قال تقرير “أويل برايس” النفطي الدولي إن أسواق النفط في حالة تأهب حيث يلوح في الأفق اجتماع “أوبك +” المقبل و”التاريخ” الذي قد تتخلف فيه حكومة الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
وأوضح التقرير الذي نشر أمس، أن روسيا قامت بتهدئة مخاوف السوق بشأن توقعات قرار “أوبك +” المقبل، حيث خفف ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي التوتر بشأن توقعات خفض الإنتاج في اجتماع “أوبك +” في 4 حزيران (يونيو) المقبل قائلا إن الاجتماع قد لا يفعل ذلك بل يقر خطوات جديدة.
وأشارت “أويل برايس” إلى إعلان روسيا أيضا عن خفضها البالغ 500 ألف برميل يوميا مبدئيا لشهري آذار (مارس) ونيسان (أبريل) وسيمتد الآن حتى نهاية هذا العام موضحا أن روسيا تفضل أن يترك شركاؤها في مجموعة “أوبك +” إنتاج النفط دون تغيير عندما يجتمعون الأسبوع المقبل.
وحققت أسعار النفط الخام ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي، حيث ربح خام برنت 1.7 في المائة والخام الأمريكي 1.6 في المائة وسط التفاؤل بقرب تسوية أزمة سقف الديون الأمريكية إلى جانب توقع خفض جديد للإنتاج من جانب تحالف “أوبك +”.
من جانبه، ذكر تقرير “ريج زون” النفطي الدولي أن أسعار الخام ارتفعت للأسبوع الثاني على التوالي حيث راقب المستثمرون التقدم المحرز في محادثات سقف الديون لتجنب التخلف عن السداد في الولايات المتحدة.
وأوضح أن المفاوضين الجمهوريين والبيت الأبيض يقتربون من اتفاق لرفع حد الدين ومع ذلك فإن التفاصيل المتفق عليها مؤقتة والاتفاق النهائي ليس في متناول اليد، مشيرا إلى أن ديناميكيات الإمدادات لا تزال في بؤرة الاهتمام حيث تظهر مؤشرات متضاربة بشأن احتمال إجراء مزيد من التخفيضات من المنتجين.
وأبرز التقرير أن النفط الخام لا يزال منخفضا بنسبة 10 في المائة تقريبا هذا العام وسط الانتعاش الاقتصادي الباهت في الصين – أكبر مستورد له – وبسبب حملة التضييق النقدي القوية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يكون هناك مزيد من الزيادات في أسعار الفائدة الأمريكية حيث يقوم التجار بتسعير زيادة أخرى بمقدار ربع نقطة خلال الاجتماعين المقبلين.
وعد أن هناك القليل من المؤشرات على خفض إنتاج النفط الروسي بشكل مؤثر. ونبه إلى أن شحنات النفط الخام الروسي خارج الحدود آخذة في الارتفاع ولا تنخفض حتى في الوقت الذي يفترض أن تقترب من ثلاثة أشهر بعد خفض إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميا وذلك ردا على العقوبات وسقوف الأسعار التي فرضتها مجموعة الدول السبع.
وأفاد بأنه في المقابل نجد أن التدفقات الخارجية للمنتجات المكررة آخذة في الانخفاض لكنها دائما ما تتراجع في الفترة الحالية وفي الواقع قد انخفضت بنسبة أقل قليلا مما كانت عليه عادة بين الربعين الأول والثاني من كل عام.
ووصف التقرير أداء الدولار الأمريكي في الأسبوع الماضي بأنه كان في حالة اضطراب وكان من الغريب إلى حد ما أن النفط الخام قد تمكن من الارتفاع في مواجهة ذلك، مشيرا إلى تفكير أسواق العملات في الآثار المترتبة على صفقة سقف الديون الأمريكية التي يتم إبرامها وعوائد سندات الخزانة المتزايدة باستمرار.
ولفت إلى أنه بالنظر إلى المستقبل قد يكافح النفط الخام حتى يجد آفاق النمو العالمي أساسا أكثر ثباتا مع تحول بعض البيانات الاقتصادية الجيدة الصادرة من الولايات المتحدة إلى الاتجاه الصحيح لكن الصين لا تزال تكافح من أجل اكتساب قوة دفع للنمو منذ إزالة قيود الوباء. ورصد التقرير أن حركة السعر في النفط الخام شهدت تقلبا لا يزال منخفضا نسبيا مشيرا إلى أنه من المحتمل أن تكون السوق مرتاحة مع مستوى الأسعار الحالية.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الجمعة مع اقتراب المسؤولين الأمريكيين فيما يبدو من التوصل إلى اتفاق بشأن سقف الدين الحكومي وبينما تقيم السوق الرسائل المتباينة حول الإمدادات من السعودية وروسيا قبيل الاجتماع التالي لتحالف “أوبك +” بشأن سياسة الإنتاج. وارتفع خام برنت 69 سنتا أو 0.9 في المائة إلى 76.95 دولار للبرميل عند التسوية كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 84 سنتا أو 1.2 في المائة إلى 72.67 دولار للبرميل. وعلى أساس أسبوعي، سجل الخامان مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي بلغت 1.7 في المائة لبرنت و1.6 في المائة لخام غرب تكساس الوسيط. ولا تزال الأسواق حذرة مع احتمال امتداد محادثات رفع سقف الدين، وثارت مخاوف جديدة بشأن زيادة محتملة في أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل من شأنها أن تقلل الطلب بعد قراءة قوية لإنفاق المستهلكين والتضخم في الولايات المتحدة. وقال مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه على الرغم من إمكانية توصل المفاوضين إلى اتفاق يوم الجمعة إلى رفع سقف استدانة الحكومة الأمريكية البالغ 31.4 تريليون دولار فقد تمتد المحادثات خلال مطلع الأسبوع. وتحذر وزارة الخزانة الأمريكية من أنه إذا لم يتوصل الكونجرس إلى اتفاق فإن الأموال المتاحة لديها لتغطية جميع التزاماتها ستنفد بحلول الأول من حزيران (يونيو)، ما سيؤدي إلى تعثر اقتصادي كارثي. من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار تسعة هذا الأسبوع بعد انخفاضها بمقدار 11 الأسبوع الماضي و17 في الأسبوع الذي سبق ذلك.
وذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد الحفارات انخفض إلى 711 هذا الأسبوع – 16 منصة أقل من هذا الوقت من العام الماضي وأن العدد الحالي هو 364 حفارا أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019، قبل الوباء.
ولفت التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات بمقدار خمسة هذا الأسبوع إلى 570 وقد انخفض عدد منصات الغاز بمقدار أربعة إلى 137 وبقيت حفارات متنوعة على حالها عند أربعة كما شهد عدد الحفارات في حوض بيرميان انتعاشا قدره 1 – 8 فقط فوق هذا الوقت من العام الماضي. كما ارتفع عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار حفار واحد.
ونوه التقرير إلى ارتفاع مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 19 أيار (مايو) لتعود إلى 12.3 مليون برميل يوميا – وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية – كما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 400 ألف برميل فقط مقارنة بالعام الماضي.