزاما بحماية التراث الديني للكويت من خلال تسليط الضوء على الشخصيات التي أسهمت في تشكيله.
– إلهام الأجيال الجديدة: يقدم سير العلماء كقدوة للأجيال الشابة، مشددا على أهمية الجمع بين العلم والدين في بناء شخصية الفرد.
– تعزيز الوحدة الوطنية: يظهر في كتابات الغنيم كيف أن العلماء كانوا عامل توحيد للمجتمع، حيث لعبوا دورا في نشر قيم التسامح والتعاون.
– مشاهدات الكاتب: عاصر الكاتب العديد من الأحداث الزمنية المهمة في تاريخ الكويت وخالط شخصيات عرفت بوزنها الثقافي والسياسي والمجتمعي مما أثرى كتاباته، على سبيل المثال ينقل الغنيم عن مشاهدته الملا محمد صالح العجيري والد الفلكي المشهور وعن زيارة علامة الكويت الشيخ محمد الجراح للعجيري ومباحثاتهم العلمية ومناقشة ما يستجد من أخبار حول الكتب(36).
خاتمة
تثبت كتابات د.يعقوب الغنيم أن الدين كان ولا يزال محورا رئيسيا في تشكيل الهوية الوطنية الكويتية، بتوثيقه الدقيق للشخصيات، المؤسسات، والممارسات الدينية، قدم إرثا فكريا يعكس مكانة الدين كقوة دافعة في مواجهة تحديات العولمة والحفاظ على القيم الإسلامية.
الهــوامـش
1 – أوراق كويتية، يعقوب الغنيم، ص57.
2 – حبر الأمة: عبدالله بن العباس في كاظمة، مقالة منشورة جريدة الوطن، 2010/8/17م.
3 – دولة الكويت الأماكن والمعالم، د.يعقوب الغنيم، ص 72.
4 – من أهلها (22)، د.يعقوب يوسف الغنيم، الأحد 2 يونيو 2019.
5 – الهوامش (15) د.يعقوب الغنيم، 2018/5/6م.
6 – بغية الواعظين ومنار المتعظين الكمالي، ص 31.
7 – أوراق كويتية، ص 214.
8 – رمضان في الكويت د.يعقوب يوسف الغنيم الأربعاء 8 يونيو 2016.
9 – الصحابة يَسأَلون… «4» (صحيفة النهار)، د.يعقوب يوسف الغنيم الأربعاء 20 مايو 2020.
10 – رمضان في الكويت د.يعقوب يوسف الغنيم الأربعاء 8 يونيو 2016.
11 – (صحيفة النهار) ليلة النصف من شعبان د.يعقوب يوسف الغنيم الأربعاء 2 مايو 2018.
12 – قراءة قصة المولد النبوي الشريف في الكويت قديما، جريدة الوطن، 2011/2/16م.
13 – من أهلها (48) «صحيفة النهار» د.يعقوب يوسف الغنيم الأحد 5 يناير 2020.
14 – أوراق كويتية، يعقوب الغنيم، ص49.
15 – الشيخ علي حسن البولاقي في الكويت، د.يعقوب الغنيم، 2018/6/6م.
16 – من أهلها «54» (صحيفة النهار)، د.يعقوب يوسف الغنيم، الأحد 1 مارس 2020.
17 – الشيخ علي حسن البولاقي في الكويت، د.يعقوب يوسف الغنيم، الأربعاء 6 يونيو 2018.
18 – قراءة في دفتر قديم من أمالي العلامة محمود شاكر على كتاب الأصمعيات للأصمعي، د.يعقوب الغنيم، الوعي الإسلامي، الكويت، ط3، 2013م، ص30.
19 – (صحيفة النهار) الهوامش (13) د.يعقوب يوسف الغنيم الإثنين 16 أبريل 2018.
20 – نقاش حول تجديد الخطاب الديني، د.يعقوب الغنيم، «الأنباء» 14 سبتمبر 2021م.
21 – هوامش رمضانية، د.يعقوب الغنيم، مقالة منشورة في جريدة النهار 2018/5/20.
22 – شعر الدكتور يعقوب يوسف الغنيم، د.عبدالله القتم، 2010م، ط1، ص83.
23 – (صحيفة النهار) الشيخ علي حسن البولاقي في الكويت د.يعقوب يوسف الغنيم، الأربعاء 6 يونيو 2018.
24 – صحيفة النهار الشيخ رضوان البيلي في الكويت د.يعقوب يوسف الغنيم الأربعاء 29 يونيو 2016 الشيخ حسن مراد مناع في الكويت د.يعقوب يوسف الغنيم الأربعاء 22 يونيو 2016.
25 – (صحيفة النهار) الهوامش (24) د.يعقوب يوسف الغنيم الأحد 12 أغسطس 2018.
26 – جريدة الوطن الأزمنة والأمكنة، د.يعقوب الغنيم، 2014/10/21.
27 – أوراق كويتية، يعقوب الغنيم، ص121.
28 – (صحيفة النهار) ليلة النصف من شعبان د.يعقوب يوسف الغنيم الأربعاء 2 مايو 2018.
29 – أوراق كويتية، 159.
30 – ذكر الشاعر الصحابي حسان بن ثابت في الكويت، د.يعقوب الغنيم، مقالة منشورة في جريدة «الأنباء»، 2024/11/29.
31 – من أهلها (29) د.يعقوب يوسف الغنيم الأحد 28 يوليو 2019.
32 – من أهلها (7)، د.يعقوب الغنيم، مقالة منشورة في جريدة النهار 2019 /2/17م.
33 – (صحيفة النهار) من أهلها «42» – «ب» د.يعقوب يوسف الغنيم الأحد 10 نوفمبر 2019.
34 – (صحيفة النهار) من أهلها «40» د.يعقوب يوسف الغنيم الأحد 13 أكتوبر 2019.
35 – من أهلها (7)، د.يعقوب الغنيم، مقالة منشورة في جريدة النهار 2019/2/17م.
36 – من أهلها «24» د.يعقوب يوسف الغنيم الأحد 23 يونيو 2019.













